في ذكراه.. «عبدالرحيم منصور» كان يفتقد الصديق والحب أكبر ملهم له
في واقعة غريبة وبعد إعلان الإذاعة المصرية تجاهل ذكرى عبدالرحيم منصور، وهو الأمر الذي أكدته ابنة شقيق الشاعر الراحل بعد أن تواصلت هاتفيًا مع الإذاعة، وعبدالرحيم منصور تحل ذكراه غدًا في الـ28 من شهر يوليو.
وعن عبدالرحيم منصور قالت مي منصور: "إن معظم ما كتبه الشاعر عبدالرحيم منصور كان نابعًا من تجربة شخصية عاشها وكتبها بصدق فوصلت لنا بنفس الصدق وعاشت معنا حتى يومنا هذا، كثيرًا ما نجده يكتب عن الغربة والتغريبة وحب الحياة.. فمثلًا نجده يقول:
على الطريق وش غربة وخطو مالوش صاحب
والوقت ميت في تربة والتربة ما ليها صاحب
وتضيف: "بالرغم من كثرة المحبين حول منصور إلا أنه كان يفتقد الصديق الحقيقي.. لم يصادق كثيرين في حياته.. وما عدا ذلك كان لغرض الشغل وتتحرك العلاقة في هذا الإطار".
كان بسيطًا يعشق البسطاء ولا فرق عنده بين الوزير والخفير كلاهما واحد ورسالته هو أن تصل كلمته للخفير قبل الوزير.
وتواصل: كان يعشق الحرية ودائمًا ما كان يردد أنه عصفور يحط على كل غصن ويسافر وقتما شاء:
سيبونى أمشى لوحدى سيبونى أتوه عريان
الدنيا توب على قدى وما أطقش أنا الغطيان
وتتابع: "بالطبع كان أكبر ملهم لمنصور هو الحب كان يجد نفسه في الحب.. وكان محبًا لكل شيء وكل شخص حوله ومعطاءً بكل ما تحمل الكلمة من معنى.. لا يبخل أن يعطي هذا لقب "ابني" أو ذاك لقب "ولد عمي" كما ينطقها بلهجته الصعيدية التي تعتصر طيبة وحنان.. كان دائمًا على موعد مع بنت جميلة لم تأت بعد ودائمًا على عجلة".
وتختتم: إذا ذهبت لتجلس معه في المقهى وتتبادل أطراف الحديث ربما يتركك فجأة ليركب أول قطار متجهًا إلى الصعيد وينزل في محطة محافظة المنيا ينتظر حبيبته التي لم تأت ولكن هكذا صور له خياله.. ويعود وهو سعيد، تراه وحيدًا ولكنه عاد وألف قصيدة حب ملأت قلبه.