«عانى كثيرا بسبب اسمه».. حكايات من طفولة إحسان عبد القدوس
“عانيت كثيرا من اسمي” هكذا تحدث الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس (1 يناير 1919 - 12 يناير 1990) عن معاناته مع اسمه في فترة طفولته، قائلا: إنه كلما تشاجرت مع الأولاد في الشارع يجرون ورائي وهم يرددون "البنوتة أهو.. البنوتة أهو" لماذا؟ لأن اسمي إحسان، وإحسان اسم يطلق على البنات ولهذا كنت دائما وأنا صغر اسأل والدي ووالدتي: انتوا ليه سمتوني إحسان؟.
واستطرد خلال مقال نشره بمجلة "الهلال" بعددها رقم 2 والصادر بتاريخ 1 فبراير 1990: كانت والدتي روز اليوسف تقول لي "إن السبب في تسميتك باسم إحسان هو أنها أثناء الولادة وقفت بجانبها صديقتها الممثلة إحسان كامل، فأطلقت اسمها "إحسان" على أول أبنائها.
وهناك حكاية أخرى للاسم حكاها له والده عن سبب تسميته بـ"إحسان"، وهي أن جدته كانت تركية، واسم إحسان في تركيا يطلق على الأولاد، إحسان مذكر لا مؤنث في تركيا وجدته هي التي اختارت له اسم إحسان، وتابع: والدي ووالدتي كل منهما يريد أن يخفف على نفسي وقع اختيار اسم إحسان، لكنني في الحقيقة أكثر اقتناعا بكلام والدتي من والدي لأنه كان يحبني جدا، ولهذا أراد أن يبرر لي اختيار الاسم، ويخفف الصدمة نفسيا جدا من اختيار اسمي لدرجة أنني عندما بدأت الكتابة ونشرت اسمي في الصحف والمجلات، فوجئت برسائل كتب عليها الآنسة إحسان عبد القدوس.
أما عن البيئة التي نشأ فيها قال: عشت في بيت جدي حتى سن الثامنة عشرة كانت عمتي هي التي ترعاني في واقع الأمر، وبدأت غرابة حياتي في عمر مبكر، فعلاقة إحساسي بأمي لا بد أن تستوقفني فقد كنت مرتبطا بها، رغم أني لم أعش معها، كنت أزورها مرة كل أسبوع وأعود في آخر النهار إلى بيت جدي كنت أتردد عليها فقد ولم أنم يوما في حضنها إلا مرات قليلة تعد على أصابع اليدين؛ ورغم هذا الارتباط كنت دائما في معارك مستمرة معها، كانت حياتي مع عمتي هي التي تشعل في نفسي الثورة عليها، ففي الوقت الذي كان محرما على عمتي أن تجالس رجلا من غير الأسرة كنت أرى أمي جالسة بين عشرة رجال.. كالعقاد والتابعي وآخرين.
وبحسب مقال نشر بمجلة "البيان الكويتية" وجاء بعنوان "في البنية الخاصة لأدب إحسان عبد القدوس"؛ أوضح أن إحسان عبد القدوس تعلم العربية والفرنسية والإنجليزية، واستطاع أن يستوعب مجموعة كتب زخرت بها مكتبة والديه، وتخرج من كلية الحقوق، وبدأ حياته الأدبية بالشعر والزجل وكتابة الحكايات، وكتب الرواية والمقال الصحفي فتفرغ لهما منذ العشرينيات وحتى وفاته في 11 يناير 1990.
وكان يقلد في البدايات كتابات والده في المسرح والشعر والزجل، وبدأ بكتابة رواياته التي عبرت بجرأة عن مشكلات مصر السياسية والاجتماعية، حيث كان أول من فجر قضية الأسلحة الفاسدة خلال عامي 1950 - 1951 وقد حاول أنصار حزب الوفد اغتياله من أجل ذلك.