تهديدات "نصر الله": توقعات حول المعركة المُحتملة بين إسرائيل وحزب الله
منذ أكثر من شهرين، يهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إسرائيل بالحرب إذا لم تستجب إلى كل المطالب اللبنانية بشأن ترسيم الحدود البحرية، محذرًا أنه إذا لم يحصل لبنان على كل حقوقه فإن المواجهة ستكون قريبة.. فهل حقًا هناك نية للتصعيد؟ وما هو شكل المعركة حال اندلاعها؟
مفاوضات
من المقرر أن يُجري الموفد الأمريكي الخاص عاموس هوكشتاين الأيام المقبلة جولة أُخرى بين إسرائيل ولبنان، في محاولة جديدة لتقريب وجهات النظر وحل النزاع على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، ومن المتوقع أن يأتي "هوكشتاين" وفي حوزته اقتراح نهائي من المتوقع للدولتين أن تقبلاه، حيث سيسمح الاتفاق في البدء بالتنقيب عن الغاز في المنطقة، أولًا في الجانب الإسرائيلي (منصة الغاز كاريش)، وبعدها في الجانب اللبناني- حيث أعمال التنقيب مؤجلة منذ أعوام.
نية للتصعيد
من جانبه، صرح وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس قائلًا: "إنه من الأفضل أن نتوصل إلى اتفاق بدون حرب"، مضيفًا: "إن محاولة حزب الله ضرب طوافة الغاز في "كاريش" يمكن أن تؤدي إلى حرب في لبنان: وشدد على أن إسرائيل أعلنت أنها ستدافع عن مواردها" قائلًا: "آمل ألا نضطر إلى أن نقوم هناك بجولة لأن هذه ستكون مأساة بالنسبة للبنان واللبنانيين"، ثم قام "نصر الله" بالرد قائلًا: "تهديدات غانتس لا تؤثر علي".
في ذات الوقت، بدأت القيادة الشمالية في سلاح الجو وفي سلاح البحرية الإسرائيلي الاستعداد لإمكانية اشتعال في الجبهة الشمالية، وبدأوا يعدون الخطط لذلك.
حتى وقت قريب، كانت التقديرات الأمنية، أن حزب الله لا يريد مواجهة جديدة مع إسرائيل، وأن الحزب مشغول بالأزمات الاقتصادية والسياسية في لبنان، ولكن بعد أن أرسل الحزب في بداية يوليو الماضي مرتين مسيّرات اعترضتها إسرائيل بالقرب من منصة الغاز كاريش، ازداد الشعور لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن حزب الله لديه نية في التصعيد.
ولكن على الرغم من ذلك، لا يزال الشعور السائد في الجانبين الإسرائيلي واللبناني، أنه لا توجد رغبة حقيقية في اندلاع مواجهة كبيرة ولكن من المحتمل أن يكون هناك مناورة أو جولة سريعة، وتبادُل ضربات من دون الدخول في حرب. لكن المشكلة في الكثير من الأحيان أنه من غير الممكن التنبؤ بالتدهور، وإثبات أن المناورة السريعة لن تتدهور إلى معركة أو جولة كبيرة.
معركة مُحتملة
على الرغم من عدم توافر نية حقيقية للتصعيد لدى الجانبين، إلا أن المشكلة في حال اندلاع جولة خاطفة (لمدة يوم أو يومين) أن قوة الضربات التي سيستخدمها الطرفان مختلفة عن تلك التي اعتادها الجميع في الحملات على غزة في العقد الأخير.
فحزب الله يختلف كليًا عن حماس والجهاد الإسلامي، فالحزب تسلح جيدًا منذ حرب لبنان الثانية قبل نحو 15 سنة، وخلق ميزانًا يهدد إسرائيل، وهو ما يعني أنه في حال اندلاع مواجهة حتى لو كانت قصيرة ستكون عنيفة مما يستلزم أن تقوم إسرائيل بالرد بقوة أكبر لردع حزب الله مستقبلًا وهو ما يمكن أن يتسبب في مزيد من التدهور داخل لبنان، وأيضًا في الرد العنيف من قبل حزب الله.