الكاردينال هولريتش: بابا الفاتيكان حث المسيحيين على مد يد المساعدة للآخرين
أكد الكاردينال جان كلود هولريتش، رئيس أساقفة اللوكسمبورغ والمقرر العام لسينودس الأساقفة، أن العملية السينودسية التي أطلقها البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، جاءت في سياق الحرب الدائرة رحاها في أوروبا، مشيرًا إلى أن بابا الفاتيكان حث الأشخاص على أهمية عيش الحياة المسيحية من خلال مد يد المساعدة للآخرين، لا سيما النازحون.
وقال نيافته في مقابلة له مع موقع الـ«فاتيكان نيوز»، إن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان يريد أن يشجع المسيحيين اليوم على عيش القيم المسيحية، وعدم التردد في مساعدة كل شخص محتاج ومتألم، لا سيما اللاجئون القادمون من أوكرانيا بسبب الحرب، كما لا بد من التخلي عن كل نزعة قومية وعن الانغلاق لأن العيش معًا يتطلب نظرة واسعة النطاق إلى الفسيفساء التي يتألف منها واقعنا. وعبر الكاردينال هولريتش في هذا السياق عن ارتياحه حيال المسيرة السينودسية، والتي أنهت مرحلتها الأولى وتستعد للبدء في المرحلة الثانية.
هذا ثم شاء نيافته أن يتحدث عن الخبرة التي عاشها العديد من المؤمنين في اللوكسمبورغ، الذين فتحوا بيوتهم ليقدّموا الضيافة للنازحين الأوكرانيين، موضحًا أنه هو أيضًا يستضيف أسرة من ثلاثة أفراد. وقال: كم هو جميل أن نقيم مع هؤلاء الأشخاص، ونعيش معهم هذا التضامن، ما يعكس أهمية الرسالة التي ينبغي أن تقوم بها الكنيسة، مؤكدًا أن هذه الرسالة هي قبل كل شيء رسالةُ سلام وعدالة وتضامن مع المتألمين. وأضاف أن المسيرة السينودسية تقدم إسهامًا في هذا المجال، لأنها توعّي الناسَ وتساعدهم على إدراك معنى أن يكونوا مسيحيين، لافتًا إلى أن هذا الأمر لا يقتصر على الذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد، لأن المسيحية ينبغي أن تُعاش.
وتابع نيافته قائلًا إن المؤمن، وعندما يستسلم لقيادة وهدي الروح القدس يتبدّل، وهذا يؤدي في نهاية المطاف إلى تبدّل المجتمع ككل. ولفت إلى أن النازحين الأوكرانيين وجدوا ضيافة ممتازة في أوروبا، لم يجدها سواهم من النازحين، كالسوريين على سبيل المثال والكثير من المسيحيين يرفضون هذا التمييز، ويشددون على ضرورة مساواة النازحين الآخرين بالأوكرانيين. وهذا الموقف هو من ثمار الروح القدس في الكنائس الأوروبية.
في سياق حديثه عن السينودس وعن ضرورة السير معًا، على الرغم من الاختلافات القائمة بين مختلف الكنائس، شاء الكاردينال هولريتش أن يذكّر بأن الكنيسة هي واحدة، مع أنها تتمتع بثقافات وتقاليد مختلفة. وهذا ما يدعو إلى الإصغاء والتفاهم المتبادلين بين الأشخاص والجماعات. وأضاف أن المجالس الأسقفية الوطنية حققت إنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية، وهذا أمر جيد، لكن ثمة ضرورة اليوم للسير معًا، والمسيرة السينودسية التي شاءها البابا فرنسيس تشكل فرصة رائعة للنظر إلى هذه الفسيفساء بأكملها، لا إلى منطقة معينة وحسب.
بعدها شاء نيافته أن يذكّر بكلمات البابا فرنسيس حول المسيرة السينودسية عندما أكد أنها عبارة عن السير معًا، وعن الإصغاء المتبادل بعيدًا عن الخوف من الاختلافات، ولفت هولريتش إلى أن مرحلة المشاورات أماطت اللثام عن وحدة أكبر بكثير من الاختلافات التي نشهدها اليوم، وعبر عن ارتياحه لسير الأعمال وعن سروره لبلوغ المرحلة القارية، وقال: "إننا نكتب تاريخ الكنيسة".
في ختام حديثه لموقع "فاتيكان نيوز" أكد نيافته أنه يقوم، برفقة أمين عام السينودس الكاردينال غريك، بإطلاع البابا على هذه العملية، "وهو يشجعنا على السير قدمًا".