دراما السيرة الذاتية فى مصر.. لا تكذب ولكنها تتجمل
المعاناة والموهبة.. هكذا يمكن أن نلخص محتوى أعمال السير الذاتية التى قدمتها السينما العالمية حول قصص صعود رموز السياسة والفن والرياضة والموضة فى أمريكا وأوروبا، للحقيقة قدمت معظم تلك الأفلام بإتقان شديد وجرأة كبيرة، حيث تطرقت لأدق تفاصيل حياتهم الشخصية دون أن ينتقص ذلك من إبهار المُشاهد بمشوارهم الثرى.
فى السينما والدراما المصرية كان الوضع سيئًا، فقد شاب معظم أعمال السير الذاتية الكثير من المآخذ والعيوب، أهمها التحفظ الشديد الذى انجرف بتلك الأعمال بعيدًا عن الواقعية، حيث قدم أبطالها بصورة مثالية أشبه بالملائكة التى لا تخطئ أو تمتلك نقاط ضعف، بينما أخفق معظم ممثلى تلك الأعمال فى تجسيد شخصياتهم، سواء من حيث الشكل أو الأداء، أضف إلى ذلك ضعف النصوص وتشتت الإخراج، جولة سريعة على عشرات القنوات المتخصصة فى تقديم المسلسلات لن تجد أيًا من تلك الأعمال يعاد عرضه مرة أخرى، لقد أخفقت تمامًا فى لفت نظر الجمهور الذى لم يعد يتذكر أيًا منها.
مسلسل «أم كلثوم» وحده لم يلق نفس المصير، ويمكن اعتباره استثناءً، تتر البداية سيفسر ذلك النجاح، ستقرأ من خلاله اسم محفوظ عبدالرحمن السيناريست الكبير مؤلفًا، والقديرة إنعام محمد على مخرجة، بينما ألف موسيقى العمل العظيم عمار الشريعى، ولعب بطولته صابرين، أحمد راتب، رشوان توفيق، سميرة عبدالعزيز، رياض الخولى، نادية رشاد، سهر الصايغ، ريهام عبدالحكيم، ولا شك أن النص نجح فى تجسيد معاناة أم كلثوم «صابرين»، وكم الصعوبات التى واجهتها منذ الصغر، ثم مراحل نجاحها وكيفية تعاملها مع المحيطين بها من سياسيين وملحنين وشعراء، دقة اختيار الملابس والديكور كانت ملحوظة، بالإضافة إلى ضبط أداء الأبطال الذى يعود دون شك لمخرجة المسلسل التى بذلت مجهودًا كبيرًا وصل إلى ٣ سنوات استغرقها المسلسل فى التحضير فقط، سواء الكتابة أو جمع المعلومات والصور التى بلغت أكثر من ١٥٠٠ صورة.
ورغم النجاح الكبير واستمتاع الجمهور بهذا المسلسل فى كل مرة يعاد فيها عرضه على إحدى القنوات، فإننا لا نستطيع إنكار وقوعه فى مشكلات يكاد لا يخلو منها عمل مصرى يتحدث عن سيرة ذاتية لمصرى، أولاها: مشكلة التجسيد لغز كبير فشلت فى حله حتى الآن وهو اختيار صابرين لأداء الدور، فبينما تسابقت نجمات مصر للفوز به وتم عرضه على نجلاء فتحى وسوسن بدر وغيرهما، استقرت المخرجة على صابرين بعد أن شاهدت لها مسلسلى «جمهورية زفتى» و«هوانم جاردن ستى» الذى اعتذرت صابرين عن عدم الاشتراك فى جزئه الثانى، بسبب انشغالها بالمسلسل.
