أحمد بهاء الدين عن ترجمة الدروبى لـ دوستويفسكى: ثقافتنا ناقصة بدون هذه الترجمات
تحل هذا الأسبوع ذكرى رحيل الكاتب الصحفي الكبير أحمد بهاء الدين والتي توافق 24 أغسطس من كل عام، حيث توفى في مثل هذا اليوم من عام 1996.
كان أحمد بهاء الدين قد كتب مقالًا في مجلة المصور إبان رئاسته تحريرها، وكانت مناسبة المقال صدور أول طبعة عربية لأعمال الكاتب الروسي الكبير فيودور دوستويفسكي وهى الطبعة التي ترجمها سامي الدروبي حينما كان سفيرًا لسوريا في مصر في تلك الفترة، حسبما ذكر الباحث شهدي عطية في منشور عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
يقول أحمد بهاء الدين في مقاله: "أحب أن أكتب عن هذا المشروع الذي ظهر في سوق الكتب باعتزاز شديد، إذ إنني طالما كتبت مطالبًا به، كنموذج من مشروعات النشر التي يجب أن تركز وزارة الثقافة جهدها عليها، بدلا من مئات الكتب التي تصدرها الوزارة وليست لها- بصراحة- قيمة تساوي ما ينفق فيها من ورق ومال وطباعة ومؤلفين.
فقد ظهرت في السوق المجلدات الأولى من مجموعة ترجمة الأعمال الكاملة لعملاق القصة دستويفسكي، وما قلته مرارا هو أن ثقافتنا وتعليمنا سيظلان ناقصين حتى تتم ترجمة الأعمال الكبرى في التراث الإنساني ترجمة دقيقة كاملة إلى اللغة العربية، الطالب أو الشاب في روسيا أو فرنسا، أو ألمانيا أو أي بلد متقدم يشب فيجد هذه الأعمال موجودة بلغته، بصرف النظر عن لغتها الأصلية، وهذا ما يجب أن يتوافر لدينا، لا بد أن يجد الشاب عندنا باللغة العربية أعمال الفلاسفة أرسطو وأفلاطون وكانط وهيجل وديكارت والأدباء مثل تولستوي ودستويفسكي وبلزاك وفكتور هوجو، والمفكرين أمثال آدم سميث وريكاردو وماركس، عن أي مبلغ ينفق على نقل الفكر الإنساني الأساسي في كل الفنون والعلوم إلى اللغة العربية يعادل إنشاء جامعة جديدة بالضبط، وكلنا نعرف الصعوبات التي قاسيناها في شبابنا سواء في اقتحام لغات أجنبية لا نتقنها لأخذ فكرة عن هذه الأعمال أو لقراءتها في ملخصات وطبعات ناقصة مشوهة أو في شراء بعضها في لغته الأصلية باهظة الأثمان وإذا كان هناك من لم يمنعه هذا الجهد المضني فالأغلبية انصرفوا عن مواصلة الجهد.
يواصل: "هذا الاتجاه وإن بدا في الأول باهظ التكايف إلا أنه مريح ماديا على المدى الطويل، فحين تتفق مؤسسات النشر على ترجمة ستعيش مئات السنين ترجمة ممتازة ونهائية يقوم بها أحد الخبراء الأكفاء، سوف تصبح هذه الترجمة هى النهائية التي تطبع باللغة العربية، مئات السنين ستصبح مثل كتب التراث العربي، والتي تطبع سنة بعد سنة، لأن الطلب عليها يزداد عليها مجددًا.