في ذكرى ميلاده.. كيف برع فريد شوقي في لعب دور الشرير؟
ملك الترسو، ووحش الشاشة، كلها ألقاب تشير إلى الفنان الراحل فريد شوقي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، حيث حصل شوقي على العديد من الجوائز لمساهمته الهائلة في السينما المصرية بما في ذلك جائزة الدولة للفنون عام 1962، التي قدمها الرئيس السابق جمال عبدالناصر، وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي.
واستمرت مسيرته المهنية كممثل ومنتج لأكثر من نصف قرن، ويشمل إرثه 361 فيلمًا و12 مسرحية و12 مسلسلًا تلفزيونيًا وكتابة 26 فيلمًا وإنتاج 20 فيلمًا آخر، وتقديرًا لأعماله الغزيرة حصل شوقي على أكثر من 90 جائزة.
في بداياته كان ماهرًا في لعب دور الشرير، لكنه كان نوعًا خاصًا من الشر، ليس كالذي اعتاد عليه جمهور السينما العربية، وخلال هذا الوقت بدأ شوقي في التحرك نحو ما يمكن تسميته بالشر المبرر، أو الأدوار المشبوهة حيث يوجد الخير على الرغم من سلوك الشخصية المنحرف.
ثم تحول ليصبح بطلاً يواجه رجال العصابات وتجار المخدرات والمجرمين الذين يستغلون الضعفاء، ولطالما حظيت معارك شوقي البطولية على الشاشة بإشادة وإعجاب المشاهدين، حيث كان يمكنه التغلب على 10 أو 12 من المحتالين في قتال واحد، كان شوقي محبوبًا للغاية بسبب أدواره الحركية.
في عام 1951 تزوج شوقي من هدى سلطان التي كانت مغنية وممثلة بارزة في ذلك الوقت، وأقام الزوجان شراكة شهيرة في أكثر من 80 فيلمًا، استمر الزواج 18 عامًا وأنجبت ابنتان مها وناهد وهي منتجة أفلام ناجحة في حد ذاتها، بينما كان زواجه الثاني والأخير من سهير ترك التي أنجبت ابنتين عبير ورانيا.
لايزال شوقي حاضرًا في الثقافة الحديثة كما لو كان شخصية أسطورية، وقد عزز إرثه أفلام مثل "عنترة بن شداد" الذي لعب فيه دور شاعر عربي شهير، وفي السبعينيات تولى أدوارًا أكثر نضجًا، وعلى الرغم من أن أدواره كانت أقصر، إلا أنها كانت تتمتع بحضور أقوى.
حتى بعد ظهور نجوم جدد على الساحة في ثمانينيات القرن الماضي، وأخذوا الأضواء من الأجيال الأكبر سنًا، حافظ شوقي على مكانته الأسطورية، حيث تمكن من إنتاج أربعة إلى خمسة أفلام سنويًا، وتم تسمية المقاهي والمطاعم والمقاهي الشعبية باسمه، في تقليد يُعطى عادة لمطربين مشهورين مثل أم كلثوم.