«إيميليا إداوردز».. كاتبة قطعت ألف ميل في عشق مصر
ساهم الحفل العالمي لافتتاح قناة السويس عام 1869، في لفت انتباه العالم كما ساهم اعتدال المناخ في مصر والجو الصحى النقى والدافئ الذي تتمتع به في تكوين صورة طيبة عن مصر وشعبها وخلال فصل الشتاء وصلت إلى مصر أعداد هائلة من الرحالة الغربيين فى محاولة لاكتشاف البلاد وقضاء الشتاء في مصر، واستغلوا الفرصة وقاموا بتدوين رحلاتهم في كتب وأسفار أصبح البعض منها متداولًا ومقروءًا جدًا.
ومن أشهر هذه الرحلات فى الأزمنة الحديثة رحلة غوستاف فلوبير إلى مصر والشام، ورحلات الأمير النمساوي رودولف إلى الشرق، وكذلك رحلة جيراردي نيرفال، ورحلة الألف ميل لأميليا إداوردز الكاتبة الإنجليزية، وكتب المبدعات الأوروبيات في حب مصر، مثل هارييت مارتينو، وفلورنس نايتنجيل التي كتبت كثيرًا من الرسائل وسجلت يوميات تدور كلها حول رحلتها إلى مصر.
وبحسب كتاب «حكايات عابرة» للكاتب حمدي البطران، لم تمض سوى سبع سنوات على رحيل لوسي دف جوردن حتى جاءت الأديبة والكاتبة الإنجليزية إيميليا إداوردز، وهى سيدة فى منتصف العمر جاءت إلى مصر في نوفمبر 1873، فى أيام الخديوي إسماعيل، وكتبت عدد لا حصر له من القصص والروايات والمذكرات والتعليقات.
وعندما زارت “إداوردز” مصر كان للزيارة أثر وتحول كبير في حياتها، وكتبت أجمل كتبها المنشورة "رحلة الألف ميل في أعلى النيل" التي تتحدث عن مصر وجمالها بما فيها من معالم سياحية وخلافه، ونشرت كتابها بعد انتهاء زيارتها إلى مصر بثلاث سنوات، وعشقت مصر وغيرت هذه الرحلة من حياة إيمليا في علم المصريات، لأنها زارت العديد من المواقع والمعابد التي تدرج فى الكثير من الجولات السياحية التي تنقذها الشركات السياحية إلى اليوم، وقد ذهلت حيال جمال المعابد والمواقع التي شاهدتها.
ونقلت ايميليا إداوردز في كتابها للقراء صورة حية لمشهد النيل الممتد الذي لا يكاد يتغير، كما وصفت الحياة السياحية منذ قرن مضى وصفا ممتعًا، ويقدم صورة صادقة وأمينة لمصر التي شاهدتها المؤلفة على الطبيعة وعايشت أهلها وتعاملت معهم ببساطة وإعجاب.
وزارت الكاتبة إميليا، الهرم ووقفت عند قاعدة الهرم الأكبر، وتقول في كتابها:" حين نقف هناك ونلمسه ونقيس ارتفاع أقل أحجاره حجما، وإذا نظرنا إلى لقمة نشعر فجأة أن تلك الآلاف من السنين التي تعلمناها عن عمر الاهرامات لم يكن لها معنى حتى هذه الساعة، لقد كانت مجرد أرقام والآن ولأول مرة أصبحت شيئَا ملموسًا وحقيقيًا".