«التفكير الذي لا يقهر» في مؤلف جديد للياباني ريوهو أوكاو
يشهد الناس في مسار حياتهم فترات مختلفة من النور والظلمة والسعادة والكآبة، أوقات تسير فيها الأمور على هواهم وأوقات تخالفها، وفي كتاب “التفكير الذي لا يقهر” للياباني ريوهو أوكاو، مؤسس أكاديمية العلم السعيد Happy Science يقول المؤلف إن التفكير الذي لا يقهر فلسفة تتيح للناس استخلاص العبر من النجاح والفشل على حد سواء وتساعدهم على رسم مستقبلهم في جميع الظروف باستخدام مزيج من التفكير الإيجابي وتأمل الذات، وبدأت هذه الفلسفة من فكرة مفادها أنه ما من أحد يمكنه أن يعيش دون ارتكاب أخطاء، ولا يستطيع أحد أن يبحر عبر الحياة من دون أن يواجه أي مشاكل.
التفكير الذي لا يقهر يشبه نمو الشجرة حيث تواجه الشجرة في أثناء نموها العديد من التحديات والمصاعب، ربما تهب رياح قوية تجرد الأغصان من أوراقها، وربما تقترب الشجرة من الذبول أو ربما تفتقر إلى الغذاء، وتتعرض جذورها للانكشاف لكنها تكافح بغض النظر عما يحدث لتستمر في النمو والارتفاع.
يوضح الكتاب أهمية التفكير الإيجابي وتأمل الذات وكيف أنهما يقودان الإنسان إلى النجاح مهما واجهته من مصاعب وتحديات كما يكشف الكتاب عن أسرار النجاح في مجال الأعمال وأسس تكوين الثروة والصفات التي يجب أن تتوافر في أي شخص كي يكون قائدًا، كما يرشدنا إلى كيفية الحياة بطريقة صحية وكيف نختار شريك الحياة؟ وأهمية تقديم الشكر والمساعدة للآخرين.
في السطور التالية نستعرض أهم الأفكار التي وردت في كتاب "التفكير الذي لا يقهر" للكاتب الياباني ريوهو أكاو:
- هناك عدة صفات يجب أن تتوافر في القائد وهي :
- أن يكون قادرًا على استشراف المستقبل وتوقع الأحداث المقبلة.
- أن يتمكن من التقدم على الآخرين في الرؤية بخطوة أو خطوتين.
- أن يكون قادرًا على جعل الناس يتوقعون مستقبلًا مشرقًا إذا اتبعوه وحافظوا على قربهم منه.
- أن يكون لديه انجازات سابقة كافية لإقناع الآخرين بموقفه.
- أن يكون قادرًا على تأمل ذاته، تقدم لك الطبيعة دائمًا فرصًا لتأمل الذات، ومن لا ينظرون في أعماقهم الداخلية أو يدرسون أنفسهم بعمق لا يمكن أن يصبحوا قادة حقيقيين.
- إذا كنت ترغب في إنشاء مشروع خاص بك، فهناك سران أساسيان للنجاح ،أولهما العثور على الطلب هذا هو السر الأول، ويعني ذلك أن تترقب دائمًا الأشياء التي يريدها الناس . وتكون حساسًا تجاه ما يحتاج إليه الآخرون فالأعمال تبدأ حيثما يوجد طلب، والشركات التي تحقق نموًا سريعًا يديرها أشخاص عثروا على طلب و شرعوا في تلبيته.
السر الثاني، التفكير المستمر في تطوير عملك.. بعض الشركات تكتفي بالنجاح الذي حققته ولا تفكر في التطوير مع مرور الوقت يتقلص حجم أعمالها لأن السوق دائمًا في تطور مستمر
- هناك ثلاثة مبادئ أساسية لتكوين الثروة:
- المبدأ الأول استخدام النقود باعتدال، فإذا كنت مسرفًا ويعيش حياة مترفة فستنفق نقودك بالتدريج بصرف النظر عن مقدارها ،وهذا لا يعني أن تكون بخيلًا ،من المهم أن تعتدل في استخدام النقود كي لا تبدد الثروة التي لديك.
- المبدأ الثاني لتكوين الثروة هو أن الثروة تتراكم حول من يعرف كيف يستخدمها، تأتي الثروة لمن لديه فكرة واضحة عما يريد تحقيقه بالنقود فالثروة لن تظهر وسط الحقول بل تأتي لمن يقدرون قيمتها.
