«القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية» على طاولة مكتبة القاهرة الكبرى.. الليلة
تنظم مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم السبت، أمسية ثقافية بعنوان «مدينة القاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية على مر العصور»، يحاضر فيها الدكتور أيمن فؤاد سيد، رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
وتعد القاهرة عاصمة مصر وأكبر مدن القارة الإفريقية، تقع على نهر النيل وعلى بعد 20 كيلومتر من رأس الدلتا، قامت بالقرب من هذا الموقع المدينة الرومانية الحصينة بابليون، وعلى الشاطئ المقابل كانت تقوم "منف" إحدى عواصم مصر القديمة، أنشأها القائد الفاطمي جوهر الصقلي عام 969 لتكون عاصمة لمصر في أعقاب عواصمها الإسلامية الأولي: الفسطاط والعسكر والقطائع، وأحاطها بسور من اللبن جدده بدر الجمالي، وزير المستنصر 1087، وجعله من الأحجار الضخمة.
كان بالسور ثمانية أبواب لا تزال ثلاثة منها باقية، وهي: باب زويلة، باب الفتوح، وباب النصر، ولقد فشل الصليبيون في اقتحام القاهرة في هجومهم عليها في القرن الثاني عشر، ولحماية مدينة القاهرة بنى صلاح الدين الأيوبي 1179 «قلعة الجبل»، التي لا تزال تطل على مدينة القاهرة حتى اليوم.
وفي كتابه "التطور العمراني لمدينة القاهرة منذ نشاتها وحتى الآن"، يشير المؤرخ فؤاد سيد إلى أن: "المدينة محدودة من الجهة الشرقية بسلسلة جبال المقطم، ومن الجهة الغربية بأرض منخفضة كان النيل يغمرها دائمًا بفيضانه، وهذا سبب عدم تطورها في هذين الاتجاهين، وأيضًا لم تتعد القاهرة قناة أمير المؤمنين، وهي المعروفة بشارع الخليج المصري الآن".
ومن جانبه، يذهب الروائي حمدي أبو جليل في كتابه "القاهرة جوامع وحكايات"، إلى أن القاهرة الكبرى منذ أساسها الأول في الفسطاط قامت وتأسست وتوسعت حول ثلاثة جوامع مازالت قائمة وشعائرها مقامة حتي اليوم، وهي: «عمرو بن العاص، وأحمد بن طولون، والأزهر الشريف».
ومنذ البداية كان الجامع إعلانًا لشرعية حكم المدينة والبلاد عمومًا، جامع عمرو بن العاص أعلن فتح مصر وانتزاعها للأبد من التارج الروماني، وجامع ابن طولون رفع استقلالها عن الخلافة العباسية لأول مرة، وجامع الأزهر أعلن الخلافة الفاطمية في مصر والمشرق العربي عمومًا، واقتحامه بفرسان صلاح الدين الأيوبي بدأ أيام الدولة الأيوبية، وشرع ــ على المستوى الرسمي ــ لأول مرة إقامة صلاة الجمعة في أكثر من مسجد في القاهرة بعد أن ظلت قرونًا قاصرة على جامع رسمي واحد كان يعرف باسم «جامع الخطبة»، أي الجامع الذي يخطب فيه حاكم مصر سواء كان واليًا أو خليفة.
ويلفت «أبو جليل» إلى أنه: «وكثرة جوامع المماليك في القاهرة ترجع ضمن ما ترجع إلى أنهم في حاجة إلى شرعيات، لكل أسرة بل لكل سلطان شرعية جديدة، فالقوة وحدها لم تكن تكفي مملوكًا يباع ويشتري أن يتسلطن على أكبر رقعة في دولة الخلافة الإسلامية، ثم أنهم أصحاب أطول فترة في حكم مصر وربما الخلافة الإسلامية عمومًا».