جفاف جزيرة فنطاس.. ما الذى يحدث فى «جنة الله على الأرض»؟
واحدة من الجزر التي بمجرد رؤيتها تشعر كأنك في واحدة من جزر المالديف، لكنها هنا في مصر وتحديدًا بواحة سيوة، وبالرغم من امتلاكنا عددا من الجزر الخّلابة، إلا أن جزيرة فنطاس تختلف في جمالها، ما دعا لإطلاق «جنة الله على الأرض» عليها.
جزيرة فنطاس تعيش أياما صعبة مع ما أشيع مؤخرًا من أنها تتعرض لنوع من التدمير، بسبب الجفاف وتغيرات المناخ التي يمر بها العالم أجمع، إذ شهدت عدة بلدان مؤخرًا تغيرات مناخية عديدة ووجود ظواهر في توقيتات مختلفة.
وزارة الرى ترد
القصة بدأت مع منشورات لاستغاثات أهالي الجزيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن جزيرة فنطاس تتعرض للجفاف وانخفاض مناسيب المياه في البحيرات بها، لترد وزارة الموارد المائية والري، بأنها تنفذ حاليًا العديد من الإجراءات لتطوير منظومة الري والصرف بواحة سيوة، والتي تهدف لوضع حلول جذرية لمشكلة زيادة الملوحة بمياه «خزان الحجر الجيري المتشقق» نتيجة الحفر العشوائي للآبار.
وأوضحت أن هذا الخزان هو الرئيسي لإنتاج مياه الري بالواحة، وأيضًا لحل مشكلة زيادة كميات مياه الصرف الزراعي، والتي أدت لارتفاع منسوب المياه الأرضية بالأراضي الزراعية بالواحة، الأمر الذي أثر سلبًا على هذه الأراضي، وهي مشكلات قائمة منذ ٣٠ عامًا.
وتبدأ الوزارة في تنفيذ خطة لتنمية الواحة وتطوير ما بها من جسور للبرك وآبار وعيون طبيعية للحفاظ على الإنتاج الزراعي بالواحة، حيث يتم حفر آبار عميقة لإنتاج المياه العذبة، وهذا الإجراء أدى لانخفاض مناسيب المياه بالبرك والمصارف ومنها منطقة فنطاس، لا سيما خلال الفترة الحالية من العام بحسب بيان الوزارة.
فما الذي يحدث في تلك الجزيرة الآن؟، "الدستور" اقتربت أكثر من الأزمة من خلال الحديث مع عدد من أهالي الجزيرة، لمعرفة أسباب الجفاف الذي تتعرض له الجزيرة في الوقت الحالي لا سيما أنه حديث العهد.
الحرارة والصيف سبب الجفاف
أحمد عادل، أحد سكان سيوة وقريب من جزيرة فنطاس، يوضح أن هناك جفافا بالفعل في البحيرات، وظهر على هيئة انخفاض في منسوب المياه ولاحظه الأهالي، مبينًا أن السبب هو زيادة السحب في وقت ترتفع فيه درجة الحرارة وتنعدم فيه الأمطار.
يقول عادل: "درجة الحرارة حاليًا في الصيف عالية للغاية، عشان كده أغلب البحيرات بتعاني من نقص منسوب المياه بحكم الحرارة والجفاف، والسحب بقت زيادة، في نفس الوقت مفيش أمطار وكنا نتوقع يحصل دا لكن في أواخر الصيف".
تابع عادل أنه مع بداية الشتاء من المقرر أن يعود المنسوب من جديد للارتفاع، ولكن يتوقف ذلك على كمية الأمطار التي ستبتلعها البحيرة، موضحًا أن المنسوب سيرتفع، لكنه لن يعود إلى ما كان عليه فيما سبق.
عمال وزارة الرى سبب الجفاف
أما عبدالرحمن، أحد أهالي جزيرة فنطاس، فيرى أن السبب الأعمال التي تقوم بها وزارة الري في الوقت الحالي وهو الطريق الموجود في منتصف البحيرة، مبينًا أن الدليل على ذلك هو أن الانخفاض السنوي لمنسوب المياه في "فنطاس" يتبعه دومًا ارتفاع في منسوب مياه "طغاغين".
يشير إلى أن ذلك لم يحدث في الوقت الحالي ولما لاحظه الأهالي هو انخفاض منسوب المياه في "فنطاس" فقط، ولكن "طغاغين" لم يرتفع بها منسوب المياه كما هو معتاد بحسب عمرو، موضحًا أنه الانخفاض الأول الذي لا يتبعه ارتفاع في "طغاغين".
ويرى أن الحل في تدشين مجموعة من الأنابيب في ذلك الطريق الذي يتم إنشاءه حاليًا حتى يساوى مناسيب المياه في الجزيرتين سواء من الجنوب أو الشمال، لأن الانخفاض في أجزاء من الجزيرة وليس كلها.
آمال على الشتاء لرفع منسوب المياه
أسامة محمود، أحد أهالي جزيرة فنطاس، يقول إن فنطاس واحدة من معالم أسوان ولا تعتبر بحيرة فقط ولكن محمية طبيعية بسبب شدة جمالها، مبينًا أنها كانت مزار سياحي للزائرين قبل سنوات من الآن.
يضيف: "البحيرة نقص منسوب المياه فيها بشكل مفاجئ واختفت الطيور لأنها كانت مكانا للطيور المهاجرة منها طيور الفلامنجو ومليانة بالأسماك، لكن حاليا هي محاطة بمضخات المياه وفيه جفاف بسبب المشاريع الحالية لكن في انتظار الشتاء هيرتفع منسوب المياه من جديد".