«مارينا».. طوق نجاة للاستغاثات من عمق بحر إسكندرية
عيون لا يحق لها أن تغفل فالثانية من الزمن تشكل فارقا في التدخل السريع إذا لم يتم الانتباه والمتابعة اليقظة المستمرة لأن ثمن هذا سيكون روحا أما بإنقاذها أو بفقدانها.
فنداءات الاستغاثة تعلو ليكون تدخلهم هو الأمل والحل في الإنقاذ وطوق النجاة لكل ملهوف ومستغيث، لعودته للحياة مرة اخرى.
مارينا: طوق نجاة لاستغاثة من عمق البحر
لتمثل كل حالة تم انقاذها، سطرا مضيئا في سجل بطولات كابتن إبراهيم جابر «مارينا» ٦٢ عاما، رجل الإنقاذ في منطقة ستانلي بالإسكندرية، ليلقى بنفسه في مواجهة البحر ليعيد روحا مستغيثة للحياة.
قبل ٤٠ عاما بدأت حياته في المنطقة ذاتها بمنطقة استانلي، ليلقي بصنارته في مياه بحر عروس البحر المتوسط ويصطاد ما يجود به البحر من خيرات.
وليترك معدات الصيد بحوزة رفيقه في شاطئ استانلي ليعود له مجددا لمواصلة الصيد، وممارسة هوايته، ويقع في غرام البحر يوما بعد يوم ليعشق الغوص في اعماقه، ومواجهة المتقلب بين القسوة والهدوء من حين لآخر، لكنه اتخذه رفيقا يعلم اسراره وما تحويه أمواجه.
حكاية لقب “مارينا”
ولأن عشق مارينا للبحر لا ينتهي، اتخذ منه اسمه وهو ما أطلقه عليه شيخ الصيادين إنذاك، فالمارينا كان اسم يطلق على أحد ثعابين البحر ولكثرة صيده للمارينا، ارتبط اسمه به ليصبح إبراهيم مارينا.
حالات إنقاذ لا حصر لها توجت في سجل حياة مارينا ستانلي، لإنقاذ غارق وإعطاء له نفس الحياة من جديد، أو انتشال جثمان رفض البحر أن يعيده حيا، ليس فقط في بحر عروس البحر المتوسط ولكن تحركه إنسانيته لمختلف مواقع الإنقاذ في شتى البقاع.
بطولات في سجل حياة مارينا ستانلي
آخر تلك البطولات كانت مساء أمس بإنقاذ فتاة ألقت بنفسها من أعلى كوبري ستانلي، حيث انتشلها من قرب قاع البحر.
وصية مارينا
يترك «مارينا» وصيته من بعده بالتبرع بمعداته الخاصة للإنقاذ للغطاسين المتطوعين لتكمل مسيرته وتوهبه الثواب معلقا: «لانريد إلا مرضاة الله، فالقدرة على إنقاذ المستغيث منحة الله لحياتي».