عاطف معتمد: تطور علم الجغرافيا جاء مع الاستعمار لخدمة مشروع الإمبراطورية
استضاف بيت المعمار المصري التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية فعاليات ندوة "المعمور والمهجور في صحراء مصر الشرقية ساحل البحر الأحمر" للدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية الآداب جامعة القاهرة.
وقال الدكتور عاطف معتمد، أستاذ الجغرافيا الطبيعية بكلية الآداب جامعة القاهرة، إنه منذ خمسين عامًا كان لدينا مصطلح التصحر خاص بعلم الجغرافيا، وقد تم توسيع المصطلح مع الوقت ودخل إلى علوم أخرى مثل الاجتماع والأدب وغيرهما.
وأضاف معتمد، أنه بالنظر إلى خريطة مصر سنرى أن مساحة الصحاري هي الأكبر، مشيرًا إلى أن نسبة المعمور لا تتجاوز 5%.
ولفت معتمد، إلى أن عدد الباحثين لجغرافيا مصر من الأجانب يزيد مئات المرات عن الباحثين المصريين، موضحًا أن جمال حمدان أعطى نموذجًا سلبيًا للباحثين بالانعزال بالبيت، ورغم أننا لا ننكر قيمته الجغرافية ودوره، إلا أن عدم اشتغاله بالبحث العملي والمباشر، يعطي انطباعا سلبيا عن مفهوم الباحث والجغرافي، وما قدمه يعد نقطة في بحر من جغرافيا مصر.
وأكد أن مفهوم الباحث الجغرافي تغير وتطور بمرور الوقت، فالباحث الجغرافي عليه أن يكون ملمًا بعدد من العلوم والمعارف إلى جانب الجغرافيا ومنها التاريخ والإريكولويجيا وغيرها.
وأشار معتمد، إلى أن تطور الجغرافيا الحديثة جاء مع الاستعمار، فمثلًا في العام 1890 بعثت إنجلترا 20 عالمًا لدراسة جغرافيا مصر، بهدف معرفة البشر والتاريخ والأرض، وكذلك لخدمة مشروعها الإمبراطوري.
من صحراء لوبيا إلى الصحراء الشرقية
أشار معتمد، إلى الشعوب اللوبية كانت تعني كل إفريقيا وليست دولة، ومع الوقت أصبح اسم ليبيا يطلق على دولة الجوار، وكان على الصحراء اللوبية لأسباب ونعرات قومية أن تتغير من صحراء لوبيا لتصبح الصحراء الشرقية.
ولفت "معتمد إلى أننا ما زلنا أسرى لوضع الخريطة الجغرافية كما يراها الأوروبيون، فنحن ننظر لمصر كما يريد الأوروبيون النظر إليها، لذا أخذنا الاتجاه إلى الشمال في الفترات الاستعمار الروماني لمصر".
وأوضح أنه قبل التبعية للنموذج الغربي كانت الخرائط تنظر إلى الجنوب، فكان البحر المتوسط لم يكن لديه أي قوة تشغل مصر فطوال 3 آلاف سنة، ذلك قبل وجود الإسكندر الأكبر، فقد كان التوجه نحو الجنوب هو الأمر السائد.
ولفت معتمد، إلى أن توجيه الخريطة إلى الجنوب يفتح الباب للاهتمام بالجنوب متمثلة في قنا وأسوان وسوهاج وكذلك الواحات، ويمكن أن يكون هذا مشروع بإعادة تعديل الخريطة بكسر فكرة المركزية، وأنه لو حدث ونظرنا إلى الخريطة من ناحية الجنوب سنجد أن أضيق مكان هو خاصرة قنا وهي أضيق مكان لمجرى نهر النيل.
وأشار معتمد، إلى أن العديد من المصطلحات تغيرت فمثلا "كمت" والتي تعني الطمي الأسود، "الوادي" ودشرت تعني أرض الصحراء، وأن هذه مصطلحات عمرها يقرب من 2000 عام، فإن النيل كان يسمى بحابي والبحر المتوسط كان يسمى بالأخضر العظيم وهكذا كان البحر الأحمر كان يسمى بالأحمر العظيم.