التاريخ المجهول لشوارع مصر.. من ابن القارح لخان الخليلي
وراء أسماء شوارع مصر قصص كثيرمجهولة ومرتبطة غالبا بشخصيات من قلب التاريخ سكنت أسمائها تلك الشوارع. في التقرير التالي نرصد أهم وأبرز القصص التي ارتبطت بشوارع مصر.
خان الخليلي
رصد الكاتب حمدي أبوجليل سيرة أبرز وأشهر شوارع القاهرة الفاطمية “خان الخليلي”، وذلك عبر كتابة شوارع وحكايات وأشار إلى الأمير جهاركس الخليلي قد محى أحد أبرز القصور الذي كان تتميز بها تلك المنطقة “القصر الشرقي”، وبنى بدلا منها خانا.
أشار أبوجليل إلى أن الأمير جهاركش الخليلي"، ولم يكتفي فقط بمحو القصر. امر باخراج رفات الفاطمييم ونقلها إلى منطقة ذرةومهملة كانت تسمى "كيمان البرقية " وكانت تمتد من خلف المدارس الصالحية لتخفي إلى الأبد ملامح ملوك معظمهم من الشباب ملأءوا الدنيا بصولاتهم وجولاتهم ،وقبل ذلك جعلوا القاهرة من أفخر عواصم العالم.
الملفت في الأمر أن نهاية الأمير جهاركيس الخليلي كانت مثيرة للشفقة فقد مات في دمشق في القرن السادس عشر، وتركت جثته في الخلاء؛ لتلتهمها الحيوانات البرية.
يشير الكاتب حمدى ابو جليل عبر كتابه شوارع وحكايات إلي ان الشوارع الشعبية البعيد عن مركز الحكم والداه والمال والفخامة المعمارية تبدو أكثر تصالحا وأكثر استقرار وهدوءا وتصلحا مع اسمائها الأولى وهي غالبا ما تنحصر في اسماء الحرف والاسواق والمشايخ والأشخاص العاديين مثل التجار واحيانا اسماء الحيوانا مشل شوارع ساحة الحمير وظهر الجمال وضلع السمكة وغيرها.
شارع الخرنفش
الشوارع مثل البشر، وهكذا سيرة شارع الخرنفش الذي كان أحد ابرز شوارع القاهرة الفاطمية واحد شرايينها الرئيسية والذي تحول مع الوقت إلى واحد من الشوارع الشعبية يقول حمدي ابو جليل "سكنتشارع الخرنفش يتجول وسط المنطقة التي حوت آثار القاهرة الفاطمية فجنوبه كانت تمتد أسوار القصر الغربي الذي أنشأه الخليفة العزيز بالله الفاطمي وأسكن فيه ابنته "ست الملك " وداخل أسوارع العالية نسجت ست الملك خيوط المؤامرة المحكمة التي أودت بحياة أخيها الخليفة الحاكم بأمر الله واسست لعرف الخيانا الذي حكم انتقال السلطة في البيت الفاطمي وكان من أهم زوال ملكهم ست الملك.
ويرجع سبب تسمية شارع الخرنفش والذي كان في الأصل الخرنشف إلى تلك المادة التى تتحجر من وقود الحمامات القديمة، وكانت تستعمل مع جير مونة للبناء استعملها الخليفة العزيز بالله فى بناء القصر الغربى، الذى كان يتوج المنطقة، فعُرف الشارع باسمها، وترسخ هذا الاسم عندما أُطلق على دار فخمة بُنيت فى أول الشارع. ووصف «المقريزى» هذه الدار قائلا: «من أجمل دور القاهرة وأعظمها، أنفق فى زخرفتها 17 ألف درهم.
شهد الشارع العديد من الأحداث والتي كان ابرزها خروج كسوة الكعبة المسماة بـ«المحمل» فى احتفال بهيج؛ من أمام مسجد القاضى عبد الباسط وكان قاضى قضاة مصر ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة التى كانت آياتها القرآنية تحاك بماء الذهب والفضة.
ابن القارح أحد شوارع قسم الرمل
ومن أبرز أسماء الشوارع التي تبدو مجهولة لقاطنيها شارع “ابن القارح“ بقسم الرمل بمدينة الإسكندرية، وتشير موسوعة ”الجزايرلي لأسماء شوارع الإسكندرية ”لفهمي حسين الجزايرلي وابن القارح هو صاحب الرسالة الشهيرة التي بعث بها الى الشاعر الفيلسوف أبي العلاء المعري والتي كانت السبب في أن يرد الفيلسوف أبي العلاء المعري والتي كانت السبب ف ان يرد عليها بالرسالة الخالدة التي عرفت منذ ذلك الحين برسالة الغفرا والتي يري كثير من مؤرخي الأدب أن دانتي الجييري "الشاعر الإيطالي استقر من منبعها "الكوميديا الإلهية".
وقد عاصر ابن القارح أبا العلاء المعري الذي عاش في الحقبة من عام 369 إلى 450 ه، ومن رسالة ابن القراح يتضح أنه ذهب إلى حلب، فنكرها لفقدان معرفة، وجار وأنشدها باكيا: إذا زرت أرضا بعد طول اجتنابها.. فقدت حبيبا والبلاد كما هي.
ويقول في رسالته إنه كان ينبغي قرض الشعر لغزلي، وهو في الثامنة من عمره، ولكن عزوفة عن الفواتن جعله يمسك عن ذلك مستعينا بعصمة الله التي جعلها معينته على دفع الشهوات.
وعاش ابن القارح بمصر وكان يكتب خمسين ورقة، ويدرس ائتين في اليوم الواحد ثم كبر وصار لا يكتب إلا ورقة واحدة من ألم عينيه، ويدرس خمس أوراق، ومن نماذج نثره قوله "أن شكوت لعصر وأحكامه، وذممت صروفه وأيامه، شكوت من لا يشكى أبدا، وذممت من لايرضى أحدا، شيمته اصطفاء اللئام، والتحامل على الكرام، ورفع الوضيع ، ووضع الرفيع ، ظاهرة يسر ويؤنس ، وباطنه يسيء ويؤيس".