إرنست هيمنجواى يكتب إلى جده عن حصيلته فى صيد السمك وخططه المستقبلية
إرنست هيمنجواي، الكاتب الروائي الأمريكي، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1899، يعد واحدًا من أهم الروائيين الأمريكيين خلال القرن المنصرم، ولا يمكن أن يذكر الأدب الأمريكي دون أن يكون حاضرًا في الأذهان.
عاش إرنست هيمنجواي ومات بصخب جعله حيًا في الأذهان حتي يومنا هذا، ولد لأب مولع بالصيد وأم متزمتة ذات اهتمام بالموسيقي، وهو أبنهم الثاني من بين ستة أشقاء، ورث أرنست هيمنجواي عن والده الأخلاق الصارمة، وتشرب من والدته المثل الدينية، وفي سن مبكرة اشترى له أبوه بندقية صيد، والتي أصبحت فيما بعد رفيقة أيام حياته ومن ماسورتها أطلق الرصاص علي رأسه ومات منتحرًا في الثاني من يوليو عام 1961.
محطات تاريخية في حياة إرنيست هيمنجواي
خاض إرنست هيمنجواي معترك الحياة العملية مبكرًا، وكان في التاسعة عشر من عمره، حيث عمل صحفيًا ثم متطوعًا للصليب الأحمر الإيطالي، في أواخر الحرب العالمية الأولي، وهناك أصيب إصابات بالغة أقعدته لشهور طويلة في المستشفي، وخضع للعديد من العمليات الجراحية، وقد حصل علي نوط الشجاعة لجهوده .
ومن خبرته في العمل مع الصليب الأحمر الإيطالي، كانت رواية إرنست هيمنجواي الأشهر «In Love and War» أو «في الحب والحرب»، والذي قدمته هولييود في العام 1996 في فيلم قامت ببطولته ساندرا بولك، ويحمل نفس الاسم.
وبعد ذلك اشترك إرنست هيمنجواي في الأربعينيات، في الحرب الأهلية الإسبانية، من بدايتها حتي نهايتها، وكانت آخر الحروب التي عاشها بكل وجدانه، خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في العمليات التي جرت علي الأراضي الفرنسية لتحريرها من الألمان.
كان لتجربة إرنست هيمنجواي في الحرب الأهلية الأسبانية أثرها الأدبي والروائي عليه، فمن خبراته فيها كتب روايته «For Whom the Bell Tolls»، أو «لمن تدق الأجراس»، والتي تحولت إلي فيلم سينمائي أيضًا ويحمل نفس العنوان، من إنتاج عام 1943، ومن إخراج سام وود، وبطولة إنجريد برجمان وجاري كوبر.
رسالة إرنست هيمنجواي إلي جده
في تقديمه للنسخة العربية التي ترجمها، يشير الشاعر والمترجم عبد المقصود عبد الكريم، إلي أن باتريك هيمنجواي ــ ابن إرنيست هيمنجواي ــ بدأ في العام 1928 مشروع مطبعة كمبريدج، وبدأ في نشر طبعة محققة من رسائل والده، والذي كان قد أوصي بعد نشر هذه الرسائل.
ومن إحدي رسائل إرنست هيمنجواي، والمؤرخة بتاريخ 6 أغسطس 1917، يكتب إلي جده قائلًا: «وددت الكتابة إليك لأشكرك علي هدية عيد الميلاد والصحف، ولكننا كنا نقضي حوالي 12 ساعة يوميًا في إعداد العلف والعمل في المزرعة، نحتاج بشدة إلي هطول الأمطار؛ لأن كل شئ يجف وسنفقد محصول البطاطس إذا لم تسقط الأمطار قريبًا، غدًا يأتي العم "جيو" والأسرة والعمة "جريس" والعم "تايلر" لقضاء اليوم، التبن الآن بالداخل ويمكننا الآن تناول الأمور بشكل أسهل، سيارة أبي الفورد تسير بشكل جيد الآن لأن الأسطوانات نظيفة ولا يفكر في بيعها».
ويتابع إرنست هيمنجواي في رسالته إلي جده: «اصطدت منذ بضع ليال ثلاث سمكات من سلمون قوس قزح تزن ستة أرطال وخمسة أرطال وثلاثة أرطال نصف بالتتابع، واصطدت أيضًا سمكة سلمون مرقطة وزنها رطلان من خليج هورتون، وهذا أكبر صيد للسلمون تم هناك علي الإطلاق.
ومن المؤكد أنني أقدر إرسالك للصحف؛ لأنه ليس لدينا هنا ما نقرأه إلا الصحيفة اليومية التي تصل متأخرة يومين.
قد أبقي هنا خلال أكتوبر للعمل بدلًا من ديلورث ولن أذهب إلي جامعة إلينوي هذا الخريف. حين أعود إلي البيت سأذهب إلي العم ليستر أو أحاول الحصول علي وظيفة في “شيكاغو تريبيون” وبحلول العام القادم، ينبغي أن أستقر لأتمكن من الذهاب إلي المدرسة.،خالص حبي لك ولجدتي».