الجمعة.. «عصور دانيال في مدينة الخيوط» على مائدة مكتبة تنمية بالمعادي
تستضيف مكتبة تنمية بالمعادي، الكاتب والمترجم أحمد عبد اللطيف لمناقشة وتوقيع أحدث أعماله "عصور دانيال في مدينة الخيوط" الصادرة حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع، على أن يناقشه الناقد والأكاديمي وائل فاروق، ويدير اللقاء الكاتب الصحفي سيد محمود، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء يوم الجمعة المقبل.
ومن أجواء الرواية نقرأ:
في الجملة الأولى من "عصور دانيال في مدينة الخيوط"، نطالعُ مشهدَ دُمى في الشـرفاتِ والنوافذ تنظرُ إلى مشهدِ دُمى ذبيحةٍ في الأسفل. هذا المَسْخُ المُضاعَف، أو الموتُ المزدوج، يضعُنا في قلبِ الصدمة، ويفتحُ أعينَنا على مدينةٍ ترزحُ تحتَ عقوبةٍ ثقيلة.
صادفنا في "ألف ليلة وليلة" أكثرَ من مدينةٍ ممسوخة، إمَّا كعقابٍ إلهيّ، أو دونَ سببٍ واضحٍ مثل «مدينة النُّحَاس». لكنَّ بشرَ المدن المُعاقَبة وغير المُعاقَبة في الليالي يتحوَّلون إلى تماثيل، ولا يعودون يتألمون، بعكس البشر الدُّمَى في هذه المدينة الذين يشعرون بالرُّعبِ من القتل، من تِيهِ أطفالهم وسط الفوضى، من غرق المدينة تحت طوفانِ مطرٍ لا يتوقَّف. وهم رُغْمَ العقوبةِ التي أُنزلت بهم وبمدينتهم لم تَزلْ لديهم الرغبةُ في النَّجاة، يحاولون عملَ شيء، بينما يجلسُ دانيال ابن النور، ابن الظلام، يدوِّنُ بلا انقطاعٍ صفحاتٍ يُراكمُها خلفَه، كأنَّه فِرْعَونٌ يبني هَرمًا من الأوراق ليخُلدَ تحته، في حين تتكرَّرُ سيمفونيةُ رومانس لارجيتو لشوبان كأنَّها عزفٌ كونيّ.
لقد شيَّد أحمد عبد اللطيف مدينةَ الدُّمَى من خيالٍ جارح؛ لأن الفنتازيا هنا ثابتةُ الأقدامِ على الأرض، تنطلقُ من الواقعِ وتعودُ إليه.
أحمد عبد اللطيف.. كاتب ومترجم وروائي مصري. صدر له العديد من الروايات منها روايته الأولى "صانع المفاتيح" الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية عام 2011، وترجم العديد من الروايات والقصص من الأدب الإسباني.
وكانت قد وصلت روايته "حصن التراب؛ حكاية عائلة موريسكية" للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" دورة 2018، وفازت أيضا روايته الثالثة "كتاب النحات" بالمركز الأول في جائزة ساويرس الثقافية دورة 2015، كما فاز بجائزة المركز القومي للترجمة في عام 2013 عن ترجمته لرواية "الكون في راحة اليد" للكاتبة النيكاراجوية "جيوكوندا بيلي".
ومن رواياته: "صانع المفاتيح، عالم المندل، كتاب النحات، إلياس، حصن التراب: حكاية عائلة موريسكية، سيقان تعرف وحدها مواعيد الخروج"، وآخرها "عصور دانيال في مدينة الخيوط".