«أول فنان تشكيلي عربي».. تكريم محمد عبلة بوسام جوته الألماني
كرمت كارولا لينتز رئيسة معهد جوته، اليوم الأحد، الفنان التشكيلي محمد عبلة كأول فنان تشكيلي عربي يحصل على وسام جوته، في احتفالية كبرى بمدينة فايمار الألمانية، وفي حضور أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، وبينيامين إيمانويل هوف وزير الشئون الثقافية والمحلية والأوروبية.
وقالت رئيسة معهد جوته في كلمتها الافتتاحية: "منذ عقود يعمل محمد عبلة من أجل التفاهم وحرية التعبير في المشهد الثقافي المصري".
وأضافت متحدثة عن المكرمين بوسام جوته "أنهم يدعمون الأمل بأن يساهم التبادل الثقافي الدولي خلال الأوقات الصعبة في خلق مستقبلًا أكثر إنسانية، وأتمنى أن يكون حصولهم اليوم على وسام جوته دافعًا لهم لمواصلة عملهم."
وفي كلمة تقديم الجائزة التي ألقاها المفكر وعالم العلوم الإسلامية شتيفان فايدنر وصف أعمال محمد عبلة الفنية قائلًا: "عمل فني يتكوّن بمرور الوقت من خلال حوار مستمر مع الظروف، باحثاً عن إجابات، ويجود بالأصداء، وفي انكساراته بالتحديد، يكون مرآة، وليس مكبر صوت تزأر فيه الأنا المتضخمة وتريد فرض نظرتها للعالم على الجميع." وأكمل قائلًا "العمل الذي يرسمه محمد عبلة، ويشكله، ويصيغه، له جودة ملحمية بالنسبة لي. وكثيرًا ما نجد كتابات على صوره. ومع ذلك، فإن لوحاته ليست خطّية، كما تجعلنا تصوراتنا المُسبقة عن الفن العربي نتوقع، وإنما العكس هو الصحيح: إنها أبجدية بصرية، فهي كتابة، وهي رواية، تتكون من الصور نفسها. أقرأ فيها: مصر، وجنوب البحر الأبيض المتوسط، وأفريقيا، والشرق الأوسط، بالإضافة إلى أصداء وأصوات من أوروبا. أقرأ عن المصريين، ووقتهم، وسياساتهم، ومقاومتهم، ومثابرتهم، وحالاتهم المزاجية، ومخاوفهم، وآمالهم. غضبهم وحبهم".
وفي كلمته عبر محمد عبلة عن سعادته وشعوره بالفخر قائلا "إن يقترن اسمه باسم المفكر والشاعر الألماني العظيم جوته، والذي كان مصدر إلهام له في شبابه" كما أهدى الوسام للشعب المصري بأسره الذي طالما دوّن حكاياته وثقافته في لوحاته، وقدمها في العديد من المعارض العالمية.
وسام جوته هو وسام شرف رسمي لجمهورية ألمانيا الاتحادية وأهم جائزة في سياستها الثقافية الخارجية. يكرم الشخصيات التي تلتزم بشكل خاص بالتبادل الثقافي الدولي أو تدريس اللغة الألمانية. تقترح معاهد جوته في الخارج المرشحين بُناءً على أهميتهم الثقافية والسياسية وعملهم الفني، ويتم اختيار الفائزات والفائزين من قبل لجنة تحكيم متخصصة مكونة في العلوم والفنون والثقافة. تم التبرع بميدالية جوته من قبل مجلس إدارة معهد جوته في عام ١٩٥٤، كما تم الاعتراف بها كشارة شرف رسمية من قبل جمهورية ألمانيا الاتحادية في عام ١٩٧٥. منذ منح الجائزة لأول مرة عام ١٩٥٥، تم تكريم ٣٧١ شخصية من ٦٩ دولة.
ويذكر أنه إلى جانب الفنان محمد عبلة من مصر، كرمت المؤرخة تالي ناتس من جنوب إفريقيا، والفنانتين نيمي رافندرن وشيفا باتاك من الهند مؤسستين DAS SANDBOX COLLECTIVE بوسام جوته كذلك.
عن الفنان محمد عبلة
ولد محمد عبلة عام ١٩٥٣ في مدينة بلقاس بدلتا النيل بمصر. بعد دراسة الفنون الجميلة في الإسكندرية، انتقل إلى أوروبا ، حيث درس النحت والطباعة في مدينتي فيينا وزيورخ ، ووجد أخيرًا منزلًا ثانيًا في فالسرود بولاية ساكسونيا السفلى.
وأقيم معرضه الفردي الأول في عام ١٩٧٩في جاليري هوهمان في فالسرود ، وتلاه معارض في عام ١٩٨٩ في جاليري إيوات في ليوفاردن (هولندا) ، في عام ١٩٩١ في قاعة الفنون في أوريبرو (السويد) والأكاديمية المصرية في روما. في عام ١٩٩٤ فاز بالجائزة الأولى في بينالي الكويت وفي عام ١٩٩٧ بالجائزة الكبرى في بينالي الإسكندرية في مصر.