بين الغامض والمجرم.. كيف يرى العالم «سيف العدل» خليفة الظواهري؟
قالت وسائل إعلام دولية، إن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في غارة أمريكية بطائرة بدون طيار، لن يؤثر على عمليات الجماعات التابعة للتنظيم الإرهابي في جميع أنحاء العالم، ولكنه سيفتح الطريق أمام عملية خلافة قد تكون مضطربة، في ظل ترشيح معظم المحللين لأحد أبرز عناصر التنظيم وهو سيف العدل المقيم في إيران.
آرب ويكلي: سيف العدل منافس ضعيف لتولي رئاسة التنظيم
وبحسب صحيفة "آرب ويكلي" السعودية في نسختها الإنجليزية، فإنه من بين الخلفاء الأرجح للظواهري، الذين أشار إليهم المحللون اثنان من المصريين وآخرين من المغرب العربي، ومن أبرز المنافسين سيف العدل، شخصية في الحرس القديم للقاعدة، والذي تم الإبلاغ عن وجوده في إيران.
وتابعت أن الحكام الشيعة في إيران يعارضون تنظيم القاعدة السني رسميًا، لكن المعارضين اتهموا إيران مرارًا بالتعاون مع التنظيم وتوفير الملاذ الآمن لقادتها، ومن بين المرشحين أيضا أبو عبد الكريم المصري، وهو جزء من قيادة الجماعة الإسلامية السورية المتطرفة حراس الدين والتي يعتقد أنها موجودة في سوريا.
وأضافت أنه لا يُعرف سوى القليل عن مكان وجود العدل، وليس من المؤكد أنه لا يزال في إيران، حيث يعتقد المراقبون أنه قضى حوالي عقدين من الزمن، وقال مصدر مطلع “شائعات تقول إنه أطلق سراحه من السجن في إيران وانتقل إلى سوريا لكن لا يعرف الكثير”.
وأكدت الصحيفة أن العدل انضم إلى جماعة الجهاد المصرية في الثمانينيات، واعتقل لكن أطلق سراحه فيما بعد وسافر إلى أفغانستان للانضمام إلى القاعدة في عهد الظواهري، وتكثف التدقيق حول علاقة طهران المزعومة بالقاعدة في أغسطس 2020 بعد مقتل عبد الله أحمد عبد الله، الرجل الثاني في الجماعة في عهد الظواهري والمعروف باسمه الحركي أبو محمد آل مصري.
وقال مصدر مطلع إن الوجود الطويل للعدل في إيران ذات الغالبية الشيعية قد يشوه ترشيحه في دوائر معينة في تنظيم القاعدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين الأسماء الأخرى التي تم ذكرها من بين الخلفاء المحتملين، اسم المواطن المغربي المولد عبد الرحمن المغربي، المطلوب لاستجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي بشأن عضويته في القاعدة، وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه درس برمجة البرمجيات في ألمانيا قبل أن ينتقل إلى أفغانستان حيث تم اختياره لإدارة الجناح الإعلامي الرئيسي للقاعدة، صهر الظواهري قيادي بارز في القاعدة، حيث أشارت الوثائق التي تم العثور عليها في العملية التي قتلت بن لادن إلى أن المغربي كان نجمًا صاعدًا في المجموعة لسنوات عديدة حيث شغل منصب المدير العام للقاعدة في أفغانستان وباكستان.
سي إن بي سي: العدل ليس المرشح الأول ولكن الأفضل لقيادة التنظيم
وأكدت شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية، أن سيف العدل أبرز المرشحين لخلافة الظواهري باعتباره وهو عضو مؤسس في تنظيم القاعدة وكان مرتبطًا في وقت سابق بجماعة إرهابية أخرى، مكتب الخدمات (MAK)، التي أسسها بن لادن في الثمانينيات.
