لقاء العلمين الخماسى
قادة مصر والإمارات والبحرين والأردن والعراق، التقوا أمس الإثنين في مدينة العلمين، وناقشوا سبل تعزيز التعاون المشترك وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والإعداد، أو الاستعداد، للقمة العربية الحادية والثلاثين، التي تستضيفها الجزائر في نوفمبر المقبل. كما تناول القادة، أيضًا، تداعيات الأزمة الأوكرانية على دول المنطقة، و... و... وتوابع الملء الثالث للسد الذي تبنيه أثيوبيا عن النيل الأزرق.
اللقاء الخماسى دعا إليه الرئيس السيسى فى إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الدول، لدفع العلاقات العربية العربية إلى مستوى متقدم، وتوحيد الرؤى فى مواجهة التحديات الكبيرة، التى تشهدها المنطقة، والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن التطورات الإقليمية والدولية المتعددة. ولعلك تتذكر أن الرئيس كان قد أكد فى مناسبات وسياقات مختلفة أهمية إعداد استراتيجيات ملائمة للتعاون الاقتصادى، وتعزيز الاستثمارات المشتركة، والوصول إلى آليات جديدة لإحداث التكامل العربى الشامل.
يرافقه الشيخ محمد بن زايد، استقبل الرئيس السيسى العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى بن الحسين، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، ومصطفى الكاظمى، رئيس الوزراء العراقى. إذ كان الرئيس الإماراتى، قد وصل إلى العلمين، أمس الأول الأحد، وعقد معه الرئيس السيسى جلسة مباحثات ثنائية، أكد خلالها الرئيسان أهمية تعزيز العمل العربى المشترك ووحدة الصف العربى ومسارات التعاون الثنائى والفرص الواعدة لتوسيع آفاقه إلى مستويات أرحب تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة فى المجالات الاقتصادية والتنموية التى تدعم تطلعاتهما نحو تحقيق التنمية المستدامة والتقدم والازدهار لشعبيهما.
الدول الخمس تجمعها أطر تعاونية رباعية، ثلاثية وثنائية، تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادى والتنموى. ويأتى اللقاء الخماسى امتدادًا للعديد من اللقاءات، التى جمعت قادتها خلال العام الجارى، وكان الهدف الأساسى منها هو إعلاء المصالح المشتركة ودرء أى خلافات بينية لتحقيق الأهداف التنموية، وتقاسم الأعباء والمسئوليات، لتسوية الأزمات المزمنة أو تلك التى بدأت منذ أكثر من عقد.
قبل مشاركة القادة الخمسة فى القمة العربية الأمريكية، التى استضافتها مدينة جدة السعودية، فى يوليو الماضى، استضافت مدينة العقبة الأردنية، فى مارس، قمة رباعية شارك فيها قادة مصر والإمارات والأردن والعراق. وفى يونيو، استضافت مدينة شرم الشيخ، قمة مصرية أردنية بحرينية، سبقتها قمة مصرية إماراتية أردنية استضافتها القاهرة، فى أبريل، جرى خلالها الاتفاق على «الانطلاق معًا نحو آفاق واسعة من الشراكة الاستراتيجية التى تؤسس لعلاقات ممتدة»، وكان تلك هى شرارة إطلاق «مبادرة الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة»، التى تم الإعلان عن تأسيسها فى ٢٩ مايو الماضى.
إلى الدول الثلاث، التى أطلقت وأسست المبادرة، انضمت البحرين، وشارك زايد بن راشد الزيانى، وزير الصناعة والتجارة والسياحة بالمملكة، فى اجتماع اللجنة العليا، الذى استضافته القاهرة، فى ٢٥ يوليو الماضى، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ونيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة السابقة، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة فى الإمارات، ويوسف الشمالى، وزير الصناعة والتجارة الأردنى. وتناول الاجتماع أبرز مستجدات المبادرة، وما توصلت إليه ورش العمل حول القطاعات المستهدفة، وفرص الاستثمار الصناعى والمشروعات ذات الأولوية والقابلة للتنفيذ فى المرحلة الأولى.
المبادرة، التى كانت ثلاثية وصارت رباعية، لا تزال مفتوحة للدول الراغبة فى تطوير قطاعها الصناعى وتعزيز الاكتفاء الذاتى، ولا نرى مبررًا لغياب العراق عنها، إلى الآن، خاصة فى ظل دعم الدول الأربع لاستقراره، ومساندتها الحكومة العراقية فيما تتخذه من إجراءات لدرء الفتن، وإخراج البلد الشقيق من أزماته وإبعاده عن أى مخاطر. وأيضًا فى وجود مشروع «المشرق الجديد»، الذى يؤسس لبناء أرضية صلبة وتحالف مثمر، بين مصر والعراق والأردن: كتلة بشرية، وأخرى نفطية، يربط بينهما جسر.
باختصار، نحن أمام محطة جديدة، لتوحيد الرؤى العربية إزاء مختلف القضايا وتعزيز أطر التعاون والتنسيق وتوحيد الجهود لإرساء دعائم أمن المنطقة واستقرارها. وأيضًا أمام خطوة مهمة فى طريق التكامل، التعاون، أو استكمال مسار الاندماج الاقتصادى العربى، الذى سيؤدى إلى استغلال مواردنا بشكل أفضل.