محمد المخزنجي عن فتنة يوسف إدريس وأديب نوبل: «مفتعلة» ولم ينكرها على نجيب محفوظ
في الحوار الذي أجرته «الدستور» مع الدكتور والقاص الكبير محمد المخزنجي فتح باب الموضوع للحديث حول الأزمة التي اشتعلت بعد فوز نجيب بجائزة نوبل، وقال إنها أزمة مفتعلة، وأن أحدهم اختطف تعليقًا لإدريس على الجائزة ليشعل بها الحرائق.
يقول الدكتور محمد المخزنجي: "كنت في الاتحاد السوفيتي عندما أشعل البعض هذه الفتنة، وعدت بعد شهور من حدوثها وفي اليوم الثاني من وصولي بعد أن ألقيت حمولي في المنصورة ورأيت أهلي وبعض أصحابي المقربين حادثت يوسف إدريس فقال "تعال فورا" وذهبت إليه في بيته العزيز 100 شارع النيل عمارة الهلالية، وسمعت منه، وكنت سمعت من عديدين عن بعض ما حدث وبدا كأنه معركة بين نجيب محفوظ ويوسف إدريس، والآن أقرر من خلاصة ما جمعته أن يوسف إدريس لم يشعل هذه المعركة كما لم يؤججها نجيب محفوظ. بل افتعلها كدابي كل زفة، فثمة من اختطف تعليقًا ليوسف إدريس عن أن الجائزة مسيسة، وطار بهذا يشعل حريق أن يوسف إدريس قال إن الجائزة ذهبت إلى نجيب محفوظ لموقفه السياسي الممالئ لإسرائيل.
ويضيف: "يوسف إدريس لم يقل هذا أبدا، قال إن الجائزة مسيسة، ولا أحد في العالم ينكر أن هذه الجائزة وغيرها لا تخلو من التسييس. ثم إن يوسف إدريس أُوقع في فخ اقترابه من نوبل، وأنا قرأت في النيوز وييك قبل ظهور نتيجة الجائزة توقعات أو تسريبات بقائمة صغيرة تضم أربع أسماء مرجحين لنيلها كان يوسف إدريس أحدهم.
ويواصل: "يوسف إدريس كان نوعًا نادرًا من المبدعين العالميين بتفجر موهبته الفطرية وبراءة نفسه الجامحة كأي فنان كبير لم يستطع أن يخفي انتظاره لجائزة كان يستحقها بكل تأكيد ولأسباب بسيطة وإنسانية للغاية، أن تمنحه حصانة ولو معنوية عالمية يقول بها ما لم يستطع قوله ويتوق لقوله، وحفنة نقود ليد شرقاوي حاتمي الكرم لحد لا يصدقه من لا يعرفه.
كان يتمنى الجائزة نعم، لكنه لم ينكرها على نجيب محفوظ فقد كان يقدر عظمته، وبعد أن قرأ الحرافيش سمعته يكرر في أكثر من مناسبة وعلى أسماع كثيرين، بإعجاب شديد وإكبار أن نجيب محفوظ "عملها" أي أتى بما لم يأت به أحد. وأتذكر أثناء نزول يوسف إدريس بمستشفى القاهرة التخصصي بروكسي في أعقاب إصابته بنزيف المخ، كان أول من أتى للاطمئنان عليه في الصباح الباكر هو نجيب محفوظ. سقى الله أيام هذين المصريين العبقريين. ورحمهما رحمة واسعة في عَطوف فراديسه، ورحمنا نحن في هجير دنيانا.