«نار الحب» قصة فيلم جمع بين السندريلا سعاد حسني والدكتور مصطفى محمود
على كثرة ما قدمت السندريلا سعاد حسني من أعمال فنية وسينمائية، ونالت شهرة واسعة، إلا أن فيلمها "نار الحب"، من إنتاج عام 1968 لبناني مصري مشترك، وإخراج فاروق عجرمة أو "فرانك" عجرمة الذي هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل السبعينيات، واحد من الأفلام غير المعروفة للفنانة سعاد حسني.
على أن الغريب في الفيلم أن "تتر" بدايته وحتى نهايته يخلو من اسم سعاد حسني، بينما يتصدر اسم حسن يوسف والفنانة اللبنانية "جوليا ضو" صدارة تتر البداية كبطلين للفيلم، الذي كتب قصته والسيناريو له "رضا ميسر" بينما كتب حوار الفيلم الدكتور مصطفى محمود، ويظهر اسم الناقد الفني اللبناني إبراهيم العريس ملاحظ السيناريو.
ــ نظرة على أعمال سعاد حسني في العام 1968
قدمت السندريلا سعاد حسني في العام 1968 عددًا من الأفلام السينمائية، وهي: الست الناظرة، بابا عاوز كده، حواء والقرد، حكاية 3 بنات، حلوة وشقية، التلميذة والأستاذ، الزواج على الطريقة الحديثة. وكلها أفلام تتميز بأنها أفلام خفيفة ــ ما عدا فيلم الست الناظرة ــ قدمت خلالها سعاد حسني أدوار الفتاة المنطلقة خفيفة الظل، المندفعة بكل عنفوانها في الحياة، وربما هي سمة الأفلام التي أنتجت على خلفية هزيمة السادس من يونيو 1967، وإن شهدت دور العرض المصرية في ذات العام ــ 1968 ــ أفلامًا جادة تعالج وتتناول أسباب الهزيمة من بينها فيلم "القضية 68" و"المتمردون" للمخرج توفيق صالح ومن تأليف الكاتب الصحفي صلاح حافظ.
ــ علاقة الدكتور مصطفى محمود بالسينما
في مسيرة الدكتور مصطفى محمود، والذي قدم إلى المكتبة العربية عشرات الكتب والمؤلفات التي ناهزت الـ88 عملًا أدبيًا ومؤلفًا، مارس مصطفى محمود الكتابة للسينما، حيث كتب قصص أفلام: العنب المر، بين إيديك، المستحيل، شلة الأنس، مرآة في الكف، بالإضافة إلى كتابته لحوار فيلم "نار الحب"، والذي قام ببطولته السندريلا سعاد حسني.
كما قدم الدكتور مصطفى محمود العديد من الأعمال المسرحية، من بينها: الزلزال، غموما الزعيم، الإنسان والظل. وقدم للإذاعة المصرية مسلسلات: العنكبوت، عنبر سبعة، نحن لا نرى بعيون الآخرين، شلة الأنس، رجل تحت الصفر.
ــ "نار الحب" فيلم بوليسي على طريقة "هيتشكوك"
تدور أحداث فيلم "نار الحب" الذي كتب له الحوار الدكتور مصطفى محمود، وقامت ببطولته السندريلا سعاد حسني وحسن يوسف والفنانة اللبنانية جوليا ضو، حول الزوجين "سعيد" وقام بالدور حسن يوسف، وزوجته "دلال" وقدمت الدور جوليا ضو. ينفتح الفيلم عن احتفال الزوجين سعيد ودلال بعيد زواجهما، ونري سعيد يقدم هدية لزوجته دلال، بوليصة تأمين على حياته، تصرفها دلال لو حدث له مكروه، خاصة وأنه يكسب قوته من رياضة سباق الخيل، وعمله كــ"جوكي"، لكن حياته مهددة طوال الوقت نظرًا لضعف عضلات قلبه.
يكتشف سعيد خيانة زوجته دلال التي تتسلل من جانبه وهو نائم، لتقابل صديقها في حديقة منزل الزوجية، فيضبطها سعيد، الذي يصابة بذبحة صدرية علي إثر رؤيته لزوجته في أحضان عشيقها ليلة ذكرى زواجهما.
وفي سلسلة من المواقف والمشاهد غير المنطقية، نجد سعيد في المستشفى وقد نقلته زوجته دلال، وما أن تخرج من غرفته بعد أن أخبرها الطبيب بأن حياة سعيد في خطر، حتى تقابل الممرضة "نادية" وأدت الدور السندريلا سعاد حسني، التي نكتشف أنها كانت زميلتها بمدرسة الراهبات في القاهرة.
ودون منطق درامي أو فني سينمائي أيضًا، يقع سعيد في غرام نادية بمجرد أن يفتح عيناه، وهو الذي كان على شفا الموت بالذبحة إثر خيانة زوجته، وبدلا من أن يواجه مصيره وحياته وترتيباتها نجده يقع في حب ممرضته نادية، وما أن يخرج من المستشفى حتى يكتري لها شقة يتبادلان فيها الغرام، في مشاهد حسية لم تعترض عليها الرقابة حينها وكأنها تنفيس عن المصريين وإحباط الهزيمة في 1967.
تتوالى أحداث الفيلم وتطالب نادية سعيد بتطليق زوجته/ صديقتها دلال، ليهنأ لهما العيش سويا، وعندما يخبرها أنه لا يستطيع خاصة وأنه لا يملك فلسا من الــ 50 ألف ليرة مؤخر صداق زوجته دلال. فتقترح عليه نادية أن يقتل دلال، وبالفعل بعد أن يقتلها بمساعدة نادية، تبدأ دلال الظهور لسعيد لتفزعه وتثير خوفه، وعندما يخبر نادية بالأمر، تطمأنه بأن ما يراه مجرد هلاوس ومخاوف لا أساس لها من الصحة، حتى يلقي سعيد مصرعه متأثرا بنوبة قلبية تودي بحياته، ليكشف الستار في نهاية الفيلم أن كل هذه الأحداث التي مرت طوال مدة الفيلم، ما كانت إلا خديعة دبرتها نادية مع دلال، لتفوز الأخيرة بقيمة بوليصة التأمين، وعندما تطالبها نادية بنصيبها الذي اتفقت معها عليها، تراوغها دلال وتتهرب منها فما كان من نادية إلا أن ألقتها من القطار الذي تقابلتا فيه وهي تصرخ: "هي وقعت وحدها أنا بريئة".