«فن جديد».. ماذا قال طه حسين عن قصة «شهر زاد» لـ توفيق الحكيم؟
زاد زخم الساحة الأدبية في مصر بالعديد من آراء عمالقة الأدب والشعر والنقد والثقافة، وربما أثار رأي بعض الكتاب في بعضهم الغضب، وقد يتحول النقد البناء إلى خصومة أو عداوة أبدية في بعض الأحيان، وهذا ما حدث بالفعل بين المفكر والأديب توفيق الحكيم والأديب طه حسين، حين انتقد الأخير قصة أهل الكهف للحكيم، إلا أنه سرعان ما برر رأيه فيها.
لم تهدأ الأمور بين الأديبين إلا أن اشتعلت من جديد بعدما ألف "الحكيم" قصة "شهر زاد"، إلا أن طه حسين أوضح ما كان يقصده من نقده لأهل الكهف وشهرزاد أيضًا فقال: "شهد الله ما آثرت صاحب أهل الكهف ولا خصصته بثناء، ولا رأيته ولا تحدثت إليه ولا سمعت منه قبل أن أقدم قصة أهل الكهف إلى القراء، وإنما قرأته فأحببته وأعجبت به ورأيت أن الحق يجب أن يعلن، وأن الكتاب المجيدين يجب لهم حظهم من الإجادة ليزدادوا رغبة فيها".
وأضاف طه حسين: "لأعود إلى هذه القصة، قصة شهر زاد، فأعترف بأنها كقصة أهل الكهف فن جديد من الإنتاج في أدبنا الحديث لم يسبق توفيق إلى مثله ولا إلى قريب منه، ولست أزعم أنها المثل الأعلى في القصص التمثيلية، بل لست أزعم أنها شيء يقرب من المثل الأعلى، ولكني أزعم أنها أثر فني متقن ممتع، دقيق الصنع، بارع الصورة، خليق بالبقاء والبقاء الطويل".
وتابع: "ليقل الغاضبون على توفيق والحاسدون له ما يقولون فالأدب العربي الحديث لم يعرف مثل هذا الفن من الإنشاء، بل ما لي أقتصد؟، فالأدب العربي الحديث لم يعرف مثل هذا الفن، وأنا أرجو ألا يغتر توفيق بهذا الثناء الذي أهداه إليه صادق مخلص وأود لو دفعه هذا الثناء إلى العناية بفنه والتكميل لما ينقصه من الأدوات، فهو في حاجة إلى كثير من الجد والعناء، ومن الدرس والتحصيل، فهو في حاجة إلى أن يكثر من قراءة الفلسفة ليقول عن علم ويفكر على هدى، وهو في حاجة إلى أن يعنى باللغة ويتقنها ليستقيم التعبير عما يعرض له من الخواطر والآراء".