«عبرنا الهزيمة».. تعرف على مقال توفيق الحكيم الذى أصبح أغنية لانتصارات أكتوبر
"عبرنا الهزيمة" هو مقال كتبه المفكر توفيق الحكيم ونشره في مجلة الهلال في 1 أكتوبر 1976، وللمقال قصة عن تحوله إلى أغنية تعبر عن انتصارات أكتوبر.
أما عن المقال نفسه فيقول فيه توفيق الحكيم: "عبرنا الهزيمة بعبورنا إلى سيناء، ومهما تكن نتيجة المعارك فإن الأهم الوثبة، فيها المعنى إن مصر هي دائمًا مصر، تحسبها الدنيا قد نامت، ولكن روحها لا تنام، وإذا هجعت قليلًا فإن لها هبة، ولها زمجرة، ثم قيام، وقد هبت مصر قليلًا وزمجرت ليدرك العالم ما تستطيع أن تفعل في لحظة من اللحظات، فلا ينخدع أحد في هدوئها وسكونها، وكانت يدها التي بدرت منها حركة اليقظة هي جيشها المقدام بصيحة رئيسها الوطني بالقيام، سوف تذكر مصر في تاريخها هذه اللحظة بالشكر والفخر.
نعم، عبرنا الهزيمة في الروح، وشعلانا انه قد حدث ويحدث في داخلنا شيء، لقد كان جو الهزيمة جو سجن واختناق، والآن نحن نتنفس هواءً نقيًا، هواء الحرية والانطلاق، وهذا هو المعنى الحقيقي للانتصار، إنه ليس في مجرد كسب المعركة الحربية، بل هو فيما يحدث في النفوس بعدها ونتيجة لها.
إن المكسب الحقيقي للمعارك الحربية إنما هو نوع من الجهاد ودرجة البسالة وروح البطولة، وليس في مجرد الكسب المادي المعتمد على الآلات والمعدات، وكسبنا الباقي لنا دائما بعد اليوم هو في الروح التي انطلقت من سجن الإحساس بالهزيمة، هزيمة النفس التي لم تقاوم ولم تجاهد، روحنا المنطلقة اليوم بعد جهادها البطولي هي التي سوف تتجلى غدًا في الاعمال الرائعة التي ينتجها الفكر المصري في مجالاته العديدة من علم وفن وأدب.
إن تاريخ فكرنا الجديد المعبر عن روحنا الجديدة يكتب منذ الآن في سكون بمداد عظيم من دم شهدائنا الأبطال.
وقرأ الشاعر عبد الرحيم منصور المقال، وفكر ثم استوحى من خلاله أغنية "عبرنا الهزيمة.. يا مصر يا عظيمة"، وغنتها الفنانة شادية.
وسمع توفيق الحكيم الأغنية واتصل بعبد الرحيم منصور يطلب مقابلته، وذهب منصور لتوفيق الحكيم، وجلسا معًا وقال له الحكم إن المقال لم يقرأه الكثيرون، ولكنك جعلت الملايين من المصريين يتغنون بعنوان المقال شكرًا يا عبد الرحيم منصور.. أنت شاعر تستحق الخلود كما خلدت عنوان المقال.
تقول كلمات الأغنية:
عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة.
باسمك يا بلادي تشتد العزيمة.
باسمك يا بلادي عدينا القنال.
باسمك يا بلادي خطينا المحال.
باسمك يا حبيبتي.
مصر يا حبيبتي.