عداء وخصومة.. كيف تجاهل العقاد «مُنظّر الإخوان» بعد تاريخ من المغازلات؟
فى 1938 كتب مُنظّر جماعة الإخوان الإرهابية سيد قطب مقاله الأول عن عباس العقاد فى مجلة الرسالة كان ذلك فى 25 أبريل من العام نفسه؛ وهو المقال الذى جاء تحت عنوان "بين العقاد والرافعي".
وقتها قال قطب عن "العقاد" فى مقاله:" القصة بين الرافعى وبيني أننى قرأت له أول ما قرأت كتابه:"حديث القمر" فأحسست بالبغضاء له، أجل البغضا، فهى اصدق كلمة تعبر عن ذلك الإحساس الذى خالجنى إذ ذاك.
لم تكن ثارت بين العقاد وبينه خصومة، ولم أكن سمعت عنه من العقاد أو سواه، ما قد يكون سبباً فى هذه البغضاء، ولو خالجنى هذا الشعور بعد خصومته للعقاد لوجدت بعض التفسير، فأنا لا أنكر أننى شديد الغيرة على هذا الرجل، شديد التعصب له، وذلك نتيجة فهم صحيح لأدبه وأقتنع عميق بفطرته، لا يؤثر فيه أن تجف العلاقات الشخصية بينى وبينه فى بعض الأحيان"؛ وقتها كان صادر للعقاد روايته "سارة" التى كانت عبارة عن سلسلة مقالات نشرت بعنوان «مواقف في الحب» فى مجلة الدنيا الصادرة عن دار الهلال، وجمعها “العقاد” فيما بعد في هذا الكتاب.
ظل قطب يكتب عن العقاد طوال عام 1938 وحتى صدور كتابه "التصوير الفنى فى القرآن" الذى رفض ان يكتب العقاد مقدمته وهو ما جعل "قطب" ينقلب على "العقاد" خاصة بعد أن شعر بتجاهله له وأنه لم يكن يستسيغه نهائيًا، ومن ثم توقف "قطب" الكتابة عن"العقاد".
ظلت القطيعة قائمة بين قطب والعقاد حتى اقترب الأول من جماعة الإخوان الإرهابية ومن التابعين لحسن البنا بعد قيام ثورة يوليو، وهو ما زاد من حدة الخلاف بينهما خاصة وأن العقاد كان من المعروف أنه يمقت الجماعة الإرهابية وحسن البنا مقتا شديدًا، حتى أن العقاد قال إن حسن البنا يهودي ومدسوس لبث الفتنة بمعاونة الاستعمار وقتها بدأ قطب يكتب دفاعا عن الجماعة في المجلة التي أصدرتها الجماعة، وبدأ يتطاول أكثر وأكثر وزادت الحدة بينهما، لكن العقاد لم يكن يرد عليه أبدا رغم ما كان يكتبه، فظل يتجاهله إلى آخر لحظة.