قناة السويس اللاعب الأبرز.. تقرير يكشف دور مصر في حماية أمن المتوسط
قال موقع "warontherocks" ومقره الولايات المتحدة الأمريكية والمعني بقضايا الأمن والسياسات الخارجية، إن مصر يمكن أن تلعب دورا هاما ومحوريا في نشر الأمن من البحر المتوسط إلى منطقة المحيط الهادئ الهندية، لا سيما وهي تتمتع بموقع جغرافي مميز، فضلا عن مركزيتها الجيوستراتيجية بالإضافة إلى قناة السويس.
تحالف ثلاثي بين الهند وفرنسا بقيادة مصر
وقالت المنصة الأمريكية، إن مصر يمكن أن تقود تحالف ثلاثيا بين القاهرة وباريس ونيودلهي وستكون الدول الثلاث بمثابة ممر جيوستراتيجي يربط البحر الأبيض المتوسط بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ ويسمح للدول الثلاث بالعمل معًا.
تقارب المصالح الجيوستراتيجية
وتنبع احتمالات التعاون الثلاثي بين فرنسا ومصر والهند من مصالحها الجيوستراتيجية المتقاربة لأن الدول الثلاث جميعها دول بحرية ملتزمة بالحفاظ على استقرار الفضاء عبر المحيط الممتد من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيطين الهندي والهادئ، وهم يتشاركون نفس القلق حيث أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة يمكن أن تعرض هذا الاستقرار للخطر، كما شوهد مؤخرًا في شرق البحر المتوسط ومضيق هرمز، وتدرك الدول الثلاث أيضًا التأثير المزعزع للاستقرار لتغير المناخ على المحيطات، كما يتضح من تصاعد أنشطة الصيد غير القانوني والكوارث الطبيعية.
الشراكة بين مصر وفرنسا والهند
وأوضح الموقع الأمريكي، أن فرنسا ومصر والهند عقدوا بالفعل شراكات ثنائية قوية على مدى السنوات القليلة الماضية ومنذ تسعينيات القرن الماضي، تمكنت باريس ونيودلهي من تطوير شراكة إستراتيجية عميقة في مجالات أمنية رئيسية - مثل البحرية والفضاء والإنترنت - بالإضافة إلى المشتريات الدفاعية.
ومنذ عام 2010، عززت فرنسا ومصر بشكل تدريجي تعاونهما الدفاعي، كما أن هناك تقارب تاريخي بين القاهرة ونيودلهي لكونهما دول تمتلك حضارات كبيرة، فضلا عن الهيمنة الديموغرافية داخل مناطق كل منهما، والمركزية الجغرافية، والتطلعات الجيوسياسية المكتسبة عن جدارة، كما حافظت مصر والهند على علاقات وثيقة لفترة طويلة.
ويهدف صانعو السياسة في القاهرة ونيودلهي إلى توثيق العلاقات، حيث التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء ناريندرا مودي شخصيًا عدة مرات وحافظا على علاقة ودية وتعاونية، وأظهرا رغبة واضحة في توثيق العلاقات كما زاد كلا البلدين مؤخرًا من تعاونهما في مختلف القضايا، بما في ذلك الصحة (مع دعم مصر للهند أثناء الوباء)، والأمن الغذائي (مع قيام الهند بتزويد مصر بالقمح)، والأمن (مع تدريبات مشتركة للقوات الجوية).
حماية عبر المحيطات
وقالت المنصة الأمريكية، إنه بناءً على هذه المصالح المشتركة، ستضمن الشراكة الثلاثية بين فرنسا ومصر والهند اتباع نهج عبر المحيطات تشتد الحاجة إليه من شأنه أن يغطي البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي والمحيط الهادئ، واعتبر الموقع قناة السويس عنصر هاما وفعالا في حماية أمن المحيطات، وقال إن قناة السويس هي نقطة ستراتيجية رئيسية للتدفقات التجارية بين أوروبا وآسيا، حيث يعبر القناة 12% من التجارة العالمية و30% من حركة الحاويات العالمية.
مصر محور ارتكاز التحالف الثلاثي مع فرنسا والهند
وقال الموقع، إنه بالنظر إلى مركزيتها الجيوسياسية، ستكون مصر نقطة ارتكاز للتعاون الثلاثي لأن حضارة مصر وموقعها الجغرافي - بين إفريقيا وأوروبا وآسيا - تضع القاهرة كجسر بين مناطق فرعية متعددة، خلال السنوات القليلة الماضية، أظهرت القاهرة طموحات إقليمية متجددة تهدف إلى جعل مصر دولة عضو لا يتجزأ في أي استراتيجية تركز على الحيوية الاقتصادية والأمن بين الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي.
أجندة مشتركة لتحالف مصر وفرنسا والهند
واعتبر الموقع الأمريكي أن هذا التحالف الثلاثي المهم سيكون تركيزه على عدة نقاط منها الأمن البحري، والكابلات البحرية، والمرونة الغذائية، حيث يجب أن يكون هناك تعاون أكبر بين القوات البحرية الفرنسية والمصرية والهندية يسهم في دعم الأمن البحري في المحيط الهندي والخليج والبحر الأبيض المتوسط، كما يجب أن تتعاون باريس والقاهرة ونيودلهي في تأمين وحتى بناء الكابلات البحرية، حيث تحمل عناصر البنية التحتية الحيوية هذه أكثر من 95% من البيانات الدولية كما تمر الكابلات البحرية المتعددة عبر قناة السويس، وتربط أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
وأوضح التقرير الأمريكي أنه يتعين على الدول الثلاث تسريع جهودهم الجماعية لمعالجة انعدام الأمن الغذائي المتزايد الذي نتج عن الحرب في أوكرانيا كما اتخذت باريس ونيودلهي بالفعل خطوات مشجعة وستزيد فرنسا من صادراتها من القمح إلى مصر، كما أعفت نيودلهي القاهرة من حظر تصدير القمح الأخير الذي فُرض استجابة لإمداداتها المحدودة.