ما الذى ينتظره العالم فى إنتاج النفط بعد زيارة بايدن المنطقة؟
حظيت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الشرق الأوسط، ولقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز في مدينة جدة، وعدد من القادة العرب، في مقدمتهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، باهتمام كبير، فى كل أنحاء العالم، ووصف خبراء الزيارة بأنها تحول ديناميكي فى السياسة الأمريكية مؤخرًا، بينما أكد خبراء الاقتصاد أن الزيارة جاءت للضغط على دول الخليج، وتحديدًا السعودية؛ لزيادة النفط في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية.
تقول الدكتورة وفاء علي، أستاذة الاقتصاد، في تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن الرئيس الأمريكى حاول إرسال رسائل؛ لزيادة حجم المعروض من النفط حتى تقل عائدات روسيا، وصرحت السعودية بأنها لا تستطيع الزيادة إلا عند حد ١٣ مليون برميل يوميًا، وهى السياسة المحددة سلفًا وليس بضغط من أحد، فهى متمسكة بالتزامها مع أعضاء الأوبك بلس على الزيادة التدريجية، وأنه مما لا شك فيه أن هذه القمة تعكس وحدة الصف العربى وحرصهم على المصالح المشتركة، فنحن كعرب لم نعد مهمشين نراقب من بعيد، بل أصبحنا بؤرة الحدث بملف الطاقة والمصالح المتعلقة بأمن واستقرار واقتصاد المنطقة بأكملها.
فيما كشف المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن زيارة «بايدن» هدفها واضح، وهو زيادة الدول العربية وتحالف «أوبك» من الحصص الإنتاجية للنفط، وإعلان السعودية زيادة إنتاجها من النفط إلى 13 مليون برميل يوميًا يجب أن يتم بتنسيق مع دول المنظمة وحلفائها وعلى رأسها روسيا، وذلك خوفًا من انهيار المنظمة والعودة مرة أخرى لأزمة أبريل ٢٠٢٠، عندما انهارت أسعار النفط وبلغت مستوى الصفر في البورصات العالمية.
وأوضح أن «أوبك» لديها آلية لتحديد كم الاحتياجات العالمية من النفط، في ظل قدرتها علي التحكم في المعروض من النفط عالميًا، وهي تعمل في الوقت الحالي؛ لزيادة الإنتاج لتغطية المواسم الصيفية لأوروبا وأمريكا؛ لمواجهة زيادة استهلاك البنزين بشكل خاص، علاوة على باقي المنتجات البترولية.
فيما وصفت صحف عالمية أن زيارة «بايدن» تأتي للعمل على إيجاد حلول لأزمات بلاده الداخلية مثل مشكلة نقص الوقود وارتفاع سعره، والتي يسعى من خلالها لحل أزمة الطاقة العالمية، ومحاولة لحلحلة الموقف السعودي الرافض؛ لزيادة إنتاج النفط لاستعادة توازن الأسعار العالمية.
وقالت الكاتبة الصحفية هبة القدسي، في تصريحات تليفزيونية، إن أجندة الرئيس الأمريكى كان هدفها زيادة إنتاج النفط، كما أن بايدن يحاول التقرب من العرب وفتح صفحة جديدة للقاءات.
كان ولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال قمة جدة، قد قال إن اجتماع جدة اليوم يأتي في الوقت الذي تواجه فيه المنطقة والعالم تحديات كبرى، مشيرًا إلى أن التحديات الكبرى التي تعرض لها العالم مؤخرًا تستدعي مزيدًا من الجهود الدولية، وحذر «بن سلمان»، خلال كلمته في افتتاح قمة جدة بحضور عربى أمريكي، من تبني سياسات غير واقعية من خلال إقصاء مصادر الطاقة الرئيسية، مما سيؤدي لتضخم غير مسبوق، داعيًا إلى أنه يجب الاستمرار بضخ الاستثمارات في الطاقة النظيفة، وذكر ولى العهد السعودي، أن المملكة سبق وأعلنت عن زيادة إنتاجها من النفط إلى 13 مليون برميل يوميًا.