الصين.. وتغير المناخ
إعلان الصين، الجمعة الماضى، عن تعليق محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن أزمة التغير المناخى، رآه البعض «ضربة موجعة» للقمة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، كوب ٢٧، التى تترأسها مصر وتستضيفها مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل. غير أن الخارجية الصينية نسفت هذا الزعم، أمس الأول الأربعاء، وجدّد هذا النسف مبعوث المناخ الصينى، أمس، خلال اتصال مرئى مع سامح شكرى، وزير الخارجية، الرئيس المعين للقمة.
تعليق المحادثات، جاء ردًا على زيارة نانسى بيلوسى، رئيسة مجلس النواب الأمريكى، إلى تايوان. وفى مؤتمر صحفى عقده، أمس الأول الأربعاء، وصف وانج ون بين، المتحدث باسم الخارجية الصينية، التدابير المضادة، التى اتخذتها بلاده بأنها «استجابة مبررة ومعقولة لتلك الزيارة الاستفزازية»، التى تجاهلت معارضة الصين القوية وأضرت بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، مؤكدًا أن بلاده أوضحت مرارًا للجانب الأمريكى أن مبدأ «صين واحدة» هو الأساس السياسى، الذى ترتكز عليه العلاقات الثنائية مع الدول الأخرى. وعليه، رأى «وانج» أن تواطؤ الحكومة الأمريكية مع زيارة بيلوسى ودعمها لها، قوّض الأساس السياسى للعلاقات الصينية الأمريكية، ومثَّل سببًا رئيسيًا لعرقلة التعاون الثنائى بين البلدين.
مع ذلك، أكد «وانج»، خلال المؤتمر الصحفى نفسه، أن بلاده، بصفتها دولة كبرى، ستشارك بفاعلية فى كل الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخى، وستظل متمسكة بهدف بلوغ ذروة الانبعاثات الكربونية والحياد الكربونى، وستشارك فى المفاوضات، عبر القنوات الرئيسية، وستوفر الدعم والمساعدة اللازمين للدول النامية الأخرى، بما يتوافق مع قدراتها. ثم طالب الولايات المتحدة بالاضطلاع بمسئولياتها وواجباتها التاريخية فى مجال التغير المناخى على نحو جاد، وبأن تتوقف عن خلق أعذار لتقاعسها، لافتًا إلى أن بلاده «لطالما أكدت أنه فى مواجهة التغير المناخى، لا يمكننا الاعتماد على إطلاق الشعارات دون اتخاذ إجراءات».
تأكيدًا على عدم جدية الولايات المتحدة، وعلى أن شعاراتها لا تتوافق مع إجراءاتها، أو أفعالها، أشار المتحدث باسم الخارجية الصينية إلى أن المحكمة العليا الأمريكية قيدت، مؤخرًا، سلطة وكالة حماية البيئة فى تنظيم انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى. كما اتهم الولايات المتحدة بأنها استخدمت القضايا المتعلقة بشينج يانج ذريعةً لفرض العقوبات على الشركات الكهروضوئية الصينية، ما قوض بشكل مباشر مناخ التعاون الصينى الأمريكى، وجهود الصين والدول الأخرى لمواجهة التغير المناخى. وأوضح وانج أن «مثل هذا النهج المتناقض أثار الشكوك بشأن قدرة الجانب الأمريكى على التعامل مع التغير المناخى».
استمرار مشاركة الصين فى الجهود العالمية لمواجهة تلك الظاهرة، أكده أيضًا شى شينهوا، المبعوث الصينى للمناخ، الذى أشاد بمستوى التعاون مع مصر، على المستويين الثنائى ومتعدد الأطراف، وبحث مع سامح شكرى، خلال اتصال الخميس المرئى، نتائج اللقاء الذى جمعهما فى مايو الماضى، على هامش مشاركتهما فى فعاليات المنتدى الاقتصادى العالمى بمدينة دافوس السويسرية. كما ناقش شى وشكرى أهم الموضوعات، التى ستتناولها قمة شرم الشيخ، وتبادلا الرؤى بشأنها، واتفقا على مواصلة التشاور، حتى موعد انعقادها، وأعربا عن تطلعهما إلى أن تسهم المشاركة الصينية رفيعة المستوى فى خروج القمة، أو الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف، بالنتائج المنشودة، لتعزيز عمل المناخ الدولى على مختلف الأصعدة.
.. وتبقى الإشارة إلى أن ليو جيان تشاو، وزير الخارجية الجديد للحزب الشيوعى الصينى، استقبل مساء الأربعاء، الدكتور محمد البدرى، سفير مصر لدى بكين، وأعضاء السفارة المصرية. وبعد أن نقل البدرى تهنئة وزير الخارجية للوزير الصينى على توليه مهام منصبه، استعرض الجانبان مجمل جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، التى تشهد ازدهارًا وتطورًا ملحوظًا فى جميع المجالات، تنفيذًا لرؤية الرئيسين عبدالفتاح السيسى وشى جين بينج، وتبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك ومختلف تطورات الأوضاع الدولية والإقليمية، وأكدا ضرورة استمرار التواصل والتنسيق بشكل فعّال فى مختلف المجالات.