«من الله وإلى الله».. حكاية نجار يوزع أكفان الموتى مجانًا أمام مشرحة زينهم (فيديو)
"من الله وإلى الله".. لافتة في قلب شارع السلخانة بمنطقة زينهم تجذب أنظار المارة، هنا توزع الأكفان مجانًا على غير القادرين، هذا كان عمل أجداد الحاج رمضان، الذين استمروا في تقديم هذه الخدمة لوجه الله.
ففي داخل باحة كبيرة بشارع السلخانة، في منطقة زينهم، التابعة لحي السيدة زينب، محافظة القاهرة، يقطن رجل خمسيني يدعى “رمضان محمد”، وبالتحديد أمام مشرحة زينهم، الأمر الذي أثر على نشأته، بالإضافة إلى رؤيته للكثير من الأموات بهذه المنطقة جعله يقبل على عمل الخير.
يجد رمضان الخير في ستر الإنسان لمقابلة ربه، قائلا لـ"الدستور" إنه يعمل بالنجارة وتجارة الأخشاب المستعملة، وقرر منذ ما يقرب من 10 سنوات بتقديم الخير على طريقته الخاصة.
"يوجد لوازم موتى كاملة من الله وإلى الله".. بهذه الكلمات قرر رمضان الإعلان عن نفسه من خلال توزيع أكفان ولوازم الموت دون مقابل لكل مسلم ومسلمة، وعلق: "الحاجة دي مش بتاعة حد ده خير من الخالق للخلق"، فأقبل على عمل الخير بهذه الطريقة كونها ستر منه لشخص يقابل الله.
وكان لموقعه أمام مشرحة زينهم سببًا في تقديم هذا الخير، مؤكدا أنه يتكفل بثمن الأكفان من رزقه، كما أنه ينال بعض المساعدات من المحبين للخير، قائلا: "فيه ناس من المشرحة بتجيلي تاخد الكفن علشان مافيش فرصة للشراء وبيرجعوا تاني يجيبوا غيره وأكتر وبقدم الكفن لأي حد واقع في زنقة مش للفقراء بس".
وأضاف أن رد فعل الأشخاص يشرح قلبه، وقرر أن يتخصص في ذلك الأمر كون الموت علينا حق: “كلنا هنموت وجمبينا المشرحة هنا وفيه ناس كتير ظروفها وحشة والمشرحة بتورد علينا ناس من كل المحافظات ومش بس الكفن وكمان فيه خشبة وصندوق الموت ونفسي أكون قادر أني أجيب سيارة نقل موتى للناس”.
وتابع أنه بالرغم من استمراره لأعوام كثيرة في تقديم الخير إلا أنه لم يجد نفسه وصل لشيء ويتمنى أن يقدم الخير أكثر من ذلك ويستمر في العطاء، قائلا: "العطاء والخير هدفي منه انه ربنا يكون ساترني"، ويقدم رمضان كل أنواع الكفن بمختلف الأعمار للرجال والنساء.
واختتم أنه يحلم بأن يجد من يكفنه ويغسله حينما يموت، أملا أن يوفر الأكفان لكل الفقراء والمحتاجين، وأن يساعدهم في آخر لحظاتهم بالحياة.
