شقيقتان من محو الأمية إلى «آداب بنى سويف»: «هنكمل دراسات عليا»
قصة كفاح عظيمة خاضتها حنان شعبان عبداللطيف وشقيقتها «ليلى»، من قرية «صفط النور» التابعة لمركز الفشن بمحافظة بنى سويف، بداية من الالتحاق بفصول محو الأمية وتعليم الكبار حتى الوصول إلى المرحلة الجامعية، لتثبتا للجميع أن المرأة قادرة على فعل المستحيل وحصد النجاح فى جميع المجالات والتغلب على الصعاب.
وتغلبت الشقيقتان على العادات والتقاليد البالية التى ترفض تعليم الفتيات، وقررتا استكمال تعليمهما عبر فصول محو الأمية، حتى الوصول إلى المرحلة الثانوية، ثم الالتحاق بقسم التاريخ بكلية الآداب جامعة بنى سويف، والحصول على تقدير «جيد جدًا» فى الفرقتين الأولى والثانية، و«امتياز» فى الفرقة الثالثة، مع حلمهما بتصدر أوائل الدفعة والالتحاق بهيئة التدريس داخل القسم.
وقالت «حنان» إنها نشأت فى بيئة ريفية، حيث تسود المعتقدات الجامدة التى ترفض تعليم الفتيات، مضيفة: «لم أتعلم أنا وشقيقتى فى الصغر، بينما سمح والدى لشقيقى بالتعلم، بسبب ظروف صحية كان يمر بها والدى فى ذلك الوقت، وضعف الإمكانات المادية لأسرتى».
وأضافت: «انتقلنا من قرية صفط العرفا إلى صفط النور بمركز الفشن للإقامة بها، وتصادف أن التقيت أنا وشقيقتى مُدرسة تعمل بفصول محو الأمية عرضت علينا الانضمام لمجموعة تشرف عليها، وبالفعل عرضنا الفكرة على أسرتى فرحبت بالفكرة لأنها شعرت بالذنب تجاهنا».
وواصلت: «التحقنا بفصول محو الأمية وحصلنا على الشهادة بعد شهرين، والتحقنا بالمرحلة الإعدادية وتغلبنا على جميع الظروف والصعوبات داخل منزلنا بسبب ظروف والدى الصحية، والتحقنا بالثانوية العامة، وحصلت على مجموع ٧٥٪ علمى علوم، ثم التحقت أنا وشقيقتى بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة بنى سويف لاستكمال مسيرة التعليم».
وأكملت: «نذاكر سويًا ونشجع بعضنا بعضًا، وهدفنا الحصول على تقديرات مرتفعة، خاصة أننا فى السنة النهائية ونحلم بالالتحاق بهيئة التدريس والالتحاق ببرامج الدراسات العليا».
وبنبرات الحزن والأسى قالت إن والدها أوصاهما قبل وفاته بضرورة تخطى كل الصعوبات التى تواجههما فى الحياة وعدم الوقوف عند أى محطة، موجهة شكرها لمسئولى كلية الآداب وجامعة بنى سويف على دعمهم لها ولشقيقتها وتذليل كل الصعوبات.
وقالت «ليلى» إنها مرت بالظروف نفسها مع شقيقتها، حتى استكملت تعليمها والتحقت بكلية الآداب، بعد حصولها على ٧٢٪ فى الثانوية العامة، وتمكنها من التغلب على جميع الصعوبات.
وأضافت أن إدارة الكلية لم تفرق بينهما وبين الطلاب الآخرين، بسبب أنها استكملت تعليمها انطلاقًا من فصول محو الأمية، مختتمة بقولها: «أحلم بالتعيين مدرسًا مساعدًا بالقسم مع شقيقتى، لتحقيق حلم والدى، رحمة الله عليه، وأسرتى».