في الذكرى الـ77 لافتتاحه.. قصة «بيت الكريتلية» بالسيدة زينب
واحد من الشواهد القائمة على فن العمارة فى العصر العثمانى إنه “متحف جاير آندرسون” الموجود بمنطقة السيدة زينب، الذى يتزامن اليوم ذكرى مرور 77 عاما على افتتاحه والذي يوافق 17 يوليو من كل عام.
المتحف يتكون من منزلين يرجع تاريخ إنشائهما إلى العصر العثماني خلال القرنين 16 و17 الميلادي، المنزل الأول أنشأه المعلم عبد القادر الحداد، عام (1041هـ/ 1631م)، أما المنزل الثاني فقد أنشأه الحاج محمد بن سالم بن جلمام الجزار عام (947هـ/ 1540م)، ثم سكنته سيدة من جزيرة كريت، ولهذا يطلق عليه البعض حتى الان أهالى الحى في بيت الكريتلية، وفى الثلاثنيات كان سيتم هدم المنزلين أثناء مشروع التوسع حول جامع أحمد ابن طولون لولا تدخل لجنة حفظ الأثار العربية وقامت بترميم وإصلاح البيتين.
وفي عام 1935م تقدم الضابط الإنجليزي جاير آندرسون باشا بطلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن في المنزلين ويقوم بترميمهما وتأثيثهما ولم يبخل بأمواله الخاصة على إعادة ترميمها كما عرض مجموعته الأثرية التي ترجع إلى عصور وحضارات مختلفة منها مقتنيات فرعونية وإسلامية، فضلا عن مقتنياته التي تنتمي إلى بلدان متنوعة مثل الهند، الصين، تركيا، إيران، إنجلترا، ودمشق ، متعهدا أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكًا للشعب المصري ويتم تحويل المنزلين لمتحف يحمل اسم جاير أندرسون، بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائيًا، وقد وافقت لجنة حفظ الآثار العربية على هذا الطلب وتم تحويل المنزلين إلى متحف باسم جاير آندرسون في 17 يوليو 1943م، وخاصة أن آندرسون باشا كان من العاشقين لمصر والشعب المصرى .
وفي أوائل القرن 20، تم ربط بين المنزلين بكوبرى، ويتكون المتحف من 29 قاعة من أشهرها الهندية، الصينية، والدمشقية، وكل منها تحتوي على أثاث من نفس طراز اسم القاعة، كما يضم المتحف مجموعة قاعات تتبع عمارة المنزل منها الحرملك، الرجال الشتوية والصيفية، والاحتفالات، بالإضافة إلى مجموعة من القاعات المستحدثة مثل قاعتي أبواب الكريتلية وروائع الكريتلية.