بروفايل .
أفلاطون القرن الماضي.. «أسامة أنور عكاشة» من رعاية الأحداث إلى صدارة قائمة كتاب الدراما العربية
تحل اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد أفلاطون المبدعين الكاتب أسامة أنور عكاشة، أشهر مؤلفي الدراما في مصر والشرق الأوسط، فحين يذكر اسم عكاشة تتذكر العديد من أعماله الدرامية مثل “ليالي الحلمية و الشهد والدموع و أرابيسك”.
وكانت آخر أعمال “عكاشة”، مسلسل المصراوية الذي حاز على جائزة أفضل عمل في الجزء الأول منه وعُرض في سبتمبر 2007.
«الدستور» يرصد في السطور التالية أهم المحطات في تاريخ السيناريست أسامة أنور عكاشة ..
عكاشة ونجيب محفوظ
ثمة تشابه كبير بين أسامه أنور عكاشة ونجيب مخفوظ فكلاهما يكتب ليؤرخ، وكلاهما يعتمد على المكان والزمان طبقا لرؤية سياسية تسكن فى عقليهما رغم اختلاف توجههما السياسى.
فكما كان لـ نجيب محفوظ الثلاثية وزقاق المدق وغيرها من الاعمال الادبية التى أرخت للحارة المصرية فى حقبة زمنية معينة، كان لـ أسامه انور عكاشة أعمال مثل زيزينيا وليالى الحلمية والمصراوية والنوة وغيرها من الاعمال الدرامية التى أرخت للمكان والزمان.
كما اتفق المبدعان فى كثرة الشخوص داخل اعمالهما الابداعية . وهذه حرفة لا يقدر عليها الكثير من المبدعين، فقد حالو الكثبرون أن يسلكوا نفس النهج غير انهم لم يوفقوا فى ذلك، فكثرة الشخوص تحتاج إلى قدرة الكاتب على الإلمام بالشخصيات ومراعاة الابعاد النفسية لكل شخصية بالاضافة إلى تطور البناء الدرامى لهذه الشخصيات من اجل الحفاظ على ايقاع العمل الأدبى والحبكة الدرامية من حيث التفاعل والفعل وردة الفعل .
عكاشة السينارست الأهم
يعد “عكاشة” الكاتب الأهم فى تاريخ الدراما المصرية والعربية ذلك لانه قدم للدراما التلفزيونية اعمالا كبيرة ومميزة وصلت إلى 28 مسلسلا منهم ما تم طرحه فى عدة اجزاء مثل ليالى الحلمية وزيزينا والمصروية.
كما قدم للسينما 6 افلام وقدم للمسرح ثلاث مسرحيات، وتعد اعماله هى الأشهر من حيث الانتشار واقبال الجمهور.
حرفية "عكاشة"
كان اسامه انور عكاشة كاتبا محترفا ، لما يتميز به من دراسة لكل شخصية على حده فيمكننا القول ان كل شخصية عند اسامه انور عكاشة كانت تتكون من لحم ودم ، وإن كان ظهورها لا يتخطى المشهد الواحد . فكل شخصيات عكاشة محورية وان اختلفت المساحة .
ومن حرفية المبدع اسامه انور عكاشة القدرة على تخيل التفاصيل فى كل مشهد وكأن عينيه كاميره ترصد الشخوص واللوكيشن وحرمة الكاميرا ، وهذا ينم عن موهبة فذه تجعله يرى المشهد بكل تفاصيله أثناء كتابته.
صانع النجوم
محطوط هو الممثل الذي يختاره “عكاشة” لدور كتبه بحرفية عالية، لأن ذلك يبرز قدرة الممثل ويفجر طاقاته الابداعية، وحدث ذلك بالفعل مع الممثلين الذى قدموا ادوار البطولة او حتى الأدوار الثانوية فى مسلسلات كتبها الراحل اسامه انور عكاشة ، مما جعل الجمهور المصرى والعربى يحب هؤلاء النجوم كما لم يحبوهم من قبل.
صاحب توليفة الصراع النفسي والاجتماعي
رغم قولنا بأن أسامه انور عكاشة كان كاتبا مؤرخا واشتهرت اعماله بالثقل الفنى المعتمد على اعمال كبيرة تعتمد على الفعل وردة الفعل والصراع النفسى والاجتماعى الناتج عن أوضاع اجتماعية وسياسية فى المجتمع الا انه كتب اعمالا خفيفة الظل مثل أنا وبابا فى المشمش .ولما التعلب فات .
أفلاطونية أسامه انور عكاشة
كان “عكاشة” يبحث فى اعماله عن المدينة الفاضلة لذا قدم لنا ضمير أبله حكمت وابو العلا البشرى وارابيسك والشهد والدموع والراية البيضا .
ولم ينس أسامه أنور عكاشة، دراسته للعلوم الإنسانية فى كلية الأداب ثم عمله اخصائيًا اجتماعيًا فى مؤسسة لرعاية الأحداث بمحافظة اسيوط، مما جعله ينظر للمجتمع بعينين واسعتين ليرى الآثار المترتبة على اتساع فوارق الطبقات فى المجتمع المصرى، وما ينتج عن ذلك من خلل كبير . ناقشه عكاشة فى كل كتاباته بطريقة غير مباشرة .
قليلون هم الذين يعرفون ان اسامه انور عكاشة كان روائيا وقاصا قدم للمكتبة العربية مجموعتين قصصيتين وهما خارج الدنيا التى صدرت عام ١٩٦٧ و مقاطع من اغنية قديمة التى صدرت عام ١٩٨٥.
كما صدر له أربع روايات أحلام فى برج بابل ١٩٧٣، و منخفض الهند الموسمى عام ٢٠٠٠ و وهج الصيف ٢٠٠١ و سوناتا لتشرين ٢٠١٠
وولد أسامه انور عكاشة فى ٢٧ يوليه ١٩٤١ بطنطا وتوفى فى ٢٨ مايو ٢٠١٠ بالقاهرة .