- المبدأ الثالث "كن مستعدًا لاستخدام ثروتك لصالح الآخرين"فإذا جمعت الثروة عليك ألا تحاول احتكارها لنفسك، ستتدفق إليك الثروة إذا حاولت استخدامها لتسهم في تحسين نمط حياة الآخرين وجلب السعادة إليهم، أو بعبارة أخرى النقود تختفي تدريجيًا إذا استخدمتها لمصلحتك فقط.
- كيف تحيا حياة صحية ومتوازنة؟
- تعلم السيطرة على جسمك، من المهم أن تعلم أن جسدك مثل الدراجة عندما تتعلم كيف تقوده، يصبح مفيدًا جدًا ، لكن إذا لم تتمكن من السيطرة عليه لأي سبب، فقد يكون شديد الخطورة، وعلى هذا يمكن القول أن من يستطيعون المحافظة على حالة بدنية جيدة يخطون الخطوة الأولى نحو الانتصار في الحياة.
- العناية بالجسم خيار عائد للفرد ، إذا حافظت على نمط صحي ، فإن جسدك سيعمل على تحقيق غايته الأصلية. وإذا لم تعتن بجسدك فلا يسعك لوم الآخرين فأنت الوحيد القادر على العناية به.
- هناك علاقة قوية بين الجسد والعقل، عندما يتقدم الناس في السن ، تكثر شكواهم وذلك أمر شائع بين من في الستينيات أو السبعينيات لأن الناس يجدون أن أجسادهم أصبحت أكثر ضعفًا عما كانت عليه،الشباب أيضًا لديهم مشاكل تتعلق بأجسامهم فهناك من يفرط في الأكل ومن ينحف كثيرًا، والسبب في كلا الحالتين أنهم نسوا كيف يعيشوا حياة متوازنة.
- غالبًا ما تواجه في مسيرة حياتك لحظات تضطر فيها إلى اتخاذ قرارات بشأن التقدم او التراجع ، إذا كنت ممن لا يستطيع الاستجابة سوى بنعم أو لا، فستجد نفسك منغمسًا في دوامات اليأس،بدلًا من تقييد اتخاذ القرار بنعم أو لا، أريدكم أن تحاولوا دائمًا ايجاد خيار ثالث، قد لا تنجح تلك الطريقة أحيانًا في حل بعض المشكلات ولكن الجهد الذي تبذله في التفكير في جميع البدائل المحتملة لن يذهب سدى عندما تواجه مشكلة مختلفة بعد سنة او اثنتين ستتمكن من إيجاد حلول بديلة في موقف آخر .
- ينطبق الأمر نفسه على البشر هناك بعض الأشخاص تحبهم وتشعر معهم بالسعادة والمرح، وهناك أشخاص لا تحبهم لكن عندما تقابل من لا تحب يمكن أن يصبح معلمًا لك لأنك تستطيع إجراء دراسة وافية للتوصل إلى السبب الذي يجعله شخصية منفرة، ومن المهم أن تكون شاكرًا للحصول على فرصة لتعلم المزيد عن الطبيعة البشرية إذا درست جميع الشخصيات التي تقابلها في حياتك فسوف تتعلم الكثير منهم.
- كيف تختار الزوج المثالي؟
لايجاد الزوج المثالى هناك طريقتان، أولًا لا تسعى وراء من ترغب في زواجه، بل عليك أن تغير نفسك بدلًا من ذلك كي تتلائم مع الشريك المرتقب، فمثلًا إذا كنت ترغب في الارتباط بفنان أو كاتب فعليك أن تتخيل ما الأمور التي يحتاجها في شريك حياته وعندما تقوم بها سوف تجد مع الوقت الشخص الذي يناسبك وتكون أنت أيضًا مناسبًا له ، والأمر الثاني الفهم المتبادل، فقدرتك على فهم الزوج المرتقب وقدرته على فهمك أمر في غاية الاهمية.
عندما تعتزم الزواج _سواء أكنت رجلًا أم امرأة_ يجب أن تكون قادرًا على فهم شريكك ، اسال نفسك عن مدى قدرة الشريك المحتمل على تفهم أفكارك في العمل أو نظرتك إلى الحياة، هل يستطيع شريكك إظهار تقدير سطحي فقط أم يمتلك فهمًا عميقًا لطريقة تفكيرك؟ إذا كان لديك شعور قوي أن بوسعه أن يفهمك وأن هذا الفهم متبادل بامكانك عندئذ يمكنك الزواج منه بأمان.
