الجامعات التكنولوجية
سبع جامعات تكنولوجية جديدة استعدت لاستقبال طلابها، فى العام الدراسى المقبل ٢٠٢٢/٢٠٢٣، بعد أن تم الانتهاء من كل إنشاءاتها وتجهيزاتها ولوائحها والمعامل والورش الخاصة ببرامجها الدراسية والتدريبية، وتزويدها بكل متطلبات البنية الأساسية المعلوماتية. وإلى جانب دورها التعليمى، من المقرر، أو المفترض، أن تقوم الجامعات السبع، مع الثلاث التى سبقتها، بنشر الوعى بأهمية التعليم الفنى والتدريب المهنى التكنولوجى، عبر إقامة المؤتمرات والندوات وحملات التوعية وإصدار المطبوعات والمجلات المتخصصة.
جامعة السادس من أكتوبر التكنولوجية، مثلًا، تقع على مساحة ٥٠ ألف متر مربع تقريبًا، بتكلفة إجمالية تقترب من ٤٦٠ مليون جنيه، وتُقدم برامج دراسية جديدة تخدم الصناعة بالمنطقة الجغرافية المحيطة بها، تشمل تكنولوجيا تشغيل وصيانة ماكينات الغزل والنسيج، تكنولوجيا السكك الحديد، تكنولوجيا الجرارات والمعدات الزراعية، تكنولوجيا الصناعات الغذائية، إضافة إلى التخصصات الصحية. أما جامعة سمنود، بمحافظة الغربية، فتبلغ مساحتها ١٠ آلاف متر مربع وتجاوزت تكلفة إنشائها ٢٥٠ مليون جنيه، وتقدم البرامج الدراسية نفسها تقريبًا، إلى جانب تكنولوجيا صناعة الملابس الجاهزة والصناعات المعدنية والكيميائية.
مع هاتين الجامعتين، تضم المرحلة الثانية للجامعات التكنولوجية جامعة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، جامعة شرق بورسعيد، جامعة أسيوط الجديدة، جامعة طيبة بمحافظة الأقصر، إضافة إلى جامعة مصر التكنولوجية الدولية. وكانت المرحلة الأولى قد تضمنت ثلاث جامعات، بدأت الدراسة بها فى العام الدراسى ٢٠١٩/٢٠٢٠، إحداها بالقاهرة، والثانية ببنى سويف، أما الثالثة فهمى جامعة الدلتا التكنولوجية، بمحافظة المنوفية، التى استضافت، فى مايو الماضى، المؤتمر الدولى الأول للتعليم الجامعى التكنولوجى.
شارك فى هذا المؤتمر ممثلون عن جهات صناعية ومؤسسات ذات صلة بالتعليم التكنولوجى، وتم خلاله عرض ٢٤ بحثًا علميًا، قدمها نُخبة من الأساتذة والخبراء، حضوريًا وافتراضيًا، من مصر والولايات المتحدة وإنجلترا، وكندا، واليابان، وانتهى بـ١٦ توصية تعلّقت إحداها بتعميق المجال البحثى فى مجال تكنولوجيا خطوط الإنتاج التى تعتمد على أنظمة روبوتية، وطالبت أخرى بضرورة الاهتمام بتطوير وصناعة السيارات.
المهم، هو أن هذه الجامعات تقدم برامج دراسية وتدريبية تخدم الصناعة بمناطقها الجغرافية: الصناعات المعدنية، والخشبية، والهندسية، والإلكترونية، والكهربية، وصناعات الغزل والنسيج، والصناعات الغذائية، والسياحة والنقل، و... و... وتمنح الدرجات العلمية الآتية: الدبلوم العالى المهنى، البكالوريوس المهنى، الماجستير المهنى، والدكتوراه المهنية فى التخصص. وتقبل طلاب الثانوية العامة بنسبة ٢٠٪ والباقى لطلاب الدبلومات الفنية نظام الثلاث والخمس سنوات وخريجى المعاهد المتوسطة، بعد اجتياز اختبارات القبول.
قانون إنشاء الجامعات التكنولوجية، القانون رقم ٧٢ لسنة ٢٠١٩، نص على أنها «مؤسسات تعليمية تنتهج أسلوب التعليم والتدريب للطلاب من مختلف التخصصات التى تحتاجها سوق العمل وفق أفضل الممارسات من الناحيتين الأكاديمية والعملية، مع التركيز على بناء وتطوير المهارات الفنية اللازمة لإلحاق الخريج بسوق العمل». وأتاح القانون لهذه الجامعات إبرام البروتوكولات والاتفاقيات وتبادل الخبرات والتوأمة مع الجهات الداخلية والخارجية، سواء كانت بحثية أو تمويلية أو علمية، كما منحها حق الاشتراك فى عضوية المنظمات والهيئات والمؤسسات الإقليمية والدولية المهتمة بالتعليم الفنى والتدريب المهنى والتكنولوجى.
بشكل أكثر تفصيلًا، قالت المادة الرابعة من القانون، المنشور بالجريدة الرسمية فى ٣ يونيو ٢٠١٩، إن هدف هذه الجامعات هو تقديم البرامج الدراسية والتدريبية المحدّثة، مع مراعاة وجود نسب متوازنة من الدراسات التطبيقية والأكاديمية، وإنشاء مراكز لخدمة المجتمع بالتركيز على التعلم عن طريق الأنشطة المعملية وتطوير القدرات الفنية العلمية للخريج، مع إتقانه اللغة العربية واللغات الأجنبية ووسائل التكنولوجيا والاتصال الحديثة، لضمان مواكبته للتطورات التكنولوجية المتسارعة، والعمل على الحصول على اعتماد البرامج والشهادات من الجهة المختصة ومن الجهات الأجنبية، من أجل رفع تنافسية خريجيها فى الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية.
.. وتبقى الإشارة إلى أن منظومة التعليم العالى تضم ٢٧ جامعة حكومية، و٣٨ جامعة خاصة وأهلية، و٥ جامعات دولية، و١٧٢ معهدًا، إضافة إلى الجامعات التكنولوجية الثلاث، التى سيزيد عددها إلى عشر. وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن موازنة وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بلغت نحو ٨٦ مليار جنيه، فى السنة المالية الجديدة ٢٠٢٢/٢٠٢٣، التى بدأت أول يوليو الماضى.