فى ذكراه.. لهذه الأسباب يسيطر الموت على قصائد محمود درويش
14 عاما مرت على وفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي رحل عن عالمنا في 9 أغسطس لعام 2008، بعد إجرائه عملية قلب مفتوح بالولايات المتحدة الأمريكية، تسببت في إصابته بغيبوبة، مما أدت إلى وفاته، بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش بناءً على وصيته.
في حوار لمحمود درويش بجريدة "روزاليوسف" بعددها الصادر بتاريخ 11 أغسطس 2008 قال: ليس الشاعر هو من يحدد الهزيمة أو النصر، من سوء حظي أنني لست شاعر الانتصار لسبب بسيط هو أننا لم ننتصر، وإذا انتصرنا فلست متأكدا من أنني سأكتب عن النصر، فلفرط ما أدمنت لغتي الشعرية الخسائر، أصبحت غير قادرة على أن تكتب نشيدا وطنيا منتصرا، ثانيا ليس هناك شاعر انتصار، والشعر دائما حليف الخسائر الصغيرة والخيبات.
واستطرد: لا أريد أن أفلسف المسألة، لكن لا أظن أني شاعر مراث، أنا شاعر محاصر بالموت. قصة شعبي كلها قصة صراع الحياة مع الموت، وعلى المستوى اليومي كل يوم عندنا شهداء، الموت عندي ليس استعارة، ولست أنا من أذهب إليه كموضوع بل هو يأتيني كحقيقة، عندما كتبت الجدارية التي هي عن الموت، حين قرأت القصيدة بعد كتابتها رأيتها قصيدة مديح للحياة، قد يجد بعض القراء عزاء في شعري عن خسائر ما، لكن من الظلم أن تسميني شاعر عزاء.
وكشف محمود درويش عن أسباب شيوع كلمات الحب والموت في قصائده الأخيرة، قائلا في حوار له مع مجلة "ستار" الأمريكية: إنها جاءت انعكاسا لحالته المرضية التي طالت والصراع مع الموت والبحث عن الحب في رأيه هو بحث عن الحياة.
وذكرت المجلة أن مجموعة قصائد "أحد عشر كوكبا" لدرويش هي من أفضل أعماله لأنها تعبر عن الأداء الملحمي وتركز على التغييرات التاريخية الكبرى في التاريخ البشري والثقافة العربية مثل اكتشاف أمريكا وطرد العرب من الأندلس، وعلق درويش على ذلك بقوله: تذكرني قراءاتي الخاصة للتاريخ العربي دائما بهروبنا من الواقع، لذا أضم في أعمالي الملحمية أحداث تاريخية ورغم أن عصر الشعر الملحمي لم يعد له وجود لأنه سرد قومي لقصة صراع حتى نهايته، ولا يزال الصراع مستمرا، مضيفا أنه يعتبر نفسه شاعرا غنائيا لأنه كتب قصائد غنائية عن أساطير قديمة بلغة حديثة مثل "لماذا تركت الحصان وحيدا؟.