للحق، اجتهدت البطلة كثيرًا لأداء الدور ونجحت فى ضبط انفعالاتها وطبقة صوتها، إلا أن الوزن الزائد جدًا على حجم أم كلثوم التى كانت ضئيلة الجسم للغاية يعد من أهم عيوب التجسيد والمسلسل ككل، وهو ما اعترفت به مخرجة العمل صراحة فى أكثر من حوار صحفى، مؤكدة طلبها للبطلة إنقاص وزنها دون جدوى، أسباب الاختيار كان من بينها إجادتها الغناء، لكن هل هذا يكفى لأن تلعب ممثلة تعانى من سمنة واضحة دور شخصية لم تكن تزيد على خمسين كيلو، كما وصف أنيس منصور أم كلثوم فى كتابه «عاشوا فى حياتى»؟!
عائق آخر لم ينجح المسلسل فى اجتيازه وهو واقعية الشخصية، حيث حرص صناع العمل طوال الوقت على ألا يصدموا الجمهور بأى حقيقة قد تخدش صورة البطلة فى ذهنه، فتجنب النص ما يسمى بأنسنة الشخصية، وتقديمها كمنوذج لامرأة لا تخطئ أو تمتلك نقطة ضعف، إضافة لافتعال الوقار فى تعاملاتها للمحيطين بها، وهو عكس ما أجمعوا هم عليه كتميزها بالتلقائية والتبسط وخفة الظل وسرعة البديهة.
هنا يمكننا أن نضع أيدينا على عاملين فى غاية الأهمية هما أشبه بسيوف مسلطة على رقاب المبدعين الذين يتصدون لصناعة مثل تلك الأعمال، يتمثل الأول فى الورثة والثانى فى الجمهور.
١٥ هو مجموع القضايا التى رفعتها أسرة المطربة الراحلة ضد صناع المسلسل لإيقافه قبل البدء فى تنفيذه، بخلاف قضايا تم رفعها من قبل أسرة أسمهان لمنع ظهورها ضمن أحداث المسلسل وهو ما دفع المؤلف لحذف وجودها بالفعل، إلا أن أسرة أم كلثوم أعلنت عن رضاها بعد مشاهدة المسلسل، وهو ما يجسد نجاحه فى تكريس فكرة المثالية التى تماشت مع رغبة الأسرة والجمهور، وهو بعكس فيلم «كوكب الشرق» تأليف إبراهيم الموجى، إخراج محمد فاضل، وبطولة فردوس عبدالحميد ومحمود يس الذى قدم صورة مكثفة وأكثر جرأة عن حياة أم كلثوم، إلا أن مشكلة التجسيد ظلت مستمرة، حيث لم تتشرب بطلة المسلسل روح أم كلثوم سواء فى الغناء أو خارجه، إلا أن الفيلم لم يسلم مما تلاقيه أعمال السير الذاتية من اعتراضات عائلات أبطالها واشتراطهم قراءة النص قبل تنفيذه وخضوعه لكل متطلباتهم وتحفظاتهم عليه، وهو ما أدى إلى إيقاف الكثير من المشاريع، مثل مسلسل أحمد زكى الذى كان يفترض أن يقوم بكتابته السيناريست القدير بشير الديك من بطولة محمد رمضان قبل أن يتم تأجيله إلى أجل غير مسمى.
إخفاقات متتالية حققتها مسلسلات السير الذاتية فى مصر، على رأسها مسلسل «أنا قلبى دليلى» عن حياة ليلى مراد من تأليف صالح مرسى ومجدى صابر وإخراج محمد زهير رجب، وبطولة «صفاء سلطان، أحمد فلوكس، أمل رزق، دنيا عبدالعزيز».
ضعف السيناريو وافتعال الأداء كانا أهم أسباب فشل المسلسل باعتراف مخرجه الذى أعلن عن عدم رضاه عن أداء بطلته صفاء سلطان التى لعبت دور ليلى مراد، معترضًا على طريقة الأداء وطبقة الصوت التى جسدتها البطلة، والتى جاءت متذبذبة للغاية، كما عاب أداء أحمد فلوكس الكثير من المبالغة والأداء السطحى لشخصية أنور وجدى، أيضًا بالرغم من ذلك ولأسباب أخرى كان صناع المسلسل على موعد مع ٣ دعاوى قضائية رفعتها أسرة المطربة الراحلة لوقف تنفيذ المسلسل قبل عرضه.
