قال إن المليشيات تبتز الدولة
«ليبيون» لـ«الدستور»: لا حل إلا بتمكين حكومة باشاغا لإجراء الانتخابات
أكد سليمان عوض المزيني، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد جامعة عمر المختار في ليبيا، أن ما شهدته العاصمة الليبية طرابلس خلال الأيام الماضية من اشتباكات بين الميليشيات المسلحة يُعد من الأحداث اليومية المتكررة التي تعود عليها أهالي مدينة طرابلس منذ عام 2014 والتي ظهرت فيها الانقسامات السياسية بين الأطراف الليبية المتصدرة المشهد السياسي في شرق البلاد وغربها.
وأوضح المزيني، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن ما تقوم به تلك المجموعات المسلحة من أعمال العنف والقتل والفوضي، سواء فيما بينها أو ضد المدنيين، يعكس صورة واضحة للأوضاع المتردية على المستويات السياسية والأمنية، خاصة في المنطقة الغربية من ليبيا، حيث تسيطر تلك الميليشيات المسلحة على الأوضاع في طرابلس ومن ثم أصبحت تقوم بأعمال القتل والخطف والسلب للمسئوليين الحكوميين والمواطنين على حد سواء.
ابتزاز الميليشيات للحكومات فى ليبيا
وأضاف: «تعرضت الحكومات الليبية المتعاقبة خلال تلك الفترة لحالة من الابتزاز من قبل المجموعات المسلحة المهيمنة على الأوضاع الأمنية والعسكرية في طرابلس، ولهذا لا يمكن أن نتوقع أن يحدث استقرار سياسي أو اقتصادي أو أمني في ظل سيطرة هذه الميليشيات على الوضع في طرابلس والمنطقة الغربية».
وأوضح «المزيني» أنه على الرغم من سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة من قبل مجلس النواب خلال الفترة الماضية، فإن هذه الحكومة، التي تعد من مخرجات ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، لم تذعن لقرار مجلس النواب بسحب الثقة من حكومته، وتسليم السلطة للحكومة الشرعية برئاسة فتحي باشاغا التي شكلها مجلس النواب بالاتفاق مع المجلس الأعلى للدولة.
وأضاف: «استغلت الميليشيات المسلحة الموقف الضعيف لرئيس مجلس الوزراء، الدبيبة، بعد سحب الثقة من حكومته، وبدأت في ابتزازه حيث صرف الدبيبة الملايين من الدينارات لقادة تلك الميليشيات مقابل الحصول على ولاء تلك القيادات، من أجل حماية حكومته وتأمينها في العاصمة، وكذلك منع حكومة فتحي باشاغا من دخول طرابلس».
المزينى: مصر دعمت ليبيا بإعلان سرت الجفرة خطًا أحمر
واعتبر رئيس قسم العلوم السياسية بكلية الاقتصاد جامعة عمر المختار أن مواقف المجتمع الدولي معروفة والتي تخص الأزمة الليبية، وكل الأطراف الدولية المتدخلة في الأزمة لا تهتم بمعالجة الأزمة الليبية بقدر ما تهتم بتحقيق مصالحها الذاتية، ما عدا بعض الدول العربية الشقيقة، وعلى رأسها الشقيقة مصر التي تعتبر أن أمن ليبيا يمثل العمق الاستراتيجي للأمن المصري، ولا شك أن تصريح الرئيس عبدالفتاح السيسي أمام مشايخ القبائل والشخصيات الوطنية من أبناء برقة في القاعدة العسكرية في سيدي براني، حينما قال إن منطقة سرت خط أحمر، وبفعل هذا الخطاب العروبي الشجاع أنقذ الشرق الليبي.
وشدد الأكاديمي الليبي، في تصريح خاص لـ«الدستور»، على أن القضاء على فوضى السلاح وانتهاك الميليشيات للمدنيين الآمنيين لن يحدث إلا بتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية ودعم المجتمع الدولي لهذا المسعي.
وأكد «المزيني» أن نجاح عملية الانتخابات في ليبيا يتوقف على ثلاث نقاط أساسية، أولا: تحقيق المصالحة الوطنية، وثانيا: كتابة دستور دائم للدولة في فترة محددة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، أما النقطة الثالثة فهي الانتخابات البرلمانية ثم الانتخابات الرئاسية.