«سارتر أضر بالوجودية وعلاقتى به كلام صحفيين».. اعترافات عبدالرحمن بدوى
تحل اليوم ذكرى وفاة الفيلسوف عبد الرحمن بدوي، والتي كانت في مثل هذا اليوم من عام 2002.
حكى الدكتور عبد الرحمن بدوي عن اللغات التي تآلف معها واستفاد منها، وقال إنها اثنتا عشرة لغة، العربية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والهولندية واللاتينية واليونانية والعبرية، يضاف إليها اللغة الفارسية واللغة التركية.
وأشار إلى أن أهم لغة استفاد منها في تكوينه العلمي والدراسي هي اللغة الألمانية، لأن اهتمامه الأساسي كان منصبا على الفلاسفة الألمان، مضيفا في حواره مع مجلة "الكرمل" أكتوبر 1991: "وقد كتبت عن الفلاسفة الألمان جميعا، إما مجلدات أو دراسات، يقع بعضها في أربع مجلدت مثل كتابي عن إيمانويل كانت، وكذلك الحال بالنسبة إلى الدراسات الإسلامية، فإن للألمان اليد الطولى في هذا الميدان، ومن هنا عنيت بترجمة أهم الدراسات الألمانية المتعلقة بالفسلفة الإسلامية والحضارية العربية".
وأوضح أن علاقته بوجودية سارتر هي كلام صحفيين، ويجب إزالته وإعدامه، حيث يرى أن الفلسفة الوجودية أنشأها ونماها وأسس جميع قواعدها مارتن هايدجر، أما سارتر فليس له إطلاقا أي دور في تكوين الفلسفة الوجودية، وأضاف: "سارتر أساء إلى الفلسفة الوجودية إساءة بالغة بتحويلها إلى موضة يعثب بها العابثون، ويثير الجدل السخيف حولها الجاهلون والسطحيون، ودوري في الفلسفة الوجودية هو إتمام بعض الجوانب التي لم يتناولها هايدجر، وهو موجودة في كتابي الزمان الوجودي، أو بصورة مختصرة في موسوعة الفلسفة".
وعن الترجمة قال عبد الرحمن بدوي، إنها يجب أن تكون دقيقة، أي لا يترك منها حرفا لا يترجم، وهو ما كان يفعله عندما يترجم الشعر، إذ كان يحاول الكتابة بأسلوب عربي جميل بقدر الإمكان، بما لا يضر بالأصل، ولفت إلى أن بعض المترجمين من أواخر القرن العشرين كان معظمهم يعبث بالنص الأصلي عبثا كاملا، ويؤلفون من عندهم ما يشاؤن دون أن يكون لديهم أمانة تدفعهم للتصريح بذلك، واستشهد بترجمات أحمد حسن الزيات ووصفها بأنها عبث بالنصوص المُترجم عنها.
وأكد أنها اختار لترجمة بعض قصائد لوركا وريلكه أقرب البحور، لأنه رأى أن شعرهم لو قاله نثرا لبدا سخيفا فترجمه نظما إنقاذا له، بالإضافة إلى أنه شعر بأن القارئ العربي لن يعطيه قيمته.