بينها المقابر والمقاهي.. الأماكن المفضلة للأدباء لكتابة أعمالهم
هناك طقوس خاصة لبعض الأدباء لكتابة أعمالهم، وربما كانت البيوت مليئة بالضجيج أو أن هناك أسبابًا خاصة لبحث كل منهم عن مكان مريح ومهيأ نفسيًا لكي يبدع. والكثير من الأدباء عُرفوا بأنهم يكتبون في أماكن بعينها منها المقاهي والفنادق والمقابر.
وحيد حامد
تحدث السيناريست وحيد حامد عن طقوس الكتابة، وقال إن لكل كاتب طقوس معينة في الكتابة، تختلف من شخص لآخر، خاصة وأن هناك بعض الكتاب الذين يعرفهم، كانوا يفضلون الكتابة في الليل، وآخرون يفضلون الكتابة بالنهار، وبعضهم يحب الكتابة في أماكن مغلقة، غير أن هناك كُتاب يحبون الكتابة في أماكن مفتوحة، متابعًا: "قرأت أن هناك كاتبًا، لا يعرف الاستمرار في الكتابة إلا وهو واقف".
وحكى "حامد"، في حوار سابق له مع الإعلامية "ليلى الأطرش"، أنه يحب ويفضل الكتابة في الأماكن الواسعة، وفي وقت الصباح، لأنه يحب أن يري كون الله الواسع والفسيح، ويحدد مواقيت معينة للكتابة تبدأ من الساعة العاشرة صباحًا وينتهي في الساعة الثالثة عصرًا.
كما ارتبط "حامد" ببعض الأماكن التي يستمتع بكتابة أعماله فيها، ومعظمها يتركز في منطقة وسط البلد، منها كازينو "إكسليسيور" بجوار سينما ميامي، بجانب كافيتريا "حورس" في شارع 26 يوليو، وفندق "سميراميس"، ثم فندق "النيل هيلتون".
محمد المخزنجي
اعتاد الكاتب الكبير محمد المخزنجي، أن يكتب في فندق سفير، وهناك طاولة مخصصة يجلس عليها المخزنجي ويكتب في هدوء، لا يقلقه أحد ولا يقترب منه أحد إلا في أضيق الحدود، ونتيجة لهذا فإن الكثير من أعماله خرج من هذا الفندق.
خيري شلبي
عُرف عن الروائي خيري شلبي، أنه يستريح للكتابة من داخل المقابر، كواحدة من طقوسه الإبداعية، وكما كتب منها كتب عنها وعن ناسها وسكانها، وقد أنتج من داخلها عددًا من أعماله الرائعة التي تتناول عالم المنسيين والمهمشين والفقراء، ومنها: منامات عم أحمد السماك، ثلاثية الأمالي٬ الشطار٬ زهرة الخشخاش٬ صحراء المماليك٬ بطن البقرة٬ وكالة عطية٬ والأوباش.
وقال ريم خيري شلبي، في حوار سابق لـ"الدستور": إن “سر المقبرة التي كان يكتب فيها وكيف عرف طريقه إليها؛ تقول: لم تكن الكتابة في المقابر من أبرز طقوس أبي، لكنها كانت- حسب قوله- مرحلة مهمة جدا للهروب من عالم المدينة الصاخب٬ الذي غالبًا ما يأخذ من الكاتب والمبدع، ويعطله، وتوضح أن المسألة جاءت بمحض المصادفة البحتة؛ إذ تعطلت سيارته وهو في طريقه من عمل٬ بمجلة الإذاعة والتليفزيون إلى البيت في المعادي”.