سرقة تشرشل بعدسة كارش!
الخبر، الذى تداولته صحف ومواقع إلكترونية عديدة، محلية ودولية، نقلًا عن وكالة الأنباء الفرنسية، قال إن صورة ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق والأشهر، المعروضة بفندق «شاتو لورييه»، Château Laurier، أفخم فنادق العاصمة الكندية أوتاوا، تم استبدالها بنسخة منها. وأكد أن موظفى الفندق لم يكتشفوا السرقة إلا بعد مرور عدة أشهر، حين وجدوا أن إطارها مثبت بطريقة خاطئة!
الصورة، الأصل أو التقليد، المعروضة فى قاعة المصور الشهير يوسف كارش، Yousuf Karsh، معروفة باسم «الأسد الهادر»، وجرى التقاطها سنة ١٩٤١، بعد خطاب ألقاه الزعيم البريطانى أمام البرلمان الكندى، فى ديسمبر ١٩٤١. أما ما لم تذكره وكالة الأنباء الفرنسية، فهو أنها واحدة من ثلاث صور اختارتها مؤسسة البريد الكندية، لتضعها على طوابع بريد، فى ٢٣ ديسمبر ٢٠٠٨، احتفاءً بالذكرى المئوية لميلاد الكندى الوحيد، المصنَّف بين المائة الأكثر تأثيرًا فى تاريخ الفنون. كما وضع البنك المركزى البريطانى الصورة نفسها على ظهر العملة الورقية، من فئة ٥ جنيهات، التى بدأ تداولها سنة ٢٠١٦. إضافة إلى أنها واحدة من أكثر الصور، التى تم نسخها عبر التاريخ، ويراها المتخصصون حدثًا فاصلًا فى فن البورتريه.
مع تلك الصورة، والصور الشهيرة، التى التقطها لبرنارد شو، إرنست همينجواى، بابلو بيكاسو، ألبرت أينشتاين، صوفيا لورين، هيمفرى بوجارت، وكلارك جيبل، التقطت عدسة «كارش»، أيضًا، صورًا للملكة إليزابيث الثانية وزوجها الأمير فيليب، مارجريت تاتشر، ورؤساء الولايات المتحدة جون كنيدى، جيمى كارتر، رونالد ريجان، وبيل كلينتون، ورئيسى الاتحاد السوفيتى خروتشوف وليونيد بريجنيف، والزعيم الكوبى فيدل كاسترو، ورئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندى، والملك السعودى فيصل بن عبدالعزيز، وفى ١٩٨٣ قام بتصوير الرئيس المصرى الأسبق محمد حسنى مبارك، حين قام الأخير بزيارة أوتاوا. وهى الزيارة، التى رافقه فيها أنيس منصور، وشارك خلالها نجله جمال، فى مباراة بدورى الهوكى الوطنى الكندى!
المولود بمدينة ماردين التركية، جنوب شرق الأناضول، فى ٢٣ ديسمبر ١٩٠٨، هاجر مع عائلته إلى سوريا سنة ١٩٢٢ هربًا من المجازر التى تعرض لها الأرمن فى تلك الفترة على يد الدولة العثمانية. وفى يناير ١٩٢٤ وصل بمفرده إلى مدينة هاليفاكس الكندية بعد رحلة بحرية استغرقت شهورًا، وأقام وعمل مع خاله جورج نقاش، المصور الفوتوغرافى، فى استديو التصوير الخاص به، بمدينة شيربروك فى مقاطعة كيبيك، إلى أن أرسله خاله سنة ١٩٢٨ إلى الولايات المتحدة، ليتتلمذ على يد المصور الأرمنى الأصل جون قارو.
بعودته إلى كندا، بعد أربع سنوات، افتتح «كارش» الاستديو الخاص به فى أوتاوا. ولاحقًا، تحديدًا سنة ١٩٧٢، أقام استديو فى فندق «شاتو لورييه»، القريب من البرلمان الكندى، والذى أقام به لمدة ١٨ سنة، فى جناح بالطابق الثالث، مع زوجته الثانية إستريليتا ماريا ناكبار، أو إستريليتا كارش. وقبل أن يقرر اعتزال التصوير، والانتقال للإقامة فى الولايات المتحدة، أهدى الفندق مجموعة من أعماله، هى المعروضة الآن فى القاعة، التى وقع فيها حادث السرقة أو الاستبدال.
استنادًا إلى صور عديدة تلقتها من نزلاء سابقين، بعد طلبها المساعدة، رجّحت إدارة الفندق أن تكون السرقة حدثت فى الفترة بين ٢٥ ديسمبر ٢٠٢١ و٦ يناير ٢٠٢٢. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن جنفياف دوما، مديرة الفندق، أن هذه الصورة «جزء من تاريخ كارش والفندق وكذلك تاريخ كندا وبريطانيا فى زمن الحرب»، مؤكدة أنها «حزينة للغاية بسبب هذه السرقة المخزية». وفى حين أكدت «دوما» أن الصورة المسروقة لا تُقدّر بثمن، قدّر خبراء قيمتها بحوالى ١٠٠ ألف دولار أمريكى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن يوسف كارش، الذى مرت فى ٣١ يوليو الماضى الذكرى العشرون لوفاته، أصدر ١٥ كتابًا عن رحلته فى عالم التصوير، تضمّنت أعماله، ووصفًا لجلسات التصوير وأحاديثه مع عدد كبير من المشاهير، قبل تصويرهم، كان نصيب رئيسنا الأسبق منها، صورته المشار إليها و١٣ كلمة: محمد حسنى السيد مبارك قائد عسكرى وسياسى مصرى شغل منصب الرئيس الرابع لمصر!