«طوق نجاة».. قصص بطولية لرجال الإنقاذ في «موسم الصيف»
في الوقت الذي تشهد فيه الشواطئ المصرية إقبالًا كثيفًا من المواطنين، وتزداد حالات الغرق يومًا بعد يوم، يقف رجال الإنقاذ في صف واحد، يؤدون مهمة وطنية ليس هناك أهم منها في الوقت الحالي، وهي مراقبة هذه الشواطئ، وحماية المصطافين من التعرض للغرق.
مجموعات من الشباب أغلبهم في سن العشرين، حصلوا على دورات رسمية مختصة بإنقاذ الشواطئ من قبل الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، وتم تأهيلهم جيدًا للتعامل مع مختلف أشكال الخطر التي يتعرض لها المواطنين خلال السباحة داخل البحار، جميعهم يتواجدون داخل كافة الشواطئ المصرية.
"الدستور" تواصلت في السطور التالية مع عدد من رجال فرق الإنقاذ داخل الشواطئ، ليرووا لنا مهامهم المُكلفين بها خلال فترة الصيف، وكيف يعدون أنفسهم لها جيدًا، فضلًا عن تعاملهم الدائم مع حالات الغرق وكيفية البحث عن الجثث المفقودة.
وحيد: رفعنا الرايات الحمراء وأنقذنا أكثر من 50 شخصًا بـ«بلطيم»
كابتن محمد وحيد، أحد المنقذين بشاطئ بلطيم التابع لمحافظة كفر الشيخ، يقول في بداية حديثه لـ «الدستور»، إنه يعمل برفقة 120 فردًا إنقاذ و10 مشرفين مقسمين جميعهم على كافة شواطئ بلطيم، ينتشرون منذ الساعة الرابعة فجرًا حتى الساعة السابعة مساءً، ولا تغفل لهم عين لحين انصراف جميع المصطافين من الشواطئ، واستطاع الفريق خلال الشهرين الماضيين إنقاذ أكثر من 50 شخصًا من الغرق.
وأشار «وحيد» إلى أحدث الوسائل المستخدمة من قبل المجموعة الخاصة في إنقاذ الغرقى، وهم أطواق النجاة المصممة على شكل حلقات دائرية، ويستخدمها المعرضون إلى الغرق في الإمساك بها، وأيضًا قوارب النجاة التي يوضع بجانبها حزام للإمساك به من داخل البحر، وأجهزة اللاسلكي التي يستخدمها الغواصون للتواصل من شاطئ لآخر في حالة اكتشاف حالة تتعرض للخطر.
وتابع: «رفعنا مؤخرًا الراية الحمراء أمام الشواطئ، بهدف تحذير المصطافين من خطورة البحر في الوقت الحالي، وسحب الأمواج العالي؛ ما يعني عدم النزول إلى البحر نهائيًا، أما في حالة رفع الراية الصفراء، ذلك يعني أن هناك إمكانية للنزل لكن بمسافة معينة بعيدة عن دائرة الخطر، والراية الخضراء هي السماح بالنزول بحرية كاملة لعدم وجود أي خطر».
واختتم «وحيد» حديثه، موضحًا أن هناك تنسيق كامل مع مع مديرية الصحة وهيئة الإسعاف، لاستقبال الحالات التي تتعرض للغرق، وتحويلها إلى المستشفيات لتلقي الدعم اللازم من قبل الأطقم الطبية، وبالفعل تستقر عربات الإسعاف أمام الشواطئ على مدار اليوم للتدخل في حالات الطوارئ.
جمال: أراقب الشواطئ من زاوية مرتفعة وأبلغ الغواصين بالحالات الطارئة
داخل أحد شواطئ مدينة رأس البر، يقف أحمد جمال، صاحب الـ 27 عامًا، على أعلى زاوية أمام البحر، يكشف من خلالها الشاطئ بأكمله، ويحمل في يديه منظار المراقبة المختص بتقريب الأشياء البعيدة، ومشاهدة ما يحدث داخل المياه، وفور رؤيته لأي حالة طارئة يقوم بإبلاغ الغواصين المقربين من مكانة ليتعاملوا على الفور مع الاستغاثة.
أوضح «جمال» في حديثه لـ «الدستور»، أن مهمته ليست صغيرة كما يعتقد البعض، فهو يكشف أمورًا غامضة لا يستطيع المتواجدين بالأسفل رؤيتها بوضوح، لذا يظل في مكانه طوال اليوم ولا يستطيع التحرك دون ترك أحد الأفراد مكانه، حتى لا يغيب الشاطئ عن نظرهم لثانية واحدة.
وأضاف: «أعمل في مجال الإنقاذ منذ 7 سنوات، حين كنت طالبًا بكلية التربية الرياضية، وأعيش حاليًا في مدينة رأس البر طوال فترة الصيف، وحين يغادر المصيفين أعود إلى قريتي بمدينة سمنود التابعة لمحافظة الدقهلية، واستطعت خلال تلك السنوات الإبلاغ عن مئات حالات الغرق، والمساهمة في إنقاذها بالتعاون مع الغواصين والمشرفين علينا».
أشار الشاب العشريني في ختام حديثه، إلى الدور الكبير الذي يقوم به رجال الإسعاف والأطقم الطبية بالمدينة في التعامل الفوري مع حالات الغرق، وتقديم العلاج اللازم لهم فور خروجهم من المياه، موجهًا الشكر إلى جهاز المدينة الذي يلبي كافة طلبات المراقبين والغواصين ويقدم لهم الدعم الكافي.
يوسف: أجهز قوارب النجاة طوال الوقت لإنقاذ الغرقى من المياه
يوسف سمير، 29 عامًا، يقطن بمدينة مرسى مطروح، يقول في حديثه لـ«الدستور»، إنه انتقل للعيش بالمدينة منذ 3 سنوات، بعد أن حصل على دورة إنقاذ لحمامات السباحة والشواطئ من قبل الاتحاد المصري للغوص والسباحة، وخضع أيضًا للعديد من الاختبارات قبل أن يتم تعيينه كفرد من أفراد الإنقاذ بشواطئ «مطروح».
استكمل «يوسف» موضحًا أنه مسؤول عن قوارب النجاة المخصصة لإنقاذ الغرقى من المياه، ويتنقل أسبوعيًا من شاطئ الفيروز إلى الشواطئ الأخرى، من خلال تبديل نوبات العمل مع زملائه في فرق الإنقاذ، وتكون مهمته مخصصة لاستقبال حالات الاستغاثة من قبل مراقبين الشواطئ، ثم التوجه بالقارب إلى المكان الذي يشهد الواقعة برفقة الغواصين.
وأكد أيضًا أن القارب يحمل حزامًا يتم وضعه في الجانب الأيمن، حتى يستطيع الغارقين الإمساك به في حالة عدم دخول الغواصين إلى المياه، مشيرًا إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر داخل المياه، بسبب سهولة سحبهم من قبل الأمواج، وعدم إدراكهم بكيفية التغلب على السحب.
وتابع «يوسف»: «جهاز المدينة حذر المواطنين قبل أيام قليلة من وجود تيار سحب شديد داخل الشواطئ المفتوحة، لكن غالبًا ما يستنكر المصطافين تلك التحذيرات، ولا يتبعون تعليمات المسؤولين عن تأمين الشواطئ، وينغمسون في الغوص داخل المياه خلال المراحل الخطرة؛ لذا نناشد كافة المقبلين على مدينة مطروح بضرورة اتباع الإرشادات للحفاظ على حياتهم من التعرض للخطر».