الناجيات يتحدثن:
وشم ميدوسا.. قصة «هاشتاج» يفضح حكايات الاعتداء الجنسى فى مصر
شكل غريب لامرأة تنتمي إلى الأساطير اليونانية، لا أحد يعرف سبب انتشارها بالأمس على مواقع التواصل الاجتماعي، مرفق معها حكايات عن التحرش الجنسي، واستدل بها الرواد أنها علامة على من يقوم بمشاركتها بأنه تعرض للتحرش.
تشبه الصورة الأوشام وتعود إلى وشم ميدوسا اليوناني، والذي أصبح مألوفًا بعدما تلازم مع حكايات الاعتداء الجنسي في مصر، إذ يحمل وجه امرأة قبيحة فيما يبدو أنها تعرضت للتعذيب أو الاعتداء ليكون معبرًا.
وشم ميدوسا يتصدر
وفضح الوشم حكايات عن التحرش والاعتداء الجنسي في مصر، إذ سرد من خلال الفتيات قصصا عن تعرضهن لذلك الأمر في منازلهن أو في الشوارع، وصعد هاشتاج "وشم ميدوسا" إلى المرتبة الأولى في تويتر ووصل عدد المشاركين فيه عالميًا إلى أكثر من 100 مليون مشاهدة على موقع "تيك توك".
الأرقام الخاصة بالمشاركات على ذلك الوسم تتصاعد منذ ليل الأمس وحتى الآن، فما قصة ذلك الوشم؟ وحكايات التحرش التي جعلته يصعد كتريند في مصر والعالم؟ وكم عدد المشاركين فيه من المواطنين؟.
قصة الوشم
تعود قصة ميدوسا إلى امرأة شديدة الجمال في اليونان عشقت إله البحر والعواصف والزلازل والخيول الذي يدعى "بوسيدون" وأعطته الثقة الكاملة ولكنه قام باغتصابها بالقوة في معبد أثينا.
لذلك التصقت صورتها وهي تخرج الثعابين من عينيها وأنفها بالدلالة على التحرش والاعتداء الجنسي، إذ تقول الرواية إن خبر الاعتداء وصل إلى إلهة الحكمة والقوة والحرب، وهنا تم تحويل ميدوسا إلى امرأة قبيحة حتى لا تتعرض للاعتداء مجددًا.
ودفع الظلم الذي تعرضت له المرأة إلى أن تصبح قوة شريرة تمتلك لعنة خرافية وهي تحويل كل من تنظر إليه إلى حجر، وسيطرت عليها قوة الشر حتى أنجبت بنتين لهما نفس القدرة، حتى قُتلت "ميدوسا" على يد "بيرسيوس" الإغريقي، الذي واجه الموت لكي يتخلص منها.
عدد المشاركين فى وشم ميدوسا
صعود ذلك التريند عالميًا تدل عليه الأرقام، فحسب أداة "جوجل تريند" المتخصصة في حساب عمليات البحث على محرك جوجل، فقد بدأ الحديث عن وشم "ميدوسا" في الحادية عشرة مساءً بالأمس بموجب 15 عملية بحث في الدقيقة الواحدة.
وفي الثانية عشرة مساءً وصلت عمليات البحث إلى 29 عملية بحث، ووصلت إلى ذروة عمليات البحث في السادسة صباح اليوم بموجب 100 عملية بحث في الدقيقة الواحدة من قبل مستخدمي محرك جوجل.
وتعتبر محافظة الغربية هي الأعلى في عمليات البحث عن وشم ميدوسا بموجب 100 عملية بحث في الدقيقة الواحدة، ثم الدقهلية 67 عملية بحث في الدقيقة، أما الإسكندرية 64 عملية بحث، والقليوبية 55 عملية بحث، وأخيرًا الجيزة 55 عملية بحث في الدقيقة الواحدة.
أما أداة Social Search فتوضح أن هناك 266 تغريدة في الساعة الواحدة على موقع "تويتر" خرجت من قبل 142 مستخدم بنسبة اهتمام وصلت إلى 2% خلال الساعات الماضية على نفس الموقع.
بينما توضح Social bearing المتخصصة في تحليل بيانات مواقع التواصل الاجتماعي، أن وشم ميدوسا شهد 53 تغريدة في الدقيقة الواحدة، وكان "الريتش" أو الوصول الذي بلغه ذلك الوشم 259 ألف و510 مشاهدة.
واستحوذت التغريدات على النسبة الأعلى في المشاركة بذلك الهاشتاج بنسبة 69%، تليها إعادة التغريد بنسبة 13.2%، أما الردود على التغريدات كانت نسبتها 17.9% بحسب أداة bearing Social.
واستحوذت اللغة العربية على النسبة الأكبر في المشاركات على وسم ميدوسا بنسبة 94.3%، وتوضح الأداة أن الهاشتاج وصل إلى ذروته اليوم بموجب 24 تغريدة في الثانية الواحدة.
حكايات الاعتداء الجنسى
وأرفق مع الوشم من قبل المشاركين فيه حكايات خاصة عن الاعتداء الجنسي عليهن سواء شباب أو فتيات، فكتبت إحدى الفتيات أنها تعرضت للاعتداء الجنسي من والدها في الصغر حاكية أنها حين تحدثت نهرتها والدتها بدعوى العيب.
وكتبت أخرى أنها كانت تتعرض للتحرش الجنسي في العمل خلال دراستها بالجامعة، واستمرت فيه بسبب احتياجها للمال في ذلك الوقت، وأوضحت أنه ترك لديها رهبة من كل المديرين الذين عملت معهم بعد التخرج.
وتعرضت أخرى للتحرش من قبل جدها وكتبت أنه كان يرعها مكان والدها ووالدتها، إلا أنه قام بالتحرش بها ولم تستطع البوح بما حدث حتى بعدما أدركت أنه كان تحرشا جنسيا أثر على حياتها في المستقبل.