ربما كانت أحداث المسلسل كافية لـ١٥ حلقة أو أقل أو خلق حبكة جذابة تكفى ٣٠ حلقة للأمانة، تختلف حياة ليلى مراد عن أسمهان مثلًا المكتظة بالأحداث المثيرة والمناطق الشائكة التى كانت أرضية خصبة لمسلسل متميز لاقى نجاحًا كبيرًا للمخرج الراحل المتميز شوقى الماجرى، وتأليف سعيد أبوالعينين وقمر الزمان علوش وبطولة «سلاف فواخرجى، فراس إبراهيم، أحمد شاكر عبداللطيف، عابد فهم، ورد الخال، أمل رزق».
التحرر هو أول خيط لنجاح مسلسل «أسمهان»، فبينما أظهرت أحداثه الأمير فؤاد الأطرش شقيق أسمهان بأنه شديد القسوة وغير متزن، جسدت سعى الأم لجلب المال، الأهم أنها كشفت عن جوانب شخصية فى حياة أسمهان مثل شربها الخمر وعشقها للعب القمار والتدخين، بالإضافة إلى محاولة إجهاضها وتعرضها لظروف فقر قاسية وهو ما رفضته بالطبع أسرة المطربة الراحلة، وحاصرت على إثره صناعه كالعادة بعدد كبير من الدعاوى القضائية لوقف تداوله وعرضه، خاصة من قبل الأمير عماد الأطرش، الذى أكد كذب معظم ما جاء فى المسلسل، بالإضافة إلى نفيه قتل أسمهان، والتأكيد أن حادث غرق سيارتها حدث طبيعى غير مدبر، فى النهاية يمكننا اعتباره المسلسل الوحيد الذى عبر عن أبطاله بشكل متحرر من الأحكام الأخلاقية الجاهزة للجمهور أو عائلات هؤلاء الأبطال.
امتدت مشكلة التجسيد فى أكثر من عمل مصرى مثل مسلسل «الشحرورة» تأليف فداء الشندويلى، إخراج أحمد شفيق، وبطولة «إيهاب فهمى، وليد فواز، أنطوان كرباج، رفيق على أحمد» وكارول سماحة التى اجتهدت كثيرًا فى أداء دور المطربة صباح، إلا أنها ظلت بعيدة عن خفة ظل وحضور الشحرورة، كما أدت كارول أغانى المسلسل بصوتها وهو ما أضر بالعمل، حيث يفتقد صوتها لقوة ولمعان صوت صباح وهو ما تكرر فى مسلسل «أبوضحكة جنان» عن حياة إسماعيل يس من تأليف أحمد يحيى ويس إسماعيل يس، إخراج محمد عبدالعزيز، وبطولة أشرف عبدالباقى، الذى كان بعيدًا عن شكل وروح إسماعيل يس، وهو ما يفسر عدم تحقيق المسلسل نجاحًا يذكر، بالإضافة إلى ضعف السيناريو، إذ شابه المط والتطويل، وهو ما عانى منه مسلسل «السندريلا» من بطولة منى زكى تأليف ممدوح الليثى وعاطف بشاى، من إخراج سمير سيف عن حياة سعاد حسنى.
ربما يظل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر هو أكثر الشخصيات التاريخية التى تم إنتاج أعمال عنها، بدأت بفيلم «جمال عبدالناصر» الذى تم إنتاجه عام ١٩٩٨ من تأليف وإخراج أنور قوادرى وبطولة «خالد الصاوى، هشام سليم، عبلة كامل»، يتلوه فيلم «ناصر ٥٦» تأليف محفوظ عبدالرحمن إخراج محمد فاضل وبطولة «أحمد زكى، فردوس عبدالحميد، أمينة رزق».
