«اختبأ في صندوق قمامة هربا من مطاردة».. حكاية بديع خيري عن كفاحه ضد الإنجليز
التقيا بديع خيري وسيد درويش بسبب فنان إيطالي يُدعى "امبرتو" وسلامة حجازي، في قهوة متواضعة في كوم الدكة بالإسكندرية.
حكى عبد الفتاح البارودي في مقاله بجريدة "الأخبار" 1989، أن بديع خيري أكد في مذكراته أن نطقة الانطلاق في حياة سيد درويش بدت في اللحظة التي تناول فيها النجم الكبير سلامة حجازي ليستمع إلى الشيخ المعمم في قهوة متواضعة.
عندما جاء إلى سيد درويش إلى القاهرة أصيب بصدمة في أول لقاء فني مع الجمهور، حيث روي بديع خيري في مذكراته أن سلامة حجازي قدم سيد درويش للجمهور على المسرح ليغني لهم إحدى أغانيه بين الفصلين الأول الثاني من الرواية التي كان يمثلها سلامة حجازي، ولكن الجمهور استقبل هذه الأغنية بقتور شديد، وشعر سيد درويش بصدمة شديدة، وفي تلك اللحظة ظهر سلامة حجازي على المسرح وقال للجمهور: "هذا الفنان أي سيد درويش سيصل إلى أعلى مكان في عالم الفن والموسيقى".
وروى بديع خيري في مذكراته أن سيد درويش انضم إلى فرقة نجيب الريحاني وقدم لها مجموعة كبيرة من الأوبريتات ثم في إحدى الأوبريتات "قولوا له" طلب نجيب الريحاني تغيير أحد الألحان فرفض سيد درويس ليقع أول خلاف بين "درويش" و"الريحاني" وتكرر الخلاف فانتقل سيد درويش إلى فرقة علي الكسار.
وروى يوسف فاخوري في مجلة "القاهرة" 1986، أن بديع خيري كان عضوا في إحدى الجمعيات الفدائية ضد الإنجليز ومن حوادثه في ذلك حكاية مشهورة أنه كان يختبئ في عزبة دائرة "محلة حسن" وكان يمكلها أمير من الأسرة المالكة، وبهذه الطريقة استطاع أن يمارس نشاطه السياسي ضد الاستعمار الإنجليزي بعيدًا عن التعرض السهل للقبض عليه، فكان يطبع المنشورات هناك ويتحرك لتوزيعها واضطر ذات مرة أن يختبئ في صندوق قمامة كبير هربًا من المطاردة.