حرائق غابات أوروبا.. النيران تلتهم مدن القارة العجوز ومحاولات للسيطرة عليها
تتواصل حرائق الغابات في جميع أنحاء أوروبا، مخلفة وراءها مجتمعات مدمرة وتشريد الآلاف من الناس.
وحسب شبكة "يورو نيوز" الأوروبية، فقد تعرضت إسبانيا واليونان لضربة شديدة بشكل خاص، مع اندلاع الحرائق في ميجارا، غرب أثينا، وأفيلا، شمال غرب مدريد.
وتابعت أنه بدأ نحو 11 ألف شخص، تم إجلاؤهم بسبب الحرائق في إسبانيا، بالعودة إلى ديارهم، وأعيد فتح طريق سريع رئيسي في مقاطعة زامورا الشمالية الغربية بعد يومين، حيث تقول السلطات إنها كافحت لاحتواء بعض الحرائق بسبب تغير اتجاهات الرياح.
وقالت كونستانتينا يفانتي، التي اضطرت إلى الفرار من منزلها في اليونان: "تركنا ممتلكاتنا ومنازلنا.. من شرارة واحدة دخلت حيز التخزين لأن درجات الحرارة كانت مرتفعة للغاية، وتحطمت النوافذ وكل شيء، ودمر نصف المنزل".
وأضافت أنه مع انخفاض درجات الحرارة يوم الخميس، لم يتم الإبلاغ عن حالات انتشار لحرائق الغابات، كما أعلن رجال الإطفاء الفرنسيون عن احتواء حريقين رئيسيين في منطقة جيروند جنوب غرب البلاد، مما أجبر عشرات الآلاف من الأشخاص على الإخلاء.
وقال مسئولون إنهم سيكونون على الأرجح قادرين على إعلان إخماد الحرائق بالكامل في غضون أسابيع.
درجات حرارة مرتفعة
ووفقًا للشبكة، فقد عانت العديد من الدول الأوروبية من درجات حرارة شديدة، حيث سجل بعضها درجات حرارة قياسية، ووصلت درجات الحرارة في بريطانيا هذا الأسبوع إلى + 40.2 درجة مئوية، وهو ما حطم الرقم القياسي السابق البالغ + 38.7 درجة مئوية المسجل في عام 2019.
وتابعت أنه تم تحطيم الأرقام القياسية في درجات الحرارة عبر أجزاء من البرتغال وإسبانيا وفرنسا وألمانيا، حيث انتقلت موجة الحر من الغرب إلى الشرق ثم شمالًا، وهذا الصيف، قامت دول الاتحاد الأوروبي، البالغ عددها 27 دولة، بتجميع الموارد لمواجهة حجم الحرائق.
وكانت سلوفينيا هي آخر من استفاد من النهج التعاوني الجديد، حيث انضمت طائرات إسقاط المياه الإيطالية من النمسا إلى رجال الإطفاء المحليين للمساعدة في مكافحة حريق في منطقة كراس.
ووفقًا لخدمة المراقبة الأوروبية، أثرت حرائق الغابات الأخيرة بالفعل على أراضي الاتحاد الأوروبي أكثر مما كانت عليه في عام 2021 بأكمله.
ويقول علماء المناخ إن تغير المناخ سيستمر في جعل الطقس أكثر تطرفًا وحرائق الغابات أكثر تواترًا وتدميرًا ما لم تتخذ الحكومات إجراءات حاسمة لوقفها.
وقال بيتيري تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إن موجات الحرارة الأكثر تواتراً والأكثر حدة هي نتيجة حتمية لتغير المناخ.