ثم مسلسل «ناصر» تأليف يسرى الجندى، إخراج باسل الخطيب، وبطولة «مجدى كامل، وفاء عامر، صلاح عبدالله»، بالنسبة للمسلسل أخفق مجدى كامل فى الوصول إلى روح الشخصية أو أدائها، كما فشل تمامًا فى أداء الخطب الذى جاء باهتًا وافتقر لقوة وحضور الرئيس الراحل.
كما أغفل ذكر الكثير من الأحداث المفصلية مثل مؤامرة الإخوان عام ٦٩ والإفراج عن المعتقلين السياسيين عام ٦٤، على الجانب الآخر مر الفيلم الأول مرور الكرام ولم ينجح فى اجتذاب الجمهور على عكس فيلم «ناصر ٥٦» الذى حقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه فى دور السينما، نظرًا لقوة السيناريو الذى ركز على حدث محدد هو تأميم قناة السويس، كما برع الفنان الراحل أحمد زكى فى أداء دور ناصر وكان هو الأقرب له روحًا وشكلًا.
فى تاريخ مسلسلات السيرة الذاتية ظل مسلسل «الملك فاروق» هو الأكثر نجاحًا حتى الآن من تأليف لميس جابر، إخراج حاتم على وبطولة «تيم حسن، نبيل الحلفاوى، عزت أبوعوف»، الأسباب واضحة، حيث استغرقت كتابته سنوات من التدقيق ليخرج بعده نصًا قويًا ومتماسكًا، ثم أسند لمخرج موهوب هو الراحل حاتم على الذى قدمه عبر إخراج سينمائى مستخدمًا كاميرا واحدة لأول مرة فى الدراما المصرية وهو ما يجعل منه علامة فارقة فى تاريخها، حيث اتجهت بعدها المسلسلات المصرية إلى الإخراج السينمائى مما انعكس عليها بالإيجاب من حيث ارتفاع جودة وجماليات الصورة.
لا شك أن أعمال الدراما الأمريكية متفوقة على المصرية فى مجال السير الذاتية لعدة أسباب، أولها الجدية الشديدة فى تناولها، سواء من حيث تحضير النص أو جودة الإخراج أو إتقان التجسيد، وهو ما أهّل العديد من الممثلين هناك للفوز بأرفع الجوائز الأمريكية، وهى الأوسكار، عند تجسيدهم شخصيات تاريخية، مثل ميريل ستريب عن دور مارجريت تاتشر فى فيلم «The iron Lady»، وهيلين ميرين عن دور الملكة إليزابيث فى فيلم «The Queen»، رينيه زيلويجر عن دور جودى جيرلاند فى فيلم «Jody»، ماريون كوتيار عن دور إديث بياف فى فيلم «La Vie en rose»، رامى مالك عن فريدى ميركورى فى فيلم «Bohemian «Rhapsody Bohemian»، بن كنجسلى عن دور غاندى فى الفيلم الذى حمل نفس الاسم، وفورست ويتكر عن دور عيدى أمين فى فيلم «The Last King of Scotland».
سبب آخر مهم هو تحرر تلك الأعمال فى الخارج من وصاية ورثة الشخصيات وعائلاتهم، وكذلك الأطر الأخلاقية التى يحبس الناس داخلها نجومهم المحبوبين، بالإضافة إلى التهمة الجاهزة وهى التحريف دون أن ينتبه البعض إلى أن الأعمال الفنية لا تقدم التاريخ، بل وجهة نظر عنه، وبالتالى فالمفترض أن باب الإبداع والخلق مفتوحان تمامًا لصناع تلك الأعمال.
للحق.. لا نستطيع الفصل بين الأعمال الفنية ومدى تفتح المجتمع الذى تعبر عنه، بمعنى أن تقبل اختيارات وتجارب الشخصيات التاريخية ستجد معه أنه انعكاس لتحرر المجتمع ككل واحترامه الخيارات الشخصية لأفراده.
بمراجعة سريعة لأعمال السيرة الذاتية العالمية ستجد أنها عبرت عن الأثر الذى أحدثه أبطالها فى مجالاتهم، كما كشفت بجرأة وصراحة عن أدق تفاصيل حياتهم الشخصية وميولهم، كمثلية فريدى ميركورى فى فيلم «Bohemian Rhapsody»، وليبريتشى فى «Behind the Candelabra» ورموز الموضة إيف سان لوران فى فيلم «Saint Laurent» وفرساتشى فى مسلسل «Versace» وكذلك المطرب والموسيقار إلتون جون فى فيلم «The Rocket man» الذى يبدأ بمشهد يعترف من خلاله بمثليته وإدمانه الكوكايين والكحول.
بالعودة لحياة هؤلاء سنكتشف أن اعترافهم بميولهم المثلية كانت علنية دون أن يؤثر ذلك على شعبياتهم، أيضًا ستجد فيلم «داليدا» الذى لعبت بطولته ببراعة عارضة الأزياء الإيطالية سفيفا ألفيتى يحكى مرورها بمنعطفات عاطفية وجنسية قادتها فى النهاية إلى الانتحار، بينما يعرض فيلم «Elvis» من بطولة أوستن بتلر إدمان أسطورة الغناء ألفيس بريسلى للعقاقير المهدئة والمخدرات التى كانت سببًا رئيسيًا فى إنهاء حياته، نفس الأمر الذى تطرق إليه فيلم «Wanna Dance with Somebody» الذى لم يعرض بعد، حيث أدمنت بطلته المطربة الشهيرة ويتنى هيوستن الكوكايين قبل أن تنهى حياتها غارقة فى حوض الاستحمام.
بالطبع لا يمكن أن نختزل الجرأة فى التطرق إلى المخدرات والجنس فى حياة المشاهير، بالرغم من أنها منعطفات حقيقية بالفعل فى حياتهم، المشكلة الأكبر أن الحرص على مثالية صورتهم فى الأعمال التى تتناول مسيرتهم يفقدها الكثير من المصداقية والأبعاد الإنسانية حين تتم تنقيتها من المنعطفات الشخصية ونقاط الضعف، مما يصورهم كملائكة لا يخطئون، وهو ما يجب أن يستوعبه البعض الذين يرددون عبارة الفنان قدوة، لأن الفنان إنسان له زلات وأخطاء ونقاط ضعف ولحظات انكسار وتخبط.
تتضح الصورة أكثر حينما نتطرق إلى أحد أهم الأعمال التى أثارت جدلًا فى الفترة الأخيرة وهو مسلسل «The crown» بطولة كلير فوى وأوليفيا كولمان الذى تناول حياة العائلة المالكة البريطانية بنص قوى وتجسيد رائع، حيث عبر عن عورات تلك العائلة وما يدور فى كواليسها من أجواء خانقة ومفتعلة، وخلوها من الدفء والمصداقية، خاصة فى جزئه الأخير الذى كشف عما تعرضت له الأميرة ديانا من قسوة وافتقاد تام للمشاعر الحانية، سواء من الملكة أو باقى أفراد العائلة، وكذلك شعور زوجها الأمير تشارلز بالغيرة من شعبيتها النامية بين الجمهور والصحفيين، إذن فالمفتاح هو المصداقية وقوة النص وبراعة التجسيد، وهو ما تحقق لمسلسلى «الجماعة» و«الاختيار»، مقدمًا حقائق تخص فترات فاصلة فى ذاكرة مصر بجرأة وصدق أهلتهما لما لاقاه من نجاح مستحق وتعويض إخفاق مسلسلات السيرة الذاتية المصرية.