وردة الجزائرية.. صوت سحرى «أبهر عالم السينما»
تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الجزائرية وردة، والتي تعد واحدة من العلامات البارزة في تاريخ الغناء العربي والتي استطاعت بصوتها أن تحتل الصفوف الأولى لمطربات جيلها وتكوين قاعدة جماهيرية لها في مصر والوطن العربي، سواء بالغناء أو التمثيل من خلال أعمالها السينمائية والمسرحية والتلفزيونية التي شاركت فيها على مدار مشوارها الفني العريق.
وعن تجربة وردة الجزائرية التمثيلية، قال الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "في فترة الستينيات كان الفيلم الغنائي في عز قوته وكان حينها ينظر للمطرب أو المطربة بأنه مشروع سينمائي"، مشيرا إلى أن هذا الأمر حدث قبل وردة مع كل من صباح ونور الهدى وهدى سلطان على سبيل المثال.
وأضاف الشناوي أنه بعد النجاح الذي استطاعت وردة أن تحققه في الغناء قرر المنتجين دخولها عالم التمثيل وكان أول عمل سينمائي لها يحمل اسم "ألمظ وعبده الحامولي"، والذي أنتج في عام 1962، مشيرا إلى أن هذا العمل كان مشروع قديم لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكان من المفترض أن تخوض بطولته أم كلثوم ولكن أصبح في النهاية من نصيب وردة.
وتابع أن فيلم "ألمظ وعبده الحامولي" شارك فيه كبار الملحنين والشعراء ومنهم فريد الأطرش ومحمد عبد الوهاب وكمال الطويل، وعلي إسماعيل، وبليغ حمدي، وكانت أشعار جميع أغنيات العمل من كلمات صلاح جودت.
وأشار إلى أنه بالرغم من مشاركة وردة في بطولة العديد من الأعمال السينمائية وتركها بصمة في السينما المصرية، إلا أنها لم تكن ورقة رابحة كأداء تمثيلي، بل كان يُعتمد على شهرتها الغنائية والقاعدة الجماهيرية الكبيرة التي حققتها من الغناء، موضحا أنها لم تكن في قوة الشحرورة صباح في الأداء التمثيلي بجانب القوة في الأداء الصوتي وكذلك النجمة الراحلة شادية، لكنها تشبه أم كلثوم في فكرة المطرب النجم، ولكنها لم تمتلك إمكانيات فن الأداء.
وأكد أن هذا لا يقلل من نجومية الراحلة وردة الجزائرية ولا أحد يستطيع أن يشكك في نجوميتها، خاصة أنها من أكثر المطربات نجومية في تاريخ الغناء العربي، مشيرًا إلى أنها استطاعت حتى الفترة الأخيرة في حياتها أن تتصدر المشهد والساحة الغنائية لإيمانها بالتطوير الموسيقي، وعندما حدث تغيير جذري في شكل الأغنية المصرية تعاونت مع الموسيقار صلاح الشرنوبي وقدمت أغنيات تعتمد على إيقاع المقسوم وهي التي يقال عليها أغنيات راقصة أو الأغنيات الشبابية كما يقال.
وأوضح أنها حالة خاصة جدا قائلا: "كان هناك مشروع غنائي يجمعها بالنجم تامر حسني وكانت من المقرر أن تقوم بغناء أغنية من ألحانه قبل رحيلها في رسالة منها بإيمانها بالتطوير والتعاون مع المواهب الشابة".
يذكر أن وردة الجزائرية شاركت في أكثر من 10 أعمال فنية ومنها: "المسلسل الإذاعي "دندش"، وأفلام "ألمظ وعبده الحامولي، وحكايتي مع الزمان، وصوت الحب، وأميرة العرب، وآه يا ليل يا زمن، وليه يا دنيا ليه"، ومسلسل الوادي الكبير، ومسرحية تمر حنة، ومسلسل أوراق الورد، وآخر أعمالها كان مسلسل آن الأوان في عام 2006.