تصاعد إصابات جدري القرود.. هل العالم أصبح أمام جائحة أخرى؟

لا ينكر أحد أن جدري القرود أصبح وباءً عالميًا لا يقل في خطورته عن فيروس كورونا، لاسيما بعد تفشيه في كثير من الدول، وتزايد معدل الإصابات والوفيات أيضًا في وقت لم يتوصل فيه العلماء إلى معلومات كافية بشأنه.

إلى جانب ذلك،هناك دول لازالت تشتبه في عدد من الحالات لم تدخل في تعداد الإصابات المتزايد، لكن التحذيرات من خطورته وقدرته على الانتشار وإحداث حالات وفاة متعددة لازال مستمرًا.

ما يدل على ذلك حديث منظمة الصحة العالمية عن جدري القرود وإعلانه حالة طوارئ صحية وعالمية والتعامل معه على أنه وباء بعد ما يقرب من 3 شهور من انتشاره، وهدفت المنظمة من ذلك الإعلان تسريع تطوير اللقاحات وتطبيق الاجراءات الاحترازية.

وتتأهب المنظمة العالمية لمواجهة جدري القرود كونه يثير قلقا واهتماما دوليا، إلى جانب انتشاره بسرعة بحسب المنظمة، التي أشارت إلى أنه يهدد الحياة وينتشر من خلال الاتصال الجسدي.

وبالفعل فإن الأرقام الرسمية المُعلنة من قبل دول العالم تدل على انتشار الفيروس بوتيرة سريعة، تتبعت "الدستور" في التقرير التالي خريطة الانتشار الحالية بجدري القرود إذ أن هناك دول تصاعدت بها حدة الإصابات والوفيات خلال الفترة الأخيرة

وبشكل عام كان آخر إعلان صدر من الصحة العالمية في 23 يوليو الماضي، بتأكيد 16 ألف حالة إصابة 3 آلاف منهم كانوا في الشهر الماضي فقط داخل 60 دولة حول العالم، وهناك 5 وفيات في جنوب إفريقيا.

خريطة تفشى جدري القرود بالوطن العربي

الشرق الأوسط ليس بعيدًا عن جدري القرود، فهناك 4 دول في الوطن العربي سجلت إصابات مؤكدة ، منها الإمارات التي تعد الأعلى في الإصابات بالفيروس، إذ سجلت 11 حالة إصابة منذ مايو الماضي، ما دفع الأمر السلطات الصحية إلى تشديد الاجراءات الاحترازية.

وسجلت السعودية 5 حالات مصابة منذ مايو الماضي حين رصدت أول إصابة بالجدري لشخص عائد من الخارج، ومن وقتها شددت السلطات على إجراءات السفر وكذلك الإجراءات الاحترازية.

وسجلت المغرب حالة إصابة واحدة مؤكدة بالفيروس خلال يونيو الماضي بينما هناك 8 حالات أخرى لازالت محض الاشتباه منتظرة أن يتم عمل مسحة لها من أجل تأكيد الإصابة أو نفيها، بينما شددت المغرب على الرقابة الصحية في كل الحدود البحرية والجوية والبرية.

عقبة: "جدري القرود يتحول لجائحة في تلك الحالة"

يستبعد الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة السابق بجامعة عين شمس، أن يصبح جدري القرود جائحة جديدة في مصر؛ وذلك لأنه ينتج من العلاقات الجنسية الشاذة أي منتشر أكثر لدى المثليين وهم أعداد ليست بكثيرة في مصر أو الوطن العربي.

ويوضح أن جدري القرود ربما يصبح جائحة في الدول الأوروبية لكثرة تلك الأفعال بها، وفي حال استمرار ممارسة تلك العلاقات التي تؤدي إلى خلل في المناعة، وتضعف الجهاز المناعي أمام الفيروسات والطفيليات والفطريات.

ويشير إلى أن جدري القرود في الوقت الحالي عد طارئة صحية وليس جائحة، إلى جانب أن انتشار مثل تلك الفيروسات يكون أسرع إذا كان عبر التنفس أو الرذاذ، بينما جدري القرود ينتشر عبر العلاقات الجنسية. 

ويشدد على أن المطلوب حاليًا هو زيادة المناعة لدى المصريين لتحسينها كي تقوم بوظائفها السليمة، والاستعداد ضد الفيروسات، موضحًا أن ذلك يتم من خلال إتباع الأساليب الوقائية وشرب السوائل والتعرض للشمس والالتزام بالاجراءات الصحية.

خريطة جدري القرود عالميا

على صعيد العالم، تعتبر أمريكا هي أعلى الدول في تسجيل حالات الإصابة بجدري القرود، فكان أخر تعداد أفرج عنه مركز مكافحة الأمراض والوقاية في أمريكا هو 2891 حالة من 43 ولاية على مستوى البلاد.

وتوزعت كالأتي 900 حالة في ولاية نيويورك وحدها، وسجلت ولاية كاليفورنيا 356 حالة، وتلتها ولاية الينوي بعدد 238 حالة، أما ولاية فلوريدا سجلت 260 حالة في مناطق الجنوب تحديدًا.

كذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية ذات الغابات الكثيفة، تم الإبلاغ عن أكثر من 1200 حالة هذا العام وحده، وتم تسجيل 57 حالة وفاة حتى 1 مايو 2022، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وبحسب أحدث الأرقام الرسمية فإن جدري القرود أصاب نحو 2208 شخص في بريطانيا، في وقت طالبت فيه بزيادة الجرعات المطلوبة للحماية من الفيروس، بينما ارتفعت إصابات جدري القرود في إيطاليا إلى 400 حالة إلى الآن.

يذكر أن إسرائيل هي الأعلى في تسجيل الإصابات حيث سجلت 105 حالة إصابة بين الذكور منذ مايو الماضي، مع استمرار الحملات للتطيعم ضد الجدري، في وقت يؤكد فيه العلماء أن السبب الرئيسي للوباء هو الاتصال الجنسي بين المثليين.