مع نفاد المخزون.. أرقام صادمة عن استهلاك مصر من البن
لا ينافس أحد الشعب المصري في تناول الشاي والقهوة وكل ما ينتمي إلى الكافيين، إذ عرف منذ سنوات بأنه شعب "صاحب مزاج"، إلا أن مؤخرًا بدأ الحديث يتردد عن أزمة تلوح في الأفق، ربما تعكر مزاج المصريين.
الأزمة هي نقص مخزون البن في مصر وخرجت توقعات بأن هناك شهرا وأكثر قليلًا أمام ذلك المخزون حتى ينفد، في وقت يعد فيه البن إحدى السلع الأساسية التي لا غنى عنها ولا يوجد لها بديل.
شعبة البن هي أول من أشارت إلى الأزمة، على لسان حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية، الذي تحدث عن مخزون البن في مصر قائلًا: "تم تلف 25% من محصول البن في البرازيل مما أدى إلى ارتفاع سعره".
وأضاف فوزي أن ارتفاع الأسعار ساهم في نقص مخزون البن بسبب نقص الاستيراد، لافتًا إلى أنه يتم استيراد القهوة من البرازيل وكولومبيا وفيتنام، وإندونيسيا والهند وإثيوبيا.
وأكد أن السبب الرئيسي في نقص مخزون البن هو نقص سلاسل الإمداد وحركة النقل العالمي، مبينًا أنه يتم استيراد 100% من البن من الخارج، حيث إن البن يحتاج لزراعته درجات حرارة ورطوبة عالية للغاية.
وعن ارتفاع سعر البن في السوق المصرية، قال إن أي شيء ينقص لا بد من زيادة سعره بما يتناسب مع قاعدة العرض والطلب، في وقت تستورد فيه مصر استهلاكها الكامل من البن من الخارج.
ويرتفع كل عام حجم استهلاك مصر من البن والمكيفات عمومًا، ذلك ما كشفته الأرقام عن حجم إنتاجية مصر من البن كل عام والاستهلاك السنوي وحجم الاستيراد لسد الاحتياجات.
فاتورة استيراد مصر من البن
وخلال العامين الماضيين ارتفعت فاتورة استيراد مصر من البن على مدار الشهور، ففي العام الحالي استوردت مصر خلال الخمسة أشهر الأولى "بنًا" غير منزوع الكافيين "غير محمص" بقيمة 101.305 مليون دولار مقابل 64.032 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام 2021 بنمو 58.2%.
وفي شهر مايو الماضي سجلت فاتورة الاستيراد 16.574 مليون دولار مقابل 11.048 خلال نفس الفترة من العام 2021 بنمو 50% بحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء الذي يصدر نشرة التجارة الخارجية.
وفي شهر أغسطس من العام من العام 2021 استوردت مصر بنًا بقيمة 146.240 مليون جنيه، مقابل 114.400 مليون جنيه في أغسطس من العام 2020، وكانت الزيادة بنحو 31.840 ألف جنيه.
وفي يناير الماضي سجلت أسعار البن ارتفاعًا بنحو 20% فكان سعر الروبوستا 2500 إلى 4 آلاف دولار للطن والأرابيكا 4000 إلى 6 آلاف دولار للطن، بينما كان أسعار البن السادة تتراوح بين 110 إلى 120 جنيه للكيلو، والمحوج من 140 إلى 150 جنيه للكيلو.
تعد البرازيل إحدى الأسواق العالمية الهامة في إنتاج البن، فهي تعتبر أكبر مصدر لدول العالم وتستحوذ على 37% من الإنتاج العالمي له، وتمر حاليًا بتلك الأزمة بسبب التغيرات المناخية والصقيع الذي أدى إلى تناقص المحصول وجودته.
حجم استهلاك المصريين
ويعتبر المصريون مستهلكين بشدة للبن، حيث يصل معدل الاستهلاك السنوي إلى 65 ألف طن بمعنى أن مصر تستهلك ما يقرب من 100% من احتياجاتها، ولا تنتج مصر البن محليًا.
ويتضح ذلك في بيانات منظمة القهوة العالمية «ICO» التي تضع مصر في المرتبة الخامسة عربيًا لكونها أكبر دولة مستهلكة للقهوة، ففي العام 2019/ 2020 استهلك المصريون 38.82 ألف طن مقابل 38.58 ألف طن خلال 2018 /2019 وجاءت نسبة الزيادة 0.6%.
وينخفض معدل استهلاك الفرد في مصر من البن عن باقي الدول، فيصل في مصر إلى 200 جرام بينما في أمريكا نحو 9 كيلو، ولبنان والجزائر نحو 3 كيلو.