خمسة منتديات مناخية
تشجيعًا للاستثمار فى المجالات المتعلقة بالعمل المناخى، تعقد الرئاسة المصرية للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ، كوب ٢٧، خمسة منتديات إقليمية، بدءًا من غدٍ الثلاثاء وحتى ٢٠ سبتمبر المقبل، بمشاركة الرواد رفيعى المستوى لتغير المناخ بالأمم المتحدة، واللجان الاقتصادية الأممية الخمس: إفريقيا، آسيا والمحيط الهادئ، أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبى، غرب آسيا، وأوروبا.
تحتاج جهود ومشاريع العمل المناخى إلى سياسات متكاملة ومؤسسات فاعلة وتمويل ضخم لا تكفيه المائة مليار دولار، التى جرى التعهد بتقديمها سنويًا فى مؤتمر كوبنهاجن سنة ٢٠٠٩، والتى لم يتم الوفاء بها فى أى سنة. وعليه، تحرص الرئاسة المصرية لقمة المناخ الأممية، التى تستضيفها مدينة شرم الشيخ فى نوفمبر المقبل، على طرح وتطوير مبادرات من شأنها تعزيز نفاذ دول الأقاليم الخمس إلى التمويل المناسب لتنفيذ أجندة الانتقال العادل نحو الطاقة النظيفة، بوضع مشروعات المناخ على طاولة واحدة تضم القطاعين العام والخاص، ومنظمات التمويل الدولية وبنوك التنمية وغيرها من الجهات الفاعلة، وتيسير الحوار بينها بشأن مشاركتها فى توفير فرص استثمارية تدعم الإجراءات ذات الأولوية.
المنتدى الأول، الخاص بإفريقيا، يقام فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، غدًا الثلاثاء، لكونها مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا. والمنتدى الثانى تستضيفه بانكوك، عاصمة تايلاند، مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة «آسيا- باسيفيك» فى ٢٥ أغسطس الجارى. بينما تستضيف العاصمة التشيلية سانتياجو مقر «لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبى» المنتدى الثالث فى الأول والثانى من سبتمبر المقبل. ثم تستضيف العاصمة اللبنانية بيروت، مقر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، «الإسكوا»، المنتدى الرابع المخصص للدول العربية، فى منتصف سبتمبر. وسيكون المنتدى الخامس، فى العاصمة السويسرية جنيف مقر اللجنة الاقتصادية لأوروبا، UNECE، فى ٢٠ سبتمبر.
منتدى أديس أبابا، أو «المنتدى الإقليمى الإفريقى لمبادرات المناخ وتمويل العمل المناخى وأهداف التنمية المستدامة»، يستمر حتى الخميس المقبل، ويستهدف حشد التمويل وضمان تدفق الاستثمارات لبناء نظام بيئى فى إفريقيا قادر على الصمود فى مواجهة التغير المناخى، إلى جانب دفع أجندة إفريقيا للتنمية ٢٠٦٣، وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، إلى الأمام، وإزالة معوقات مقايضة الديون المتعلقة بالعمل المناخى وتعزيز التعاون بين الدول المختلفة لإدارة المخاطر والتحول إلى الاقتصاد الأخضر.
تأسيسًا على ذلك، ستناقش جلسات المنتدى أدوات التحول المالى العادل، والارتقاء بمستوى الاستثمار فى إجراءات التكيف مع آثار التغير المناخى، وآليات النظام البيئى، وسبل التحول إلى الاقتصاد الأخضر، وحشد وتوحيد جهود القطاع الخاص فيما يتعلق بالعمل المناخى.
كما تتضمن فعاليات المنتدى ٦ موائد مستديرة، تناقش التحول العادل لقطاعات الطاقة والنقل إلى قطاعات صديقة للبيئة، والأمن الغذائى وأساليب الزراعة الذكية مناخيًا وبناء نظم بيئية صلبة قادرة على التكيف مع التغير المناخى، والتحول الرقمى، وتنمية سوق الكربون الإفريقى، والاقتصاد الأزرق، وتوفير موارد المياه للمدن على اختلاف طبيعتها. بالمثل، يتناول المنتدى الرابع، أو «المنتدى الإقليمى العربى بشأن تمويل العمل المناخى»، الذى تستضيفه بيروت، منتصف سبتمبر المقبل، احتياجات الدول العربية من تمويلٍ للعمل المناخى من أجل ضمان أمن المياه والطاقة والغذاء.
وستقوم خلاله الدول الأعضاء بعرض المشاريع القابلة للتمويل، والتى من شأنها تسريع العمل المناخى، إضافة إلى طرح أشكال مبتكرة من التمويل ومبادرات إقليمية يمكن أن تتيح الفرص لاستثمارات القطاع الخاص والتمويل المختلط والدعم الثنائى. كما يناقش أوجه التعاون فى مجال تمويل العمل المناخى، لتسريع الوصول إلى الطاقة النظيفة وسبل ضمان الأمن المائى والغذائى، التى تمثل محفزات رئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأهداف التخفيف من آثار تغيّر المناخ والتكيّف معه فى المنطقة العربية.
باختصار، تهدف المنتديات الخمسة، التى تقيمها الرئاسة المصرية لـ«كوب ٢٧»، إلى مناقشة فرص الاستثمار فى قطاعات الغذاء والمياه وتطوير نظم الرى وزيادة الإنتاجية الزراعية والطاقة الجديدة والمتجددة والبنية الأساسية المتعلقة بها والتحول الرقمى فى إدارة وتشغيل هذه القطاعات، بما يساعد فى التنفيذ الفعلى لمشروعات المناخ، وبالتالى تحقيق أهداف العمل المناخى وتوفير فرص عمل فى دول الأقاليم الخمسة.