الأهم هو البحث عمن يستطيع أن يفهمك، لا يهم مقدار النقود التي يمتلكها ذلك الشخص إذ لن يبقى بينكما أي شئ عندما تنفذ النقود ، قد يكون وسيمًا جدًا ولكن الجاذبية تتلاشى عندما ترينة كل يوم، وقد ترغبين في الزواج من أحدهم لأنه يتميز بشخصية عظيمة فستدركين ذات يوم أنه لا يخلو من الأخطاء أيضًا ، كل ما يتبقى هو الفهم العميق المتبادل .
الفهم العميق المتبادل أمر يدوم سنوات طويلة أما الخصائص الخارجية أو الموضوعية قد تساعد في سير الأمور على ما يرام في بداية الزواج لكن الانسجام بينكما سيتراجع بالتدريج وستظهر الشقوق في العلاقة.
- كيف نحافظ على العلاقة بعد الزواج؟
- إذا شعر الزوجان أنهما منسجمان إلى حد معين عليهما بعد ذلك أن يعملا على توطيد علاقتهما ليصبح التوافق بينهما تامًا .
وفيما يلي بعض الوصايا التي وردت في كتاب " التفكير الذي لا يقهر":
- من الأشياء الرائعة توقع أنك ستقابل شخصًا نبيلًا ، هناك أوقات يظهر فيها شخص ويقدم لك مفتاحًا للنجاح، وعندما يحدث ذلك من المهم أن تنصت إلى نصيحته ورأيه وتتقدم في الاتجاه الصحيح ، عندما تصادف هذا الشخص تشع حياتك نورًا ، كلما أعددت نفسك أكثر لهذا اللقاء المنتظر ازادد احتمال حدوثه.
- انصت بتواضع لما يقال لأن الفرصة ستفوتك إذا لم تنصت، عليك دائمًا أن تترقب الكلمات التي تقودك إلى تغيير نفسك وتتوقع لقاء اشخاص يقدمون ملاحظات مهمة جدًا . عليك أن تحرص على ألا يفوتك شئ منها.
- لا يحقق الناس النجاح بجهودهم الذاتية بمفردها . من المهم أن تتذكروا أنكم لن تتمكنوا من تحقيق أهدافكم من دون مساعدة الآخرين.
- عندما تحققون شيئًا ما أريدكم دائمًا أن تحددوا هدفكم التالي لاستجماع طاقتكم والنظر في كيفية التقدم بثبات نحو تحقيقه.
- قد تكون بعض المعارف التي راكمتها غير ضرورية للحياة بالمعنى الضيق، وهناك معلومات تدرسها في المدرسة ولا تأتي في الامتحان غير أن من يواظب على دراسة كل شئ يستطيع إظهار الفعالية بصرف النظر عن الوضع الذي يواجهه لأن المعرفة تراكمية.
- عليك ألا تحاول التقاط خلاصة الموضوع .ربما يوفر لك ذلك طريقًا سريعًا للنجاح على المدى القصير لكنه لن يقودك بالضرورة إلى النصر الحقيقي على المدى الطويل.
- بغض النظر عما إذا كانت البيئة جيدة أو سيئة، الاقتصاد مزدهر أم راكد، يجب عليك أن تحاول تقديم منتج أو خدمة جيدة، وعندما تواجه قيودًا في عملك استخدم الحكمة.
- عنما تسوء الأمور قوي نفسك وعندما تكون على ما يرام ازرع بذور الحب، وتذكر أن هذا هو الوقت المناسب لتقدم الحب للآخرين.
- التجارب ضرورية للنمو الروحي.
- العزيمة وقوة الإرادة تفتحان لك الطريق، لا يعني ذلك أن عليك القيام بأمر عظيم ما عليك إلا أن تفتح مسارًا جديدًا، وتبدأ بشئ في متناول يديك اسأل نفسك ماذا تستطيع أن تفعل؟ وما تستطيع تحقيقه في الوضع الحالي؟
- سوف تتاح لك الفرصة للنجاح في نهايةالمطاف حتى لو شهدت سلسلة من النكسات وحين يأتي النجاح أخيرا لا تنسب الفضل لنفسك فالنجاح لم ياتي بمجهودك فقط ولكنه يأتي بارادة الله عزوجل.
- فكر مثل عداء المسافات الطويلة عليك أن تتعلم كيف تضبط سرعتك وأن تقيم قوتك بموضوعية وتقرر متى يجب عليك أن تبذل جهدًا إضافيا حتى تتمكن من تحقيق أفضل النتائح على المدى الطويل.
- لا يكفي أن تستخدم قوتك لتسقط خصمك على الأرض بل عليك أن تستفيد من المشاكل والمصاعب وتحولها إلى مصلحتك لتنتج شيئًا إيجابيًا وهذا هو المقصود بالتفكير الذي لا يقهر.