رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المس العاشق» رواية تناقش الخرافات والأوهام لـ«أحمد عبده»

غلاف الرواية
غلاف الرواية

صدرت حديثًا عن دار عناوين بوكس للطبع والنشر والتوزيع، رواية  «المسُ العاشقُ» للكاتب أحمد محمد عبده.

في الرواية، عالم روائي، يتضافر فيه المعقول باللامعقول، في لغة موَّارة بقاموس شعبي، يتعانق مع قاموس صوفي، بمجموعة من المنقلبات، يتوسل بها أحمد عبده، لتكون محرك الحوت الذى هو مطية بطله ابن حتحوت، إلى عوالم غرائبية، تنتهى بتلك النتائج التي تتكشف لنا شيئًا فشيئًا، عن قضية غاية في الحساسية، بل غاية في الخطورة، تطرحها الرواية.

حينما تكون علاقة الناس ببعضهم مبنية على الخرافة والوهم، ويصدرون أحكاما قاسية،  كما حدث مع ابن حتحوت بطل الرواية الرئيسى، ويقابله شامخ الأحدب الطامع في هذا الحكم القاسي ولو على حساب سمعته، لشغفه بأن  يكون هو الفحل الوحيد، في قرية رجالها يفتقدون الفحولة، ونساء بطونهن تحمل وتنتفخ بلا رجال، فتكون القضية هي البحث في حل لمشكلة "المس العاشق" الذي يمسهن في مناماتهن.

يندمج الواقعي بالغيبي، ويذوب فيه السؤال الفانتازي المُضمر في ثنايا الرواية، بقدر ما حققته من جماليات، وتجديد في تقنيات السرد وتكنيك البناء. 

فانتازيا أنتجت لغتها الخاصة جدًا، بما يتناسب مع تكوين البطل، وطبيعة التجربة، عالجها الكاتب بروح مختلفة، مع توظيف تقنياته الفنية بصورة أنتجتْ نصًّا جديرًا بالتوقُّف عنده.

لغة صوفية، لكنها لا تنشد التدرج في طبقات الميتا فيزيقا، ولا معارج الروح، وإن سبحت في سراديب الكون، تتضافر مع لغة عادية لشخصيات الرواية، من الرجال والنساء والأطفال، لتكون هذه اللغة؛ هي محرك الحوت الذى هو مطيّة البطل، إلى عوالم غرائبية، تنتهى بتلك النتائج التي تتكشف لنا شيئًا فشيئًا، عن قضية قرية الرواية.

القرية التي أُصيبَ رجالها بالعُنَّة، ومع ذلك تنتفخ بطون النساء، تنزل مشيمة المرأة عبارة عن كيس ماء، وتوجه الاتهام نحو "ابن حتحوت" بأنه يتسلل إليهن في منامهن، وهو الصوفي يتعبد في خلوته ليلا، والعضوي في حياة الناس يبيع لهم  حاجاتهم في دكانه نهارا.

اجتمعت إدارة القرية وكان قرارها نفيه وتقييده في شجرة الجميز العتيقة، في أول البادية، ربع قرن، ونظرا لحالة الشبق التي دخلت فيها نساء القرية، والشهوانية التي يعاني منها  الرجال، قام "شامخ الأحدب" بعد أن فشل في إثبات بطولته في الفحولة، باكتشاف السر في "جمار النخيل"، راح يستخلصه من رءوس النخلات، فتتعاطاه المرأة على جرعات، في عملية تهدئة للغريزة عندهن، كما يتعاطاه الرجال فتهدأ أو تموت عندهم الشهوة والغريزة معا، فتعيش القرية في سلام نفسي.

 وقبل انتهاء ربع القرن بعام واحد، تقتلع الريح العاتية شجرة الجميز المربوط  فيها ابن حتحوت في البادية، ويسافر ابن حتحوت في رحلة عجائبية غرائبية، للبحث عن علاج لرجال قريته، لكنه يفشل، ثم يكتشف الغلام الصغير "ناصح" العلاج في شيء بسيط يتوفر بين أيديهم هو لبن الجميز، ثم يتضامن مع الشاب فالح لتغيير واقع القرية المنكوبة. 

تتكشف حقيقة هذا "المسُ العاشقُ" على يد "فاتن"، محبوبة ابن حتحوت في شبابهما، ففي أسابيعها الأولى مع زوجها، مكافح الأعرج، حملت بهذا الوضع، لكنها لم تتهم "ابن حتحوت"، وعلى إثر هذا التسلل المُبهم  في المنام، وكانت في حالة الدورة الشهرية، فيُصيبها الهُزال وتبهت فتنتها، في نهاية الرواية، يُصرِّح لها "ميمون النكاح"، وهو من عالم الجن، بأنه هو الذي يتسلل لنساء القرية.

وأصدر الكاتب عددا من الروايات والقصص: ثعالب في الدفرسوار، من جراب الكنغر، بنات 6 أبريل، حفر في الباطن، كلاب الصين، نقش في عيون موسى، حالة حرب، الجدار السابع، سرة البلد، وغير ذلك.