كيف نفذت إسرائيل اغتيال «تيسير الجعبرى» فى غزة؟ عملية مزدوجة وسر الإشارة الأولى
أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، وذلك بالتزامن مع إطلاق عملية «الفجر الصادق» العسكرية، أمس الجمعة، ضد قطاع غزة المحاصر.
وكشفت تقارير إسرائيلية عن كواليس اللحظات الأخيرة قبل تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية اغتيال تيسير الجعبري القيادي في الحركة الفلسطينية خلال الغارات الأولى من العملية العسكرية داخل قطاع غزة المحاصر.
عملية اغتيال مزدوجة وإشارة الشاباك
وبدأت الطائرات المقاتلة التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي التحلي، بعد ظهر أمس الجمعة، في أجواء منطقة النقب وفوق البحر، بجوار قطاع غزة المحاصر، منتظرة أوامر القيادة العسكرية بتنفيذ غارات موجهة لمواقع محددة، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلي.
وفي تمام الساعة الرابعة والنصف عصر الجمعة (4:16) –الثالثة والنصف بتوقيت القاهرة- أعطى موظفو جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» الإشارة بأن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي تم جمعها من تحركات نشطاء حركة الجهاد الإسلامي، الذين يحفظون شوارع غزة جيدًا، تؤكد وجود تيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في الجهاد الإسلامي داخل شمال قطاع غزة، وهو بديل بهاء أبو العطا، الذي تمت تصفيته عام 2019، مختبئًا في شقة في بناية تحمل اسم «فلسطين» في قلب مدينة غزة.
في الوقت ذاته، وردت معلومات عن مكان وجود عبد الله قدوم ائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في حركة الجهاد الإسلامي، وأنه كان يستقل دراجة نارية في قلب مخيم الشجاعية شمال قطاع غزة أيضًا.
عملية عسكرية «3 مراحل» فى 170 ثانية
وخلال 170 ثانية، نفذ سلاح الجو الإسرائيلي سلسلة غارات واسعة، نفذ خلالها التعليمات بتحديد مواقع الأهداف بدقة والتحقق منها باستخدام عدة تقنيات ومصادر مختلفة، وفي الوقت ذاته الحفاظ على عدم إطالة وقت الضربات لتقليل الأضرار ومنع إصابة غير النشطاء في الحركة الفلسطينية.
وفي الدقيقة الأولى من إطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية، هاجمت طائرات سلاح الجو الشقة التي كان يختبئ تيسير الجعبري داخلها، ومن ثم تم اغتياله على الفور، حيث انهار جدار الغرفة التي كان فيها ليسقط وسط الشارع.
وفي الدقيقة الثانية هاجمت الطائرات الإسرائيلية، الدراجة النارية التي كان يستقلها عبد الله قدوم قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الحركة الفلسطينية، ورغم ورود معلومات متضاربة بشأن نجاح الغارة إلا أنه -ووفق المعلومات الأولية- توفي متأثراً بجراحه.
إسرائيل تطلق عملية عسكرية ضد غزة
وبالتزامن مع تلك الضربة وردت معلومات استخبارية بقيادة القوة التي تنفذ العملية العسكرية الإسرائيلية التابع للقيادة الجنوبية بقيادة «العقيدي»، حول مجموعتين من نشطاء الجهاد الإسلامي مسلحتين بصواريخ مضادة للدبابات، وفي طريقهما لتنفيذ عملية في منطقة خان يونس، ومن ثم استهدفتهم طائرة حربية إسرائيلية.
وكمرحلة ثالثة من الغارات الأولية للعملية العسكرية، هاجم الجيش الإسرائيلي خمسة مواقع للجهاد الإسلامي على طول السياج الحدودي مع قطاع غزة المحاصر، وقتلت عناصر من الجهاد الإسلامي كانوا يعملون كمراقبين لنشاط الجيش الإسرائيلي على طول الخط الحدودي، فيما أصيب تسعة آخرون، بجانب قصف أهداف خاصة بقواعد الصواريخ ومستودعات الأسلحة.
وأطلق الجيش الإسرائيلي عملية «الفجر الصادق»، أمس الجمعة، بعد أربعة أيام من الاستنفار على حدود غزة خشية قيام الجهاد الإسلامي بإطلاق صواريخ من القطاع تجاه مستوطنات الغلاف ومدن إسرائيل.