وتابعت أن العدل على رأس قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وخصصت الإدارة الأمريكية 10 مليون دولار للحصول على معلومات عنه أو الوصول له، حيث تعتبره الوكالة الأمريكية العقل المدبر لتفجيرات 1998 لسفارتي الولايات المتحدة في دار السلام في تنزانيا ونيروبي في كينيا، ويُعتقد أيضًا أن العدل قد لعب دورًا رئيسيًا في حادث "بلاك هوك داون" في مقديشو في أكتوبر 1993 والذي أسفر عن كمين ومقتل ما لا يقل عن 18 جنديًا أمريكيًا في العاصمة الصومالية.
وأضافت أن المنافس الآخر للعدل هو عبد الكريم المصري، وهو جزء من قيادة جماعة حراس الدين الجهادية السورية ويعتقد أنه موجود في سوريا، بحسب التقارير، ومكتب التحقيقات الفيدرالية خصص 5 مليون دولار للحصول على معلومات عنه.
إنديا إكسبرس: العدل شخصية غامضة قد يرفض تولي رئاسة القاعدة
بينما أكدت صحيفة "إنديا إكسبرس" الهندية، أن سيف العدل ضمن أربعة من أبرز المرشحين لخلافة الظواهري، فهو شخصية غامضة لا يعرف الرحمة وتولى القيادة مؤقتًا خلال الفترة الانتقالية بعد مقتل أسامة بن لادن في عام 2011، حتى تولى الظواهري زمام الأمور.
وتابعت أن عندما تمت اغتيل بن لادن، كان يُنظر إلى الظواهري، على أنه خليفته الواضح، حيث كان الظواهري صديقًا مقربًا ونائبًا قديمًا لابن لادن، وقد ركزت شروط اندماج تنظيم القاعدة وجماعة العدالة الإسلامية عام 2001 على الظواهري باعتباره الأمير القادم، لكن الوضع الحالي مختلف - وقد يشهد ترشح أكثر من شخص لقيادة القاعدة.
وأضافت أن سيف العدل هو المرشح الأوفر حظًا، يصف علي صوفان ، العميل السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي ومؤلف كتاب "تشريح الإرهاب"، العدل بأنه "أحد أكثر الجنود المحترفين خبرة في الحركة الجهادية العالمية".
وأشارت إلى أن العدل يعتبر شخصية هادئة وغامضة إلى حد كبير ويعتبر قاسياً في تحقيق أهدافه الإرهابية، وفي مقال لمركز مكافحة الإرهاب، كتب صوفان أن مساعدي العدل السابقين وصفوه بأنه "متعلم تعليماً عالياً ويتقن اللغة الإنجليزية بشكل جيد"، و"دبلوماسي ماهر" يمكن أن يكون قاسياً في خضم هذه اللحظة، وقالوا أيضًا إنه كان من الصعب العمل معه لأنه لا يثق بأحد، وبمجرد توليه مسؤولية أمن بن لادن، كان العدل مبعوثًا موثوقًا للقاعدة للتعامل مع الجماعات ويذكر أن الجماعة الإرهابية تسعى إلى التعامل معها للعثور على ملاذات آمنة أو لتوسيع عملياتها.
وأوضحت أنه يعمل تحت اسم مستعار يعني "سيف العدل"، ومن المعروف أن سيف العدل زيف موته في سن مبكرة جدًا.
وأشار على صوفان إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد فترة وجيزة من تلقي العدل تدريبات على المتفجرات من عماد مغنية، الذي كان من أخطر عناصر حزب الله في لبنان في ذلك الوقت، كما ارتبط العدل بمقتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل في باكستان عام 2002، وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، اختبأ العادل في إيران، ولا يزال هناك على الرغم من فترات الحبس المتقطعة.
وأكدت الصحيفة أنه يعتقد أن العدل قد لا يكون حريصًا على تولي الظواهري بسبب تفضيله تجنب الأضواء نظرًا لدوره العسكري والاستخباراتي.