رفاق الأستاذ.. اعترافات نجيب محفوظ عن أصدقائه الذين اعتزلوا الأدب
"الصديق عادل كامل، كانت له بداية أدبية ممتازة، ولقيت أعماله خاصة روايته مليم الأكبر، و"ملك من شعاع" استحسان النقاد والقراء، وذهبت التوقعات إلى انتظار مولد موهبة أدبية كبيرة". حكى أديب نوبل نجيب محفوظ عن صداقته بالأديب عادل كامل، وذلك في مذكراته المنشورة بعنوان "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" للكاتب رجاء النقاش.
وقال نجيب محفوظ، إن عادل كامل هو الأديب الوحيد في جيلهم الذي كان يمكنه التفرغ للأدب مثلما فعل محمود تيمور، فقد كانت أحواله مستقرة إلى حد كبير، وكانوا يعتبروه من الأعيان.
كان عادل كامل عندما تعرف عليه نجيب محفوظ و"الحرافيش" يمتلك سيارة خاصة، في وقت كان فيه عدد السيارات الخاصة في القاهرة محدودا، ويعرفوا أسماء أصحابها بالاسم، لكن عادل كامل انقلب فجأة على الحياة الأدبية، وبدأ يشكك في الأدب وقيمته، وترجم شكوكه إلى هجرة عن الأدب واعتزال الكتابة، واتجه إلى ممارسة مهنة المحاماة.
وتذكر نجيب محفوظ قصة آخرى لصديق آخر هجر الكتابة وهو أحمد زكي مخلوف، الذي كتب روايتين، لقتت إحداهما الأنظار إليه منهم رواية "نفوس مضطربة"، لكنه هجر الكتابة واعتزال الحياة الأدبية بصورة نهائية.
وأكد نجيب محفوظ في حديثه عن الصداقة، أنها لم تعطله أو تؤثر على التزاماته ومسؤلياته الأدبية، ولم يعطله الأصدقاء أبدًا عن الكتابة.
وأشار "محفوظ" إلى أن ما قاله الأديب هنريك إبسن صاحب مسرحية "بيت الدمية": "أن الأصدقاء من الكماليات الباهظة وليس في وسع إنسان يستثمر رأس ماله في دعوة ورسالة في الحياة أن يحتفظ بهم، وليست تكاليف الصداقة ناجمة عما يتكبده الإنسان من أجل أصدقائه، ولكن عما يحجم عنه إكراما لها".
وأضاف، أن "إبسن" لا يعرف قيمة الصداقة، ولم يستمتع بها يوما، وإذا كان هناك بعض الأصدقاء المزعجين أو الذين يسببوا المتاعب، ففي إمكان الأديب أن يتغلب على هذه المتاعب بسهولة ولا يسمح لأحد أن يعطله أو يعيقه عن أداء واجباته والتزاماته".