أبوبكر الديب يكشف لـ«الدستور» 5 مكاسب للعرب من جولة «بايدن» الشرق أوسطية
قال أبوبكر الديب مستشار المركز العربي للدراسات والباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ورئيس منتدى تطوير الفكر العربي للأبحاث، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأركان إدارته، لمنطقة الشرق الأوسط، وهي الأولي لمنطقة الشرق الأوسط منذ توليه منصبه، بداية من إسرائيل والضفة الغربية، ثم السعودية التي تشهد قمتين، أمريكية سعودية وأمريكية خليجية عربية، ستكون لها آثار كبيرة، وهي تحقق 5 مكاسب للعرب، وللسعودية، و3 فوائد للولايات المتحدة الأمريكية، منها مكاسب للرئيس الأمريكي نفسه، وتبحث في 8 ملفات دولية مهمة.
مكاسب المنطقة الخليجية
وأوضح «الديب» في تصريحات لـ«الدستور»، أن أول مكاسب العرب ومنطقة الخليج هو عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، حيث قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الخميس، إن "واشنطن لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي"، فضلًا عن عودة أمريكا للمنطقة والتزامها بحماية منطقة الخليج من العبث الإيراني، متعهدًا باستخدام كل الوسائل والقوة لإيقاف إيران عن إرهابها المستمر في المنطقة، كما يبحث أمن الطاقة والأمن الغذائي وعلي رأسها النفط، واعتراف أمريكي صريح بالدور المحوري للسعودية ومصر والإمارات وبقية دولة مجلس التعاون الخليجي والاعراق والأردن، في تحقيق السلام بالشرق الأوسط.
وأوضح الديب أن قمة بايدن مع زعماء الشرق الأوسط والأمن والتسليح ومحاربة الإرهاب والقضية الفلسطينية، والملف اليمني، وكذلك تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، والمناخ.
وذكر مستشار المركز العربي للدراسات أن الزيارة تعيد الولايات المتحدة للانخراط على المستوى الدولي، وهو عكس ما كان عليه الحال قبل عام ونصف العام عندما كانت الولايات المتحدة تعاني من العزلة قبل أن ينجح بايدن عبر الدبلوماسية والعمل مع القادة الإقليميين خاصة مصر والسعودية في إنهاء الحرب بين حماس وإسرائيل التي اندلعت في مايو من العام الماضي وخلال الزيارة، وسيعقد الرئيس الأمريكي قمة افتراضية مع قادة الإمارات والهند وإسرائيل ضمن مبادرة تحت اسم "I2U2".
وأوضح الديب أنه وفقًا لبيان الديوان الملكي السعودي فإن بايدن يزور المملكة تلبية لدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية التاريخية والشراكة الاستراتيجية المتميزة بين المملكة والولايات المتحدة وسيبحث أوجه التعاون بين السعودية والولايات المتحدة، وسبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم.. كما يتضمّن جدول زيارة الرئيس الأميركي حضوره قمة مشتركة دعا إليها الملك سلمان، وتضم قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وأكد أبوبكر الديب أن الرئيس الأمريكي وحزبه يواجهان انتخابات بالكونجرس ويرغبون في تقوية جبهتهم عبر توثيق العلاقات مع دولة قوية بالشرق الأوسط وهي المملكة العربية السعودية ولقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان وتعزيز الشراكة مع الرياض، في الوقت الذي تواجه فيه أمريكا أكبر موجة تضخم تعرفها البلاد منذ ٤ عقود من أجل الاحتفاظ بالأغلبية في الكونجرس في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل.
وأكد أن أجندة بايدن مليئة بالملفات السياسية والأمنية والاقتصادية وهو يبحث في جولته الشرق أوسطية عن جالون بنزين يهدئ به روع الناخب الأمريكي الذي لا تعنيه تقاطعات السياسية ومشكلاتها بقدر ما يرغب في ملء تنك سيارته ذات الدفع الرباعي بالوقود ومعدته بالغذاء من أجل أن يحتفظ حزبه بمكانته في الكونجرس خلال انتخابات التجديد النصفي المقبلة.
وقال إن الزيارة تهدف لتخفيض أو ضبط أسعار الطاقة وترسيخ التحالف ضد إيران خاصة مع بوادر فشل مفاوضات الاتفاق النووي مع إيران والعمل مع دول المنطقة من أجل توفير الأمن الغذائي ومكافحة الإرهاب ومعالجة ظاهرة المناخ ومواجهة الجفاف.
