اليابان تتعهد بتمويل إفريقيا بـ 30 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة
قال رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، إن القطاعين العام والخاص في اليابان سيعملان على التمويل في إفريقيا بحجم حوالى 30 مليار دولار خلال الثلاث سنوات القادمة.
كما أعلن رئيس وزراء اليابان فوميو كيشيدا، في كلمته عبر الفيديو خلال مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في إفريقيا (تيكاد 8) والمقام في تونس، عن تقديم بلاده مليار و800 مليون دولار للحد الأقصى خلال الثلاث سنوات القادمة.
يأتي ذلك في إطار الزيادة السابعة لأموال الصندوق العالمي، وذلك بناء على مبدأ الأمن البشري وللمساهمة في دعم التدابير لمواجهة أمراض (الإيدز والسل والملاريا) ولدعم الأنظمة الصحية مع التركيز على إفريقيا.
وبشأن تطوير الموارد البشرية، نوه فوميو كيشيدا بأن اليابان ساهمت في بناء الموارد البشرية في إفريقيا منذ سنوات طويلة، موضحا أنها ساهمت في تأسيس معهد "نوجوتشي" التذكاري في غانا منذ 40 عاما في تطوير قدرات الباحثين من المحليين الذين يحملون على عواتقهم الجهود لمواجهة فيروس كورونا المستجد في غرب إفريقيا.
وأشار إلى أنه على أساس هذه الإنجازات في مجالات الصناعة والصحة والطب والتعليم والزراعة والقضاء والإدارة، سيتم تدريب 300 ألف شخص خلال الثلاث سنوات القادمة، مبينا أنه من خلال مبادرة الموارد البشرية الصناعية لشباب إفريقيا فقد تم تدريب نحو 4000 شاب إفريقي كمرشدين للأعمال اليابانية الإفريقية، كما تم مؤخرا خفض مستوى تحذير المواطنين اليابانيين من السفر إلى الكثير من الدول، ومنها العديد من الدول الإفريقية التي قد استتب الوضع فيها فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا.
وقال "إن استقرار الأوضاع في المنطقة هو موضوع أساسي لإظهار الإنسان لامكانياته وتحقيق النمو في إفريقيا، لذلك قامت وكالة اليابان للتعاون الدولي "جايكا" بتقديم الدعم في زامبيا لرفع مستوى معيشة اللاجئين، حيث أن من خصائص المساعدات اليابانية أنها لا تقتصر على تقديم دعم للاجئين فقط إنما تهدف إلى تمكينهم من الاستقلال الاقتصادي معتمدين على أنفسهم لتحقيق مجتمع مستدام ومستقر ومستقل".
وأضاف أنه "لتحقيق السلام والازدهار في إفريقيا والعالم فمن الضروري تعزيز النظام الدولي القائم على القوانين الحر والمنفتح، لذلك سنعمل على تطوير منطقة المحيطين الهندي والهادي الحرة والمنفتحة والتعاون بين إفريقيا واليابان من أجل تعزيز وظائف الأمم المتحدة، بما فيه إصلاح مجلس الأمن الدولي والتعاون مع الدول الإفريقية من أجل عالم خال من السلاح النووي أيضا".
وتابع: "في ظل الوضع الراهن، فإن الطريق إلى هذا الهدف يواجه مزيدا من الصعوبات، لذلك اقترحت خلال حضوري لاجتماع معاهدة منع الانتشار النووي خطة هيروشيما للعمل المبنية على خمس مبادرات، ودعوت إلى مواقف بناءة للدول المعنية وجرى نقاش جاد بين الدول الأعضاء، إلا أن روسيا اعترضت في أخر مرحلة، ولم يتم تبني الوثيقة النهائية".
وفي هذا الصدد، لفت رئيس وزراء اليابان إلى أن العديد من الدول الأعضاء أكدت مجددا أهمية الحفاظ وتعزيز منع الانتشار النووي، مشددا على استمرار اليابان في جهودها الواقعية مع الدول الإفريقية، قناعة منها أن آلية منع انتشار النووي التي تشارك فيها الدول المالكة وغير المالكة للسلاح النووي هو السبيل الوحيد الواقعي لنزع السلاح النووي.
وقال "إن الأزمة الروسية الأوكرانية، هي عمل يزعزع النظام الدولي من الأساس، وإذا تخلينا عن النظام الدولي القائم على القوانين فإن هذا لن يؤثر على أوروبا فقط بل على إفريقيا وكل العالم ويؤدي إلى اضطرابات كبيرة"، لافتا إلى أن الأزمة أدت إلى استمرار عرقلة تصدير الحبوب من أوكرانيا، مما أدى إلى تفاقم أزمة غذائية في إفريقيا، وستبذل اليابان قصارى جهودها لمعالجة هذا الأمر كدولة شريكة لإفريقيا.
ونوه بأن اليابان قررت تقديم نحو 130 مليون دولار كدعم غذائي للدول الإفريقية، بالإضافة إلى تقديم 300 مليون دولار لدعم تعزيز الغذاء وتدريب 200 ألف شخص كموارد بشرية زراعية في إطار القروض المشتركة مع البنك الإفريقي للتنمية، كما شدد على أنه من الضروري أن يكون هناك تعاون وتنسيق دولي لتعزيز الأمن الغذائي لإفريقيا.
واختتم رئيس وزراء اليابان، كلمته، بالإشارة إلى أنه بناء على المناقشات في (تيكاد 8) واستعدادا لقمة مجموعة السبع التي ستنعقد في هيروشيما العام المقبل، فستساهم في تنمية إفريقيا كشريك على أساس أن إفريقيا هي صاحبة المشروعات.