وأشار أبوبكر الديب الي أن زيارة بايدن للسعودي ولقاءه الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تؤكد مكانة السعودية ودورها في المنطقة، وفي العالمين العربي والإسلامي.
وأضاف الديب أن من مكاسب الرئيس جو بايدن في زيارته الي منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة من 13 إلى 16 يوليو اظهار الدعم لإسرائيل أمام الناخب الأمريكي وتعزيز التام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل.
وقال مستشار المركز العربي للدراسات إن حضور الرئيس الأمريكي قمة مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى مصر والعراق والأردن ولقاء نظرائه بالمنطقة يعزز الدور الأمريكي على مستوي العالم ويفيد المصالح الاقتصادية والخارجية للولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الذي تكافح فيه التوسع الصيني والروسي بالعالم وتأكيد الدور الأمريكي في حل مشكلات المنطقة والقضية الفلسطينية ودعمه القوي لحل الدولتين، وكذلك حل مشكلة الملف اليمني.
وأوضح أن الرئاسة الحالية للمملكة العربية السعودية، لمجلس التعاون الخليجي، تعزز العلاقات الوطيدة بين دول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية وتعمل على ضبط أسعار الطاقة حيث تمثل السعودية رمانة الميزان في سوق النفط، كما أن واشنطن تقدر قيادة الملك سلمان وحكمته، باعتباره شريكًا استراتيجيًّا مهمًا للولايات المتحدة، كما أن العلاقات بين الدولتين تمتد الي ثمانية عقود.
وأكد أن الزيارة ستبحث عددًا كبيرًا من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية من بينها الوضع في اليمن ودعم الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتوسيع التعاون الاقتصادي والأمني الإقليمي، ومبادرات المناخ، وضمان الطاقة العالمية والأمن الغذائي، والاتفاق على استراتيجية طويلة الأمد للعلاقات بين المنطقة والولايات المتحدة الأمريكية.. كما أنه من المقرر أن يلتقي بايدن بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية، وسيؤكد التزامه بحل الدولتين، وسيبحث سبل الحل السياسي والعمل على تحقيق العيش بكرامة وأمن وحرية وازدهار للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، بينما يشجع الأمريكيون الجهود السعودية لإنهاء الحرب في اليمن، كما تريد الولايات المتحدة أيضا، كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط وكذلك كبح تأثير الصين العالمي.
وقال إن الزيارة خطوة ذكية من الرئيس الأمريكي لتعزيز استراتيجية واشنطن لصالح الشعب الأمريكي والمنطقة، لخفض تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على معدلات التضخم في الولايات المتحدة، حيث ارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 6.3% في مايو عن العام السابق.
من جانب آخر، تعد هذه الزيارة فرصة للجانب العربي لطرح قضاياه ورؤاه ومطالبه بشكل مشترك وموحد، عبر اجتماع زعماءه مع الرئيس الأمريكي، في الوقت الذي تستعد فيه واشنطن لصياغة رؤية أمريكية للشرق الأوسط توازن بين المشاركة والانسحاب، حيث يجمع كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري على أنه لا ينبغي إهمال الشرق الأوسط، فضلًا عن تحريك ملفات السلام في كل من فلسطين واليمن وليبيا، ومساعدة الشعب السوري لتوفير الماء والدواء والغذاء والكهرباء، ووقف العبث الايراني في المنطقة العربية، وتحقيق تقدم جاد في عملية السلام بين الإسرائيليين من جهة، وبين الفلسطينيين والعرب من جهة أخرى، والاتفاق علي أرضية مشتركة للعمل العربي الأمريكي الهادف لحل القضايا المعقدة في الشرق الأوسط وعلى المستوى الدولي.
كما تعد الزيارة مكسبًا كبيرًا للمملكة العربية السعودية له عدة فوائد سياسية واقتصادية وأمنية، حيث تؤكد الزيارة مكانة وقوة المملكة عربيًا وإقليميًا ودوليًا، وأنها تمثل رمانة الميزان في سوق الطاقة والنفط، فضلًا عن أنها تدعم رؤية 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كإطار استراتيجي للحد من اعتماد المملكة على النفط، وتنويع اقتصادها، وتطوير قطاعات الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة، فضلًا عن وضع رؤية مشتركة للتحديات الأمنية ومكافحة